قصة مقولة سبق السيف العذل


برزت الكثير من الأمثال التي حملت في طياتها معاني بليغة، منها المثل القائل: “سبق السيف العذل” وهو من الأمثال التي تُضرب في حالة التسرع في إصدار القرارات وتنفيذها دون تفكير مسبق.

كما ويُقال لمنع الإكثار في الكلام حول مسألة ما وإلقاء اللوم والعتب على أمر تم تنفيذه ويستحيل أن يعود مرة أخرى، من باب الانقضاء والانتهاء وعدم الحاجة للخوض فيه والمجادلة.

صاحب مقولة سبق السيف العذل هو ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر قال هذه المقولة انتقاماً لولده الذي مات غدراً على يد اللص الحارث بن كعب فما كان من ضبة إلا أن قتله وقال هذه المقولة “سبق العذل السيف”

قصة مقولة سبق السيف العذل:
كان ضبة من أغنياء القوم ويمتلك قطيع من الإبل والغنم وفي أحد الأيام تفرقت الإبل والأغنام وصارت كل مجموعة في طريق، وكان لضبة ولدين اسمهما سعد وسعيد فأسرع ضبة ينادي عليهم حتى حضرا، فقال لهما اذهبا وراء الإبل وأحضروهم وبالفعل انطلق كلاً من سعد وسعيد خلف الإبل وفي الطريق افترقا وضل كل واحد منهما عن الآخر وبعد وقت طويل رجع سعد بالإبل بدون سعيد، وظل ضبة يبحث عن ولده ولكنه لم يجده، حزن ضبة فترة على ولده وبعد ذلك عاد لمزاولة حياته مرة أخرى.

وفي أحد الأيام اتجه ضبة إلى السوق من أجل شراء بعض الأشياء وفي أثناء تواجده بالسوق رأى رجلاً يضع على كتفيه بردين وقد عرفهما ضبة إنهما لابنه سعيد الغائب، وكان يرتديهما في نفس الليلة التي اختفى فيها، كان الرجل الذي يرتدي البردين هو الحارث بن كعب، فتقدم منه ضبة وسأله عن البردين، فأجابه كعب أنهما ملك لشاب قد التقاه منذ فترة وجعل يصفه لضبة الذي عرف أنه ابنه لكنه لم يبين ذلك للحارث وظل يستمع له وقد علم أن ذلك الرجل الحارث قد قتل ابنه غدراً فقد طلب الحارث البردين من سعيد وعندما رفض قتله واستولى عليهما.

قام ضبة بطلب سيف الحارث الذي لم يكن يعلم أنه والد القتيل، فأخذ ضبة السيف وانقض على الحارث حتى قتله فتجمع الناس من حوله يلموه ويوبخوه على سوء صنيعه وقتله للحارث، فقال ضبة مقولته الشهيرة “سبق السيف العذل”، أي سبق السيف العتاب واللوم.
أحدث أقدم