أجمل قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي بك

أحمد شوقي

أحمد شوقي بك، هو شاعر مصري، لقب بـ أمير الشعر، فقد كان من الشعراء المعاصرين والمجددين للشعر ويعد من أهم وأعظم الشعراء العرب، ولـد في 16 تشرين الأول/أكتوبر 1868م، في القاهرة، الخديوية المصرية، لأب كردي وأم من أصول تركية، وقد ظهرت موهبته في كتابة الشعر وهو طالب يدرس الحقوق، وقد أثرى المجال الأدبي بالكثير من القصائد والدواوين، وفي هذا المقال أخترنا لكم بعض من أهم وأبرز قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي.

قصيدة مضناك جفاهُ مرقده

مُــضـنـاك جــفــاهُ مَــرْقَـدُه    ***    وبـــكــاه ورَحَّـــــمَ عُـــــوَّدُهُ
حــيــرانُ الـقـلـبِ مُـعَـذَّبُـهُ    ***    مـقـروح الـجـفنِ مـسهَّدُه
أودى حـــرفـــاً إلا رمـــقـــاً    ***    يُـبـقـيـه عــلـيـك وتُــنْـفِـدهُ
يـسـتهوي الــوُرْق تـأوُّهه    ***    ويــذيــب الـصـخـرَ تـنـهُّـدهُ
ويـنـاجـي الـنـجمَ ويُـتـعبه    ***    ويُــقـيـم الــلـيـلَ ويُـقْـعِـدهُ
ويــعــلـم كـــــلَّ مُــطــوَّقـةٍ    ***    شـجناً فـي الـدَّوحِ تُـردِّدهُ
كـم مدّ لِطَيْفِكَ من شَرَكٍ    ***    وتـــــــــأدّب لا يــتــصــيَّــدهُ
فـعساك بـغُمْضٍ مُسعِفهُ    ***    ولــعـلّ خـيـالـك مُـسـعِدهُ
الـحسنُ حَـلَفْتُ بيُوسُفِهِ    ***    والــسُّــورَةِ إنـــك مُــفـرَدهُ
قــد وَدَّ جـمـالك أو قـبـساً    ***    حــــوراءُ الــخُـلْـدِ وأَمْــــرَدُه
وتــمـنَّـت كــــلٌّ مُـقـطَّـعـةٍ    ***    يـدَهـا لــو تُـبْعَث تَـشهدُهُ
جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي    ***    أكــذلـك خـــدُّك يَـجْـحَدُه؟
قــد عـزَّ شُـهودي إذ رمَـتا    ***    فـأشـرت لـخـدِّك أشـهـده
وهـممتُ بـجيدِك أشـرَكُه    ***    فـأبـى ، واسـتكبر أصـيَدُه
وهـــزَزْتُ قَـوَامَـك أَعْـطِـفهُ    ***    فَــنَــبـا، وتــمــنَّـع أَمْـــلَــدُه
ســبــبٌ لــرضـاك أُمَــهِّـده    ***    مــا بــالُ الـخـصْرِ يُـعَـقِّدُه؟
بيني في الحبِّ وبينك ما    ***    لا يَـــقْــدِرُ واشٍ يُــفْـسِـدُه
مـا بـالُ الـعاذِلِ يَـفتح لي    ***    بــابَ الـسُّـلْوانِ وأُوصِـدُه؟

قصيدة خدعوها

خَــدَعُـوهَـا بُـقُـولُـهُمْ حَـسْـنَـاءَ
وَالــغَــوَانِـي يَــغُــرُّهُـنَّ الــثَّـنَـاءُ

أَتَـرَاهَـا تَـنَـاسَتْ أُسَـمِّـي لَـمَّا
كَـثَّـرْتَ فِــي غِـرَامِهَا الأَسْـمَاءِ

إِنْ رَأَتْنِي تَمِيلُ عَنِّي, كَانَ لَمْ
تــــك بَــيْـنَـي وَبَـيْـنَـهَا أَشْــيَـاءٌ

نَــظْـرَةٌ, فَـاِبْـتِـسَامَةٌ, فَـسَـلَام
فَـــكَـــلَامٌ, فَــمَــوْعِـدٌ, فَــلِــقَـاءٌ

يَــوْمٌ كُـنَّـا وَلَا تَـسَلَّ كَـيْفَ كُـنَّا
نَـتَهَادَى مِـنْ الـهُوَى مَـا نَشَاءُ

