تفسير رؤيا الصلاة في المنام

تفسير وتأويل حلم الصلاة في المنام

الأصل في رؤيا الصلاة في المنام أنها محمودة ديناً ودنيا، وتدل على إدراك ولاية، ونيل رياسة، أو قضاء دين، أو اداء أمانة، وإقامة فريضة من فرائض الله تعالى، فمن رأى في المنام أنه أقام الصلاة المكتوبة في وقتها المعلوم بوضوئها وقيامها وركوعها وسجودها متوجهاً نحو القبلة مستوياً؛ فإنه يؤدي ما فرض اللّه تعالى عليه مثل الحج أو مظلمة أو دين ويجتنب الفواحش والمنكر، وصلاة الفرض في المنام تدل على الوفاء بالعهد، والخدمة للبطال والصلح مع من هجره، فإن كان إماماً ضمن أو استدان وإن كان مأموماً كـان كـلاً على غيره.

تفسير رؤيا الصلاة في المنام لـ ابن سيرين

اذا رأى الشخص نفسه في المنام كأنