لماذا لا يستطيع البعض التوقف عن الكذب؟


الكذب من أسوأ الآفات في المجتمع سواء لدى الكبار ام لدى الصغار. وبصرف النظر عن الأسباب التي تدفع المرء الى الكذب، لا شك في أنه يمكن الرجوع عنه وعدم تكراره.
لكن ماذا لو أصبح الكذب ظاهرة لا يمكن التخلي عنها؟ ولماذا لا يستطيع البعض التوقف عن الكذب لو مهما عزموا على ذلك؟ كلا ليس لأنهم أشخاص سيئين بل هم يكذبون لأسباب خارجة عن سيطرتهم وهي:

الكذب ترجمة لمشكلات نفسية تتحكم بالفرد

أحياناً تخرج نزعة الشخص الى الكذب عن سيطرته ويرى نفسه منجراً الى الكذب من دون تفكير حتى، لكن الكذب غير المتعمد هذا ليس سوى ترجمة لمشكلات نفسية تتحكم بالفرد وغالباً ما تبدأ معه منذ طفولته. كعقدة الدونية او حب العظمة وغيرها من المشكلات التي تدفع الشخص الى الكذب لا إرادياً!

النرجسية

الشخصية النرجسية التي تتسم بحب الذات أكثر من أي شيء آخر، لا تهتم لآراء الآخرين وبالتالي فإن الكذب بالنسبة الى الشخص النرجسي ليس أمراً مكروهاً ولا أمراً خاطئاً.

والشخص الذي يفتقر الى التعاطف مع الآخرين يفقتر الى الوعي بأن الكذب قد يؤذي الآخر حتى لو لم يعرضه للأذى هو!

وقالت جوديث: "لا يتأذى النرجسيون من كذبهم مثلما نتأذى نحن. ولذا يدخل كثير من الناس في علاقات مع مرضى بالكذب، ولا يفهمون لماذا يكذبون، لأنهم يحاولون أن يتعاملوا مع هؤلاء الأشخاص وفقاً للمعايير الطبيعية لما يعنيه أن تكون متعاطفاً".

لكنهم في الحقيقة لا يتصرفون كبشر عاديين، ولا يدركون حتى أنهم يكذبون معظم الوقت.

وقالت جوديث: “إن الطريقة الوحيدة للإفلات من قبضة مرضى الكذب هي أن تتمتع بالقوة الكافية لتقول: لا إنه ليس خطئي، هذا غير مقنع بالنسبة لي، لذا فإنني في الواقع لا يمكنني الوثوق بك’. لا تبرر للكذابين.

هروب من الواقع

وأحياناً كثيرة لا يستطيع الفرد التحكم بهذه العادة لأنه ببساطة يهرب من خلالها من الواقع وهذه الكذبات مع الوقت تصبح عادة تدخل سلاماً في نفس هذا الفرد.

وأحياناً أخرى يكون الشخص المدمن على الكذب مندفعاً لدرجة عدم استطاعته قول الحقيقة او تغيير هذه العادة. علماً أن هذا الشخص ليس بالضرورة أن يكون شخصاً سيئاً او يتعمد أن يؤذي الآخرين!

مدمنو الكذب ليسوا بالضرورة أشخاصاً سيئين

وصرحت عالمة النفس ليندا بلير، التي ألفت العديد من الكتب المتخصصة في علم النفس أن بعض مدمني الكذب مندفعون للغاية لدرجةٍ لا تُمكنهم من قول الحقيقة. مقياس الاندفاع والتروي متأصل في جيناتنا، ومن الصعب جداً على شخص مندفع أن يستغرق وقتاً للتفكير في الأشياء، كما يصعب على شخص مترو أن يندفع دون تفكير.

وقالت ليندا: "إذا كنت شخصاً مندفعاً، فسيكون من الصعب أن تغير عادتك، إذ تشعر في داخلك بمشاعر مضطربة ترغمك على توضيح الأمور على الفور. لذا فإنك تعبر عن هذه الأمور بمجرد ورودها في عقلك، وهذا لا يعني بالضرورة أن تكذب، لكنَ التوقف عن الكذب يصبح أصعب قليلاً بالنسبة لك من شخص آخر أكثر تروياً".

المصادر: 1 ، 2
أحدث أقدم