أيهما جاء أولاً – البيضة أم الدجاجة؟!


لطالما بقيت الدجاجة والبيضة لغزاً حيّر الأجيال المتعاقبة، فمن جاء فيهما أولاً: البيضة أم الدجاجة ؟! وعلى مر السنين حاول علماء ومفكرون وفلاسفة حل هذا اللغز المحير والمعقد والمثير للفضول. وكان هذا التساؤل أثار حيرة الناس منذ نحو ألفي عام، عندما طرحه الفلاسفة الإغريق، في محاولة لتسليط الضوء على “السببية”، لتوضيح العلاقة بين الأحداث (السبب والنتيجة).

ويعتقد علماء فيزياء من جامعة “كوينزلاند” ومعهد “نيل”، أنهم وجدوا الإجابة، وهي ببساطة أنه “يمكن أن يأتي كلاهما أولا”.

وأوضح العلماء أنه عندما يتعلق الأمر بفيزياء الكم، فإن السبب والأثر ليسا دائما مرتبطين بشكل مباشر، أي أنه ليس من الضروري أن يؤدي أحدهما بشكل مباشر للآخر.

وقالت الدكتورة جاكوي روميرو من مجلس البحوث الأسترالي: “إن غرابة ميكانيكا الكم تكمن في أن الأحداث يمكن أن تحدث من دون ترتيب معين”.

وأضافت: “على سبيل المثال، إذا كانت رحلتك اليومية إلى العمل تتمثل في استقلالك لحافلة ولقطار – عادة ستأخذ الحافلة ثم القطار، أو العكس. وفي تجربتنا، يمكن أن يحدث أي من الحدثين أولا”.

وأشارت روميرو إلى أن هذا يسمى بـ “النظام السببي غير المحدد”، موضحة أنه ليس شيئا يمكن للعلماء ملاحظته في الحياة اليومية.

اقرا أيضاً: ما الذي يحدث في الجسم عند تناول ثلاث بيضات في اليوم

كما كشفت نتائج دراسة حديثة أجرتها جامعتا شفيلد – وارويك عام 2010 أن الدجاجة هي من جاءت أولا، حيث أظهرت البحوث أن البيضة تعتمد في تكوينها الأساسي على بروتين معروف باسم “أو سي ـ17”، وهذا النوع من البروتين لا يوجد إلا في مبيض الدجاجة.

واستنتج العلماء أنه لا يمكن أن توجد بيضة أصلا إلا إذا كانت موجودة في الأصل داخل مبيض الدجاجة، مما يعني في النهاية أسبقية وجود الدجاجة.

ويقول الدكتور “كولين فريمان” من قسم هندسة المواد في جامعة شفيلد بأنه طول الفترة كان الجدل مركزاً على أن البيضة هي التي سبقت الدجاجة في التشكل، لكن هناك دليل على أن الدجاجة أتت أولاً، فالبروتين يسبق البيضة في التشكل، وهو اللازم للتحكم في هذه العملية.

وقد شكلت هذه القضية جدلاً دينياً كبيراً، حيث كانت ترى التحليلات واجتهادات الباحثين أن البيضة أسبق في النشوء. وقد رفض هذه الأفكار العلماء المسلمون، ورجال الدين، حيث يعتبرونها جزءاً من نظرية داروين في النشوء والارتقاء، والتي ترى أن العالم نشأ بالصدفة، فتنكر وجود الخالق.

اقرا أيضاً: ما الفرق بين البيض البني والأبيض؟

المصادر: 1 | 2
أحدث أقدم