وَعَـلَـيْـنَا مَـــنْ الـعِـفَافُ رَقِـيـبٌ
تَـعِـبَتْ فِــي مـراسـه الأَهْــوَاءُ

جَاذَبَتْنِي ثَوْبَيْ العُصِيِّ وَقَالَتْ
أَنْــتُـمْ الــنَّـاسُ أَيُّـهَـا الـشُّـعَرَاءُ

فَـاِتَّقَوْا اللهَ فِي قُلُوبِ العَذَارَى
فَــالــعَـذَارَى قُـلُـوبُـهُـنَّ هَــــوَاءٍ

قصيدة يا جارة الوادي

يــا جــارةَ الــوادي، طَـرِبْـتُ وعـادنـي
مــــا يــشـبـهُ الأَحـــلامَ مـــن ذكـــراكِ

مَثَّلْتُ فِي الذِكْرَى هَواكِ وفِي الكَرَى
والـذِّكـرياتُ صَــدَى الـسّنينَ الـحَاكي

ولــقـد مـــررتُ عــلـى الـريـاض بـرَبْـوَةٍ
غَــــنَّـــاءَ كــــنـــتُ حِــيــالَـهـا أَلـــقـــاكِ

ضــحِـكَـتْ إلــــيَّ وجُـوهـهـا وعـيـونُـها
ووجـــــدْتُ فِـــــي أَنــفـاسـهـا ريّـــــاكِ

فـذهـبـتُ فِـــي الأَيـــام أَذكـــر رَفْــرَفـاً
بـــيــن الـــجــداولِ والــعــيـونِ حَــــواكِ

أَذكَــــرْتِ هَــرْوَلَــةَ الـصـبـابةِ والــهـوى
لـــمــا خَـــطَــرْتِ يُــقـبِّـلان خُــطــاكِ ؟

لـم أَدر مـا طِـيبُ العِناقِ على الهوى
حـــتــى تــرفَّــق ســاعــدي فــطــواكِ

وتـــأَوَّدَتْ أَعــطـافُ بــانِـك فِــي يــدي
واحـــمــرّ مـــــن خَـفَـرَيْـهـمـا خـــــدّاكِ

ودخَـلْتُ فِـي لـيلين: فَـرْعِك والدُّجى
ولــثــمـتُ كــالـصّـبـح الــمــنـوِّرِ فـــــاكِ

ووجــدْتُ فِــي كُـنْـهِ الـجـوانحِ نَـشْـوَةً
مـن طـيب فـيك ، ومـن سُـلاف لَمَاكِ

وتـعـطَّـلَـتْ لــغــةُ الــكــلامِ وخـاطـبَـتْ
عَـيْـنَـيَّ فِـــي لُــغَـة الــهَـوى عـيـنـاكِ

ومَــحَـوْتُ كـــلَّ لُـبـانـةٍ مـــن خـاطـري
ونَــسِـيـتُ كــــلَّ تَــعـاتُـبٍ وتَـشـاكـي

لا أَمـــسِ مــن عـمـرِ الـزمـان ولا غَــد
جُــمِــع الــزمـانُ فــكـان يـــومَ رِضـــاكِ

