مقتطفات من رباعيات مولانا جلال الدين الرومي

مختارات من رباعيات الرومي
رسم تخيلي لجلال الدين الرومي
عاش مولانا جلال الدين الرومي معظم حياته في قونية، تركيا، والتي كانت في القرن الثالث عشر مركز التقاء عديد من الثقافات بالطرف الغربي من طريق تجارة الحرير، المحور الواصل ما بين العوالم المسيحية، والإسلامية، والهندوسية، وحتى البوذية. وقد حاك مولانا جلال الدين عناصر من هذه التقاليد جميعاً في طاقة منفردة، وجامعة.

ولد جلال الدين بمدينة بلخ، جمهورية أفغانستان الإسلامية حاليًا، في 30 أيلول/ سبتمبر 1207م، وتوفي بمحافظة قونية في تركيا في 17 كانون الأول/ديسمبر 1273م، هو شاعر وعالم في علوم الفقه وغيرها من العلوم الإسلامية، وقد تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية تأثيراً واسعاً في العالم الإسلامي، وفي العصر الحديث ترجمت بعض أعماله ومؤلفاته إلى اكثر لغات العالم الحيه ولقيت صدى واسعاً جداً. وفي هذا المقال سنسرد مختارات من رباعيات مولانا جلال الدين الرومي.

من رباعيات جلال الدين الرومي

هذا الصباح، قطفت وروداً من البستان
خشيت أن يلمحني البستاني
سمعته يخاطبني بكل رقة:
«ما الورود؟ سأمنحك البستان كله».

 ***

هذا اليوم، يوم الضباب والمطر
لا بد أن يجتمع الأصحاب
فالصاحب مصدر سعادة لصاحبه
مثل باقات الأزهار الذي تولد في الربيع.

 ***

 قلت: «لا تقعد حزيناً بصحبة المعشوق
لا تجالس سوى ذوي القلوب الحنونة والوديعة
عندما تدخل البستان، لا تتجه صوب الأشواك
لا تجاور سوى الورود، وأزهار الياسمين والنسرين».

***

لقد أوحى الله لمحمد: «أيها النبي
لا تجالس إلا العشاق، وابتعد عن غيرهم».
مهما أضاءت شعلتك العالم.
فالنار تموت بمرافقة الرماد.

 ***

ينعم المؤمنون والعادلون بالحياة الأبدية
الروح النقية تتقبل الموت
ليست عقاباً أو ظلماً تلك الموت، بل تجلٍ،
قبل الموت، كانت الروح تحتضر، تلك كانت آلامها.

 ***

اذهبوا بي عند موتي،
سلموا معشوقي جسدي.
إن قبّل شفتي الجافة،
ثم رد إلي الحياة، لا تتعجبوا!

***

لا حب أفضل من حب بدون حبيب،
ليس أصلح من عمل صالح دون غاية،
لو يمكنك أن تتخلى عن السوء والحذق فيه،
فتلك هي الخدعة الماكرة!

 ***

أنتصب والواحد الذي أنا
يستحيل إلى مئة مني
يقولون إني أطوف حواليك
هراء. أطوف حولي.

***

يطير طائر سموي نحو الجهة الأخرى من العالم
في اتجاه اللا اتجاه يطير
من بيضة السيمورغ كان مولده
فإلى أين يطير قل لي إن لم يكن نحو السيمورغ.

 ***

لا رفيق سوى العشق
طريق، دون بدء أو نهاية
يدعو الرفيق هناك
ما الذي يُهملك حين تكون الحياة محفوفة بالمخاطر.

***

قلبك من سيقودك نحو عشق قلبك
روحك من سيحملك الى عشق روحك
لا تتخلّ عن ذيل ثوب غمك
فهذا الألم سيأخذك نحو الدواء.

 ***

وحيد أنت، إن كنت مع العالم بدوني
إن لم ترافق أحداً وكنت معي، فأنت مع العالم.
لا تتعلق بالعالم، كن أنت العالم.
تصير عبداً إن ارتبطت به للحظة.

 ***

إن أذعنت للشهوة والرغبة
متَّ شقياً بائساً، فاعلم هذا.
تنازل عن كل ذلك لترى جيداً
لماذا أتيت، وإلى أين تذهب.

***

أولئك الذين احترقوا بنار الخريف
قد زهدوا في نعمة الربيع
الآن نخيط الثياب الجديدة
نعلم الدلال والدهاء.

***

يا من يجلس بقلبي، حان الوقت لأن تسكنه
يا من يحطم عهد التوبة، حان الوقت لتحطيم العهد
هذه الخمر الأرجوانية قد اكتست مثل هذا اللون
حان الوقت لكي تنتقل من يد إلى يد مثل الوردة.

***

يضرب يداً بيد عندما يراني ثملاً
يصيح: «قد نسي التوبة وصار ثملاً»
توبتنا تشبه نفخ الزجاج:
صعب صنعه، لكنه سهل الكسر.

***

في عشقي لك يتضح بطلان كل حيلة
أراق الهجر دم قلبي: لقد ضاع
لهذا الألم القادم منك، لا أريد أي دواء
من يقدر على مداواته؟ ألمي لا يساوي شيئاً.

***

هذه اللحظة التي أدور فيها حولك
هي لي النديم والخمر والكأس والدور
في هذه اللحظة التي يتجلى فيها جمالك
روحي في ذهول، كموسى بن عمران.

***

لقد جاء النبأ: «وهو معكم أين ما كنتم» «سورة الحديد الآية ٤»
من هذا الخبر، تدفقت الحرائق بالقلب
لست سعيداً لأنك لا تعرف نفسك
لو كنت تعرفها، ماذا يتبقى لك أن تعرف؟

***

أيها البشر الأتقياء التائهون في هذا العالم
لم هذا التيه من أجل معشوق واحد
ما تبحثون عنه في هذا العالم
ابحثوا في دخائلكم فما أنتم سوى ذلك المعشوق.

***

لا تحاول الاختباء في داخل غضب..
الجلاء لا يمكن أن يختبئ
ما لهذا النهار بشمسين في السماء؟
ليس كمثله نهار.

***

إن تكن تبحث عن مسكن الروح فأنت روح
وإن تكن تفتش عن قطعة خبز فأنت الخبز
وإن تستطع إدراك هذه الفكرة الدقيقة فسوف تفهم
أن كل ما تبحث عنه هو أنت.

***

لا تكن مكروباً فقد جاء الفرح
واسِ الحزن فقد جاء الفرح
جناح ذبابة الغمّ قد كُسر الآن
عندما حط الهما فوق جبل قاف.

***

أولئك الذين احترقوا بنار الخريف
قد زهدوا في نعمة الربيع
الآن نخيط الثياب الجديدة
نعلم الدلال والدهاء.

***

ليكن العاشق ثملاً وسيء السمعة طيلة العام
ليكن أحمق، قلقاً ومستطار اللُب.
في صحونا، استسلمنا للحزن
إن ثمِلنا، فليحدث ما يحدث!

***

أتعرف ما الليل؟ انصت ايها الحكيم:
هو ما يميّز العشاق عن الغرباء
خاصة هذا المساء، حيث حل القمر بالدار
اني ثمل والقمر عاشق والليل مجنون.

***

البارحة، أراد معشوقي الهجر
وقال بكل قسوة: ابتعد عن روحي
واليوم كأني فصلت عن روحي
أغسل وجهي بدم الهجر.

***

طوال النهار والليل، لحن،
نير، هادئ
غناء مزمار
لو خبا، نذوى.

***

يمتد هذا الليل حتى الأبد،
وكأنه نار في باطن الرفيق تتقد
أعرف صادقا أن هذا هو الهناءة
غافلا أنه الأسي، وافتقار الجراءة.

***

مناخل هي الأيام كي تصفي الروح
تكشف النجس، وكذا
تبين النور لثلة يرمون
بهاءهم إلى الكون.

***

هل الحياة لتفنى؟ يهب الله أخرى
مجد المطلق، وسلم بالمقيد
العشق نبع، فأنغمر
كل قطرة تنفصل، عمر مستجد.

