بحر آرال في آسيا الوسطى يعد من أكبر الكوارث التي تسبب بها الإنسان

صورة بحر آرال بين عامي 1989 و2014، من ناسا

بحر آرال هو بحر داخلي يقع في آسيا الوسطى بين أوزبكستان جنوباً وكازاخستان شمالاً، عرفه جغرافيوا العرب بـ بحر خوارزم، وفي القران السابع عشر أطلق عليه الروس اسم البحر الأزرق.

كانت مساحته تغطي 68 الف كيلومتر مربع، وأقصى عمق فيه 68 متر ويبلغ طوله من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي 428 كم وعرضه يبلغ 284 كم. ويعد رابع أكبر حوض مائي في العالم وتفصله هضبة أوست أورت وتتصل به صحاري قيزيل قوم وقره قوم الرملية، وكان هناك نهران يصبان في البحر، نهر سير دريا (سيحون) من الشمال ونهر آمو داريا (جيحون) من الجنوب.

لكن في مطلع الخمسينات من القرن الماضي قررت الحكومة الروسية تحت قيادة نيكيتا خروتشوف تحويل النهرين التي تغذي بحر الآرال، لري حقول القطن، حيث أرادوا تحويل منطقة آسيا الوسطى إلى أكبر منتج للقطن في العالم، ونجحوا في ذلك خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي عندما تصدرت أوزبكستان منتجي القطن.

فبدأ البحر بالجفاف اعتباراً من 1970 وقد بدأت تنقص مساحته تدريجياً إلى أن أصبح في عام 2008 يغطي حوالي 10% من مساحته الأصلية. واليوم بقيت أجزاء من البحر محتفظة بالمياه، إحداها تسمى ببحر آرال الصغير، وتقع في الجزء الشمالي من بحر آرال الأصلي، ويحبس المياه فيها سد اسمه “كاكارال”. وسمح هذا السد برفع مستوى الماء إلى 3 أمتار من أدنى نقطة سجلت لارتفاع المياه في عام 2005، ما أرجع الحياة إلى قاع البحر.

إلا أن بحر “آرال الصغير” يشكل 5% فقط من مساحة البحر الأصلي، ما يعني أن انتاج الأسماك فيه لن يكون غزيرا كما كان. لكن البعض يراودهم الأمل في أن يرجع بحر آرال إلى ما كان عليه في يوم من الأيام، ولو بعد عشرات السنين.
أحدث أقدم