قصيدة غربة وحنين

اِخــتِـلافُ الـنَـهـارِ وَالـلَـيلِ يُـنـسي    ***    اُذكُــرا لِــيَ الـصِـبا وَأَيّــامَ أُنـسـي
وَصِــفـا لـــي مُــلاوَةً مِــن شَـبـابٍ    ***    صُــــوِّرَت مِــــن تَــصَــوُّراتٍ وَمَـــسِّ
عـصـفـتْ كـالـصَّبا الـلـعوبِ ومــرّت    ***    سِـــنــةً حُـــلــوةً، ولــــذَّةُ خَــلْــس
وسلا مصرَ: هل سلا القلبُ عنها    ***    أَو أَسـا جُـرحَه الـزمان المؤسّي؟
كــلــمـا مـــــرّت الــلـيـالـي عــلـيـه    ***    رقَّ، والـعهدُ فـي الليالي تقسِّي
مُــســتَـطـارٌ إذا الــبــواخِــرُ رنَّـــــتْ    ***    أَولَ الـلـيلِ، أَو عَــوَتْ بـعـد جَــرْس
راهـبٌ فـي الضلوع للسفنِ فَطْن    ***    كــلـمـا ثُــــرْنَ شــاعَـهـن بــنَـقـسْ
يــا ابـنـةَ الـيـمِّ ، مــا أبــوكِ بـخـيلٌ    ***    مــــا لــــه مــولــع بـمـنـع وحــبـس
أَحـــــرامٌ عَــلــى بَــلابِـلِـهِ الــــدَوحُ    ***    حَـــلالٌ لِـلـطَـيرِ مِـــن كُــلِّ جِـنـسِ
كُـــــــلُّ دارٍ أَحَـــــــقُّ بِـــالأَهـــلِ إِلّا    ***    فـي خَـبيثٍ مِـنَ الـمَذاهِبِ رِجسِ
نَـفـسـي مِــرجَـلٌ وَقَـلـبي شِــراعٌ    ***    بِـهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي
وَاِجـعَـلي وَجـهَـكِ الـفَنارَ وَمَـجراكِ    ***    يَــــدَ الـثَـغـرِ بَــيـنَ رَمـــلٍ وَمَــكـسِ
وَطَـنـي لَــو شُـغِـلتُ بِـالـخُلدِ عَـنهُ    ***    نـازَعَتني إِلَـيهِ فـي الخُلدِ نَفسي
وَهَــفـا بِـالـفُـؤادِ فـــي سَـلـسَبيلٍ    ***    ظَـمَـأٌ لِـلـسَوادِ مِـن عَـينِ شَـمسِ
شَـهِدَ الـلَهُ لَـم يَـغِب عَن جُفوني    ***    شَـخصُهُ سـاعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي

قصيدة الهمزية النبوية – في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم

ولـــــد الـــهــدى فـالـكـائـنات ضــيــاء
وفـــــم الـــزمــان تــبــسـم وســنــاء

الـــــروح والــمــلأ الــمـلائـك حــولــه
لــلــديــن والــدنــيــا بــــــه بـــشـــراء

والـعـرش يـزهـو والـحـظيرة تـزدهي
والـمـنـتـهـى والــســدرة الـعـصـمـاء

والوحي يقطر سلسلا من سلسل
والــــلـــوح والـــقــلــم الــبــديــع رواء

يـــا خــيـر مـــن جــاء الـوجـود تـحـية
مـن مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا

بــــك بــشــر الله الــسـمـاء فـزيـنـت
وتـــوضــأت مــســكـا بـــــك الــغـبـراء

يـــوم يـتـيـه عـلـى الـزمـان صـبـاحه
ومـــــســــاؤه بـــمــحــمــد وضــــــــاء

يــوحـي إلــيـك الـنـور فــي ظـلـمائه
مـتـتـابـعـا تــجــلـى بـــــه الــظـلـمـاء

والآي تـــتـــرى والـــخــوارق جـــمــة
جـــــبـــــريـــــل رواح بـــــهـــــاغـــــداء

ديـــــن يــشــيـد آيـــــة فـــــي آيـــــة
لــبــنــائـه الــــســـورات والأضـــــــواء

الـحـق فـيـه هـو الأسـاس وكـيف لا
والله جـــــــــل جـــــلالــــه الـــبـــنـــاء

بــك يـا ابـن عـبدالله قـامت سـمحة
بـالـحـق مـــن مــلـل الــهـدى غــراء

قصيدة قم للمعلم وفه التبجيلا

قُـــــــم لِــلــمُـعـلِّـم وفّـــــــهِ الــتّـبـجـيـلا
كــــــاد الــمُـعـلِّـم أن يـــكــون رســـــولا

أعـلِـمـت أشـــرف أوْ أجــل مِــن الّــذي
يــبــنـي ويُــنــشِـئ أنــفـسـا وعــقــولا

سُــبــحـانـك الــلّــهُــمّ خـــيْـــر مُــعــلِّـم
عــلِــمـت بِــالـقـلـم الـــقُــرون الأولــــى

أخــرجـت هـــذا الـعـقـل مِـــن ظُـلـماته
وهــديّــتــهُ الـــنّــور الــمُـبـيّـن ســبــيـلا

وطــبّــعــتـهُ بــــيْـــد الــمُــعــلِّـم تـــــــارةً
صــــــدِئ الــحــديـد وتـــــارةً مــصــقـولا

أرســلـت بِـالـتّـوْراة مــوسـى مُــرشِـدا
واِبــــــن الــبــتــول فــعِــلــم الإنــجــيــلا

وفـــجّـــرت يــنــبـوع ألِــبــيـان مُــحــمّـدا
فــسـقـى الــحـديـث ونــــاوَل الـتّـنـزيلا

عـــلِــمــت يـــونــانــا ومِـــصـــر فــزالــتــا
عـــن كُـــلّ شــمـس مـــا تُــريـد أُفـــولا

والـــيَـــوْم أصــبّـحـتـا بِـــحــال طُــفــولـة
فـــــي الــعِــلـم تـلـتـمِـسـانّهِ تـطـفـيـلا

مِن مشرِق الأرض الشّموس تظاهرت
مــــــا بـــــال مــغـرِبـهـا عــلــيْـهُ أديـــــلًا

يــــا أرض مُـــذ فــقـد الـمُـعـلِّم نـفـسُـهُ
بـيْـن الـشّـموس وبـيْـن شـرقـك حـيْـلا

ذهّــب الّـذيـن حـمـوْا حـقـيقة عِـلمهم
واِســتـعـذبـوا فــيــهـا الـــعــذاب وبــيــلا

فــــي عــالـم صــحِـب الـحـيـاة مُـقـيّـدا
بِـــالــفــرد مـــخــزومــا بِـــــــهِ مــغــلــولا

صـرعـتـهُ دُنــيـا الـمُـسـتبِدّ كـمـا هــوَت
مِــن ضـربـة الـشّمس الـرُّؤوس ذُهـولا

سُـقـراط اُعـطـي الـكـأس وهـي مـنيّة
شــفّـتـي مُــحِــبّ يـشـتـهي الـتـقـبيلا

عــرّضـوا الـحـيـاة عـلـيْـهُ وهــي غـبـاوَة
فــــأبـــي وآثـــــــر أنّ يـــمـــوت نــبــيــلا

إنّ الـشّـجـاعـة فـــي الـقـلـوب كـثـيـرة
ووَجـــــدت شُــجـعـان الــعُـقـول قــلـيـلا

إنّ الّــــذي خــلــق الـحـقـيـقة عـلـقـمـا
لـــم يـخـل مِــن أهــل الـحـقيقة جـيـلا

ولِـــرُبّــمــا قــــتـــل الـــغـــرام رُجّــالــهــا
قــتــل الــغــرام كــــم اِســتـبـاح قـتـيـلا

أوَكُــلّ مــن حـامـى عـن الـحقّ اِقـتنى
عِـــنـــد الـــسّـــواد ضــغـائـنـا وذحـــــولا

لـــوْ كُــنـت أعـتـقِـد الـصّـلـيب وخُـطـبـهُ
لِأقــمـت مِـــن صـلـب الـمـسيح دلـيـلا

أمُـعـلِّـميّ الـــوادي وســاسـة نـشِّـئـهُ
والــطّــابِــعـيـن شـــبـــابــه الـــمــأمــولا

والــحــامِــلـيـن إذا دعـــــــوا لــيَــعـلـمـوا
عِـــــبء الأمـــانــة فـــادِحــا مـــســؤولا

كـــانــت لـــنــا قـــــدم إلـــيْــهُ خـفـيـفـة
ورمــــــت بــدنــلــوب فـــكـــان الــفــيــلا

حــتّــى رأيــنــا مِــصــر تــخـطـو إصـبـعـا
فــي الـعِـلم إن مـشـت الـممالك مـيْلا

تِـــلـــك الــكُــفــور وحــشــوهــا أُمّـــيّــة
مِــــن عــهــد خــوفــوٍ لا تِــــر الـقِـنـديـلا

تــجِـد الّــذيـن بُـنـى الـمِـسلّة جِـدهُـم
لا يُــحــسِــنــون لِإبــــــــرة تــشــكــيــلا

ويُـــدلِّـــلـــون إذا أُريـــــــــد قـــيـــادهُـــم
كــالِـبـهُـم تـــأنّــس إذ تــــرى الـتّـدلـيـلا

يــتــلـو الــرِّجــال عـلـيْـهُـم شـهـواتـهـم
فــالــنّــاجِــحـون ألـــــدّهُــــم تـــرتـــيـــلا

الــجــهـل لا تــحــيـا عــلــيْـهُ جــمــاعـة
كــيْــف الــحـيـاة عــلـى يـــديِّ عــزريـلا

والله لــــــــــوْلا ألـــــســـــن وقـــــرائِــــح
دارت عــلـى فــطِـن الـشّـباب شُـمـولً
أحدث أقدم