***

حسبت أني حكمت نفسي
فأسيت على زمان قد مضى
آخذا في اعتباري، شيئا وحيدا أعلمه
لست أدرى من أنا.

***

لا حب أفضل من حب بدون حبيب
ليس أجل من عمل صالح دون غاية
لو يمكنك أن تتخلى عن السوء والحذق فيه
فتلك هي الخدعة الماكرة!

***

واصل التجوال رغم أنه لا مكان لكي تصل
لا تجرب أن تروم مرامي الأبعاد
ليس هذا لآدمي، فارحل إلى باطنك
ولا تمل لطريق الخوف يجريك تمضي عليه.

***

تبسم الوردة من طول تحديقي
انشداهي دواما لما تعنيه وردة
ومن يملك الوردة
أيا مثل ذلك يضمر.

***

لا تسد نصحا كريما إلي
لقد ذقت من شر الحادثات
واحتجزتني في مكان غير معروف، مصفدا مكموما
ليس لها أن تعقل ما حزت من عشق جديد.

***

في مسلخ العشق، يقتلون الأفضل فحسب
لا الواهن ولا الشائن
فلا تولي الأدبار من ميتة هكذا
من لم يمت بالعشق فهو جيفة?

***

غرست وردا، لكنه من دونك استحال شوكا
رقدت بيضا لطاووس، فحوى ثعابين
عزفت على قيثارة، فسدت الألحان
ارتقيت إلى السماء الثامنة، فكانت سفلي جهنم.

***

تنشر ريح الصبح فوحها النضير
لابد ننهض كي ننشقه
تلك الريح تجعلنا نعيش
فتنسم، قبل أن تنقضي.

***

لأني قد غبت عنك
أدرى فقط كيف أبكي
كمثل شمعة، بديدها ما أكون
كمثل قيثارة، أي صوت أهيؤه نغم.

***

أنتَ مُبتَرِد، ترتَقب مِنّة.
ما تفعلهُ يرتدُّ بشكلهِ ثابتا.
الله رحكمُ، لكنكَ إن زرعتَ الشعيرَ،
فلا تنتظر من حصاده قمحا .

***

نحن نسترُ من يغتسلُ.
نحنُ نزهو بجودِنا.
نحنُ نحدّق في بحر المطلقِ، المُتألّم.
نحنُ ننهار.

***

في مسلَخِ العشقِ، يقتلونَ الأفضل فحسبُ،
لا الواهن و لا الشاين. 
فلا تولّي الأدبارَ من ميتةٍ هكذا.
من لم يَمُت بالعشق فهو جيفَة.

***

حسبتُ أنّي حكمتُ نفسي، 
فتأسّيتُ على زمانٍ قد مضى. 
آخذا في اعتباري، شيئا وحيدا أعلَمُه 
لستُ أدري من أنا.

***

مُمتلئٌ بكَ، 
جلدا، دما، وعظاما، وعقلا وروحا. 
لا مكان لنقصٍ رجاءٍ، أو للرجاءِ. 
ليسَ بهذا الوجود إلاكَ.

***

يدانِ، عينان، قدمان، لا بدّ أن ذلكَ خيرٌ، 
بل إنهُ لا شقاقَ ما بين الرفيقِ  تشقكَ. 
أيّ انشعابٍ هناكَ يسِنّ فُروقا لا تفي 
كـ يهوديّ، مسيحي، ومسلم.

***

ما الذي يجعلكَ حيّا بدوني؟ 
كيفَ يمكنكَ الشكاية؟ 
كيف أنكَ تدري بذاتكَ؟
كيف تُبصر؟

***

عيوننا ما تراكَ
لكنّ عذراً لنا: فالعيونُ ترى مظهرا
لا حقيقة ، ولو أن لطيفةَ هذهِ المنزلة
تُرجّى دوماً.

***

بعدَ أن تُمضي معي ليلاً بطُوله
تسألُني كيف احيا هُنا من دونِ أن توجد
خَزيانَ، كأن سمكةً مسعورةً تتنفّسُ
رملا ظامئاً. باحَ البكاءُ عليكَ: لكنكَ اخترتَ.

