الفرق بين الحلم والرؤيا

الفرق بين الرؤى والأحلام

عندما ينام الانسان يرى في منامه احلام كثيره ولكنه لا يعلم هذه الاحلام التي رءاها بماذا تُعبر عند المفسرين هل هي رؤيا ام احلم؟ وفي هذا المقال وضعنا لكم شرح مختصر لمعرفة ماهي الرؤيا؟ وكم أقسام الرؤيا؟ وكيف تكون الرؤيا؟ ومتى تكون الرؤيا؟ وماهي شروط الرؤيا ؟ وكيف نُفرق بين الرؤى والأحلام؟

تعريف الرؤيا

الرؤيا هيا عباره عن اشياء او احداث تتصور لرائي اثناء نومه، ويمكن أن يقال أن ما يراه النائم ينقسم إلى أقسام ثلاثة، وهي:
1- الرؤيا من الله.
2- تخويف الشيطان.
3- أحاديث النفس.

يدل على هذا التقسيم ما ثبت في صحيح سنن ابن ماجه برقم 3154 من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الرؤيا ثلاث: فبشرى من الله, وحديث النفس, وتخويف من الشيطان فإن رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقص إن شاء وإن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي». اذا الرؤيا تنقسم الى ثلاثة اقسام هي:

أولاً: الرؤيا الصالحة

وهي عباره عن وحي من الله تعالى وتكون عادتا صادقه، وتكون الرؤيا الصالح أما مبشرة وأما مُنذرة.

الرؤيا المبشره: عندما يريد الله تعالى ان يخبر شخصا ما ويطلعه على ما هو في الغيب اما على شكل شيء جميل سيحصل له مستقبلا او على شكل شيء كان هذا الشخص يتمنى معرفته او على شكل شيء  يُصبِّر الرائي ويلهمه انه يسير على الحق وفي الطريق الصحيح او على شكل معرفة حال بعض الاقارب او الاشخاص بعد موتهم او على اي شكل من الاشكال فان الله تعالى يأمر الملائكة فتصوِّر لهذا الشخص رؤيا في منامه يعرف من خلالها ان الله تعالى قد ارسل له هذه الرؤيا مبشره وصادقه .

الرؤيا المُنذرة: عندما يريد الله تعالى اخبار شخصا ما بانه يسير على طريق خاطئ وانه يغرق في الذنوب وان عليه التوبة والعودة ولإنابة الى الله وترك هذه الذنوب والمعاصي فأن الله تعالى يأمر الملائكة فتُصور لهذا الشخص رؤيا في منامه يعرف من خلالها ان الله تعالى قد ارسل له هذه الرؤيا لتكون مُنذره له وان عليه العودة والرجوع  ولإنابة الى الله تعالى قبل فوات الأوان .

ثانياً: حديث النفس

وتكون هذه الرؤيا عادة عندما يستغرق الشخص كثيرا في التفكير عن اي شيء يشغل باله ويحدث به نفسه كثرا وهوا مستيقظ  ثم يذهب لنوم عندها يرى ويتصور له اشياء ترتبط بما كان يشغل تفكيره عندما كان مستيقظاً ولا يوجد تفسير لهذه الرؤيا عند المفسرين سوأ اضغاث احلام.

ثالثاً: التخويف من الشيطان

وتكون هذه الرؤيا من الشيطان وهي عباره عن احلام تزعج الرائي في منامه اما على شكل اشياء تضره شخصيا او تضر اهله او ماله او على اي شكل من التخويف.

ويعتمد حدوثها ووقوعها او تركها على الرائي فاذا اشغل نفسه بها وبما رأى واراد تفسيرها فربما يصيبه شيء فعلاً اما اذا تركها ولم يشغل نفسه بها فلن يحدث له شيء بإذن الله.. وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم بعدم تفسيرها وتأويلها والاستعاذه بالله منها كما جاء في الحديث:

عن أبي قتادة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره» رواه البخاري 3292

هل يوجد وقت زمني معين لرؤيا ؟

اختلف كثيرا من علما التفسير عن توقيت الرؤيا فمنهم من قال ان الرؤيا تكون في الاسحار اي قبيل صلاة الفجر ومنهم من قال ان الرؤيا لا يوجد لها وقت معين.

ولكن الصواب أن الرؤيا تصدق في وقت السحر وفي غيره من الأوقات من ليل أو نهار، وكون الرؤيا تصدق في السحر غالبا، هذا لا يعني أنها لا تصدق في غير هذا الوقت، وأما الحديث الذي رواه أحمد والترمذي والدارمي وابن حبان في صحيحة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أصدق الرؤيا بالأسحار»؛ فهذا الحديث إن صح محمول على الغالب، لفضيلة ذلك الوقت، فهو وقت النزول الإلهي واقتراب الرحمة وسكون الشياطين.

هل يوجد شروط محدده لرؤيا ؟

اختلف كثيرا من المفسرين في هذا الباب ولكن الصحيح والارجح ان الرؤيا لا توجد لها اي شروط محدده اطلاقا. ولكن سأعرض لكم بعض مما اختلف فيه المفسرين حول شروط الرؤيا:

فمنهم من قال ان من شروطها ان تكون في وقت السحر اي قبل صلاة الفجر بقليل وشرحت لكم سابقا بان هذا غير صحيح فالرؤيا تكون اما في ليل او نهار ولا يوجد لها وقت محدد.

ومنهم من قال ان من شروطها ان يكون الرائي قبل نومه متوضئا وهذا غير صحيح ايضا والله اعلم.
وايضا منهم من قال ان من شروط الرؤيا ان يكون الرائي على طهارة، اي ان لا يكون نجسا

وهذا غير صحيح استدلالا بقوله تعالى: «انما المشركون نجس»

ومع هذا ملك مصر في عهد يوسف عليه السلام رأى رؤيا، وايضا فرعون في عهد موسى عليه السلام رأى رؤيا، وايضا سعد بن ابي وقاص رأى رؤيا قبل اسلامه. فالرؤيا ليس لها اي علاقه بطهارة الشخص.

كيف نفرق بين الرؤى والأحلام ؟

اختلط على كثير من الناس التفريق بين الرؤيا والحلم ولكن ديننا الحنيف لم يترك شيئا الا وتطرق اليه حيث ذكر اهل العلم والتفسير معايير لتفريق بين الرؤيا والحلم ومنها:

اولاً: الرؤيا:

  • ان تحمل بشرى او تحذير لكن يشترط أن يكون من رأى الرؤيا قد استيقظ وفي قلبه راحة واطمئنان.
  • ان تكون الرؤيا متصلة الاحداث ومتسقة يمكن معرفة بدايتها ونهايتها.
  • أن يستيقظ الرائي متذكرا احداث الرؤيا وتفاصيلها.
  • أن لا تحمل الرؤيا مشاهد او احداث عن موضوعات من حياته الخاصة تؤرقه او تشغل باله لأنه في هذه الحالة يكون الحلم مجرد انعكاس لأفكار هذا الشخص.
  • ان لا يكون الشخص الذي رأى الحلم مريضا او محموما، لأنه في هذه الحالة لا يرى رؤية ولكنها مجرد اوهام  واثار للمرض.
  • لا تأتي الرؤيا ابدا بأحداث مستحيلة او بأفكار غير منطقية ولا تخضع للعقل.
  • ومن أهم شروط الرؤيا أن يكون من رأى الرؤية صادق اللسان ولا يكذب.
  • من رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلم رأي العين فقد رآه في رؤيا وذلك طبقا للحديث الشريف «من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي».

ثانياً: الحلم

  • وتكون معاييره عكس معايير الرؤيا تماما اي:
  • ان يكون الحلم مزعجا لشخص لدرجة استيقاظه فزعا خائفا مما رأى.
  • ان يكون الحلم غير متسق ببعضه البعض اي يكون ملخبط تماما اما على شكل اختلاف الاماكن او الاحداث او على اي شكل من الاشكال.
  • ان يستيقظ الشخص غير متذكرا لأحداث الحلم بتفصيل.
  • ان يكون الحلم عباره عن اشياء خياليه اي غير واقعيه.

اقرأ أيضًا: أسباب الكوابيس وكيفية علاجها والتخلص منها

أحدث أقدم