تعرف على احداث قصة وامعتصماه


هذه القصة وامعتصماه إن دلت على شيء فهي تدل على عزة العربي، ونخوة المسلم فالجميع يعلم أن للروم معارك كثيرة مع المسلمين ولكن هناك فرق كبير بين معاملة المسلمين للأسرى، والسبايا، ومعاملة الروم وسيبدو ذلك جلياً من خلال تسلسل أحداث قصة وامعتصماه وهي كالتالي:

في عهد الدولة العباسية كان هناك مدينة صغيرة تنفرد بجمالها وموقعها الاستراتيجي المتميز فهي تقع على الحدود الفاصلة بين الدولة العباسية، ودولة الروم ولأهمية موقعها أراد ملك الروم الاستيلاء عليها وبالفعل استعد لذلك وجهز جيشاً قوياً وغزا المدينة وعامل جنود ملك الروم أهل مدينة عمورية أسوأ معاملة وكعادة جيش الروم في كل معاركهم عدم احترام النساء فقد قاموا بأسرهن وكان من بين النساء اللاتي أسرهن الروم فتاة جميلة جداً تم حملها كغيرها من النساء إلى سوق العبيد ونادى المنادي ليبيعها فأعجب بها أحد رجال الروم وقرر أن يشتريها من المنادي ودفع ثمنها وامسكها من يدها ليأخذها معه ولكن الدموع ملأت عينيها، وأخذت تصرخ بشدة، وصوت عالي جداً لفت أنظار الجميع وكانت تقول وامعتصماه .. وامعتصماه ..

كلما صرخت الفتاة وامعتصماه أخذ الرجل يضربها بسطوة شديدة ولحسن حظ الفتاة جاء ليرى هذه المأسأة رجل عربي متنكر فركب فرسه متجهاً بسرعة شديدة إلى بغداد قضى ذلك الرجل عدة أيام ليصل إلى بغداد لكي يقابل الخليفة العباسي المعتصم بالله ويحكي له ما رأته عيناه وكيف كان حال الفتاة.. وكيف عاملها الرجل الرومي ووصل الرجل إلى المعتصم بالله واستأذن الجنود ليدخل إليه، وسرد له ما حدث بكل دقة.

استمع المعتصم بالله إلى الفتى وثار غضبه واستدعى المعتصم بالله رسولاً من بلاطه ليرسل معه رسالة إلى أمير عمورية وقال له فيها كلمات قاسية للغاية، وهي كالتالي:

“بسم الله الرحمن الرحيم” من أمير المؤمنين المعتصم بالله.. إلى كلب الروم.. لتخرجن من المدينة أو لأخرجنك منها صاغراً ذليلاً بعد أيام قليلة جاء رسول المعتصم بالله لينقل له رد ملك الروم والذي قال لرسول المعتصم “ليفعل أميركم ما يعتقد أنه قادر على فعله” سمع المعتصم بالله ما قاله رسوله فزاد غضبه وقرر محاربة ملك الروم.

جهز الخليفة المعتصم جيشه الجرار واستدعى أقوى قادات الجيش وكان قد وصل عدد رجال الجيش إلى حوالي تسعين ألف رجل، وحرص الخليفة المعتصم بالله على أن يأخذ معه الرجل الذي أبلغه بقصة الفتاة ليدله على مكانها ووصل جيش المعتصم إلى مدينة عمورية ولما سمع الروم بخبر وصول جيش المعتصم تملك الخوف، والفزع منهم وشددوا الحصار على المدينة وبالفعل عجز جيش لمعتصم على اقتحام أسوار المدينة في البداية ولكن جيش المعتصم العظيم  لم ييأس وحاصر المدينة من جميع نواحيها وقاموا بهدم الأسوار التي بناها جيش الروم واستخدموا في ذلك الفيلة، والمجانيق ولما رأى أهل الروم رماح جيش المعتصم هرب عدد كبير منهم وجرت دمائهم كالسواقي بعد أن دارت معركة بين جيش الروم وجيش المسلمين انتصر خلالها جيش المسلمين وتمكن جيش المعتصم من السيطرة على المدينة وأسروا عدد كبير من القادة، والزعماء وقام جنود جيش المعتصم بإشعال النيران في خيام جنود الروم وتخلصوا من آثارهم وعادت المدينة إليهم.

بعد أن انتهت المعركة مع الروم استدعى جنود المعتصم بالله الفتى الذي جاء إلى بغداد وحكى لهم قصة الفتاة وطلبوا منه أن يحدد لهم بالضبط مكان الفتاة ووصل المتعصم، وجنوده إلى الفتاة، وإلى سيدها الرجل الرومي وتمكنوا هناك من تحرير هذه الفتاة وليس ذلك فقط بل جعل سيدها الرومي عبداً لها ثم سألها المعتصم بالله سؤاله الشهير الذي كتبه التاريخ ولم ينساه العرب المسلمين أبداً والسؤال هو.. هل لبى المعتصم نداءك..؟، وعادت الحرية إلى جميع الأسرى والسبايا التي كانوا قد وقعوا تحت سطوة جيش الروم..
أحدث أقدم