***

انصت الي الاطياف داخل القصائد
دعها لتأخذك حيث تريد
اتبع الاشارات الباطنية
ولا تخلف في مقدمه منطقيه.

***

غرست وردا لكن من دونك استحال شوكا
رقدت بيضا لطاووس فحوي ثعابين
عزفت علي قيثارة, فسدت الالحان
ارتقيت الي السماء الثامنة فكانت سفلي جهنم.

***

مرتقد في مثل هذا الوجود
غير راغب بعد في مطعم او شراب
اطفو طليقا
كأن جيفه في المحيط.

***

صلاح اعمالي ان ابلغ مثل هذا الحب
كالسلوان الي التائقين اليك
اسلك حيثما قد طفت
واحدق في نجس قد الح.

***

ذلك الذي يغمر حرمي السرّي
الذي ابتنيتهُ، من يحرمني النوم،
من يسحبني و يلقيني أرضا،
طيفه هو النشوة التي أنطق بها.

***

دع العاشق..
خزيان، ابله، ذاهلاً
العاقل سوف يبلى الحوادث وهى تمضي لاسوا
فدع العاشق في كونه!!

***

هذا فتات القوت لا يؤكل
ولا كسره الحكمة هذه تكتشف بالنظر
ثمة لب اللب في كل امرىً
حتى ان جبريل لا يعرف بالسعي للمعرفة.

***

قرأه الاسفار تروق لك اخر العمر
لا تحزن لو رأيت الصغار يستبقونك
ولا تعجل.. هل انت في رهق تستعد للنزوح
خل يديك للألحان.

***

لا كاسات خمراً هنا بل خمراً تدور
لا دخان بل لهب
اسمعوا الاصوات خافقه
بما تنخر به الانغام.

***

جسمي صغير، حتى إن تراه بجهد
كيف يمكن لهذا الحب الكبير أن يوجد بي؟
أنظرُ إلى عينيك صغيرتان
ويمكنهما أن يبصرا أشياء هائلة.

***

كل يوم بهذا الألم
إما انت مستغن او انك لا تدري الحب
أدون حكاية حبي
تشهد المكتوب لكنك لا تقرؤه.

***

لو أن روحا لديك أحتسبها
أًرخ لها أن تعود بكلمة واحدة
من حيث جئنا الآن آلاف من الكلمات
ونأبى أن ننصرف.

***

لا أحد قانط منك
ينشر النور من يتلق نورا
ليس للأسرار أن تذاع
ممن يؤتمن.

***

هامسا بالفجر:
«لا تكتم عني ما أنت عليم به»
جواب: عليك أن تعي بعض الحاجات
ولكن لا تبح واسكن.

***

ليس لي أن أفض أسراري
ما من مفتاح عندي لهذا الباب
ان حاجة تقيمني فرحا
وليس لي أن ابوح ماهي.

***

في داخلي الماء
ساقية تدور
نجم يلف مع القمر
علي بحر هذا الليل نحيا ذاهلين
ما هذه الأنوار!

***

لا أحد قانط منك
ينشر النور من يتلق نورا
ليس للأسرار أن تذاع ممن يؤتمن!

***

لا تدع حلقك يضيق بمخافة الله
ترشف أنفاسا طوال الليل والنهار
قبل الموت، اغلق فمك!

***

رأيتُك ما بين جمع في ليلة سالفة
ولم أتمكن من ضمتك بانشراح الى أضلعي
فأدنيتُ من شفتي الى وجنتك
زاعماً أني أتكلم في خاصةٍ.

***

اجتزت قلباً وقالباً
لا قمر لا أرض أو سماء
لا تُنلني ماس مدامةٍ أخرى
أملها في فمي
لقد تاه مني طريقُ فمي.

***

يا من أنت لي كيوسف، أنا يعقوب
يا من أنت لي كالصحة، أنا الجب
ما العمل؟ فأنت معشوقي للأبد،
صفقت بيدي، وصفقت أنت بقدميك.

***

الزمن يجلب النهاية الخاطفة،
لما تبقى من الرجال المندحرين.
وذئب الموت سيمزق عما قريب،
هذه الخراف المسكينة.

***

أيتها الشمعة، كأن لك عادات أهل التصوف.
فلك الصفات الست لأهل الصفاء.
قيام الليل وإشراقة الوجه والشحوب،
وحرقة القلب ودمع العين واليقظة.

***

شاهد، كم بفخر يذهبون،
برأس مرفوع.
حتى يأتي مصيرهم بضربة مفاجئة،
تلقيهم أمواتا.

***

سألتُ الناي: مم تشكو؟،
كيف تئن دون لسان؟
أجاب الناي: «فُصلتُ عن قصب السُّكَّر»،
ولا أستطيع الحياة دون أنين أو شكوى.

***

أنت الذي أحببت حياة الغراب،
برد الشتاء وثلج الشتاء.
منفي أبدا من وديان،
الورود الحمراء، والعنادل.

***

أيها الصاحبُ نحن قريبون منك في الصّحبة...
أينما حطت أقدامُك نكون التربة
كيف يكون ممكنًا على طريق العشق
أن نرى العالم من خلالك ولا نراك؟

***

خذ هذه اللحظة إلى قلبك، وعندما ستغادرك
ستظل تبحث عنها طويلا.
كما لو إنها تختفي،
مع مئات المصابيح والعيون.

***

لو كان أقلّ هذه الأشواق
للشمس لأذهلت عن الإشراق
لو قسّم ذا الهوى على العشاق
العشر لهم ولي جميع الباقي.

***

الراكب السماوي مر،
ارتفع الغبار في الهواء
لقد أسرع، لكن الغبار الذي اختاره
مازال معلقا هناك.
مستقيمة ستكون رؤيتك
ولن تلتفت يمينا أو يسارا
غباره هنا وهو في الأبدية.

***

السّكرُ صار كاسدًا من شفتيه
والبدر تراه ساجدًا بين يديه
بالحسن عليه كلّ شيء وافر
إلا فمه فإنه ضاق عليه.

***

من الذي قال إن الروح الخالدة تموت؟
ومن يجرؤ على القول: أن شمس الأمل تغيب؟
عدو الشمس هو فقط، من يقف على السطح
رابطا كلتا عينيه صارخا انظروا، الشمس تموت

***

أهوى قمرًا سهامه عيناه
ما شوّش عزم خاطري إلا هو
روحي تلفت ومهجتي تهواه
قلبي أبدًا يقول: يا هو يا هو.

***

كملح يذوب في المحيط
ابتلعت في بحر الله
الأيمان الماضي، الكفر الماضي
الشك الماضي واليقين الماضي
وفجأة اشرق في صدري نجم لامع
واختفت في ضوء ذلك النجم
كل شموس السماء.

***

قد صبّحنا الله بعيش ومُدام
قد عيّدنا الله وقد تمّ صيام
املأ قدحًا وهاتِ يا خير غلام
كي يسكرنا ثم على الدهر سلام.

***

انه يوقد العالم لهبا
ويضعني فوق مائة من السنة النيران
تلتف حول محرقتي
وعندما ابتلعني المد المشتعل تنهدت
لكنه وضع يده على فمي بسرعة.

***

بحثتُ عن روح، في بحر من المرجان،
مخبأة تحت زبد محيط سري.
وعبر طريق ضيق، في ليل قلبي،
سافرتُ وسافرتُ، فوصلت إلى صحراء.

***

يا لغرابة البشر! تقتلهم الروح،
الغريب أن يقتلهم ماء الحياة.
إن باحوا تهدر دماؤهم،
وإن كتموا العشق قُتِلوا به.

***

وضعنا الثقة بالله وحده، ثم رحلنا،
تخلينا عن عشق العالَمَين، ثم رحلنا.
كانت الروح في القفص، لكن القفص أحس بالضيق،
فحطمنا القفص ثم رحلنا.

***

بحثت عن الروح في البحر
ووجدت المرجان هناك
وتحت الرغوة
كان كل المحيط يرقد عاريا لأجلي
في ليل قلبي وعلى طول الطريق الضيق
شعرت بالضوء، ارض أبدية من النهار.


المراجع: 1، 2، 3، 4
أحدث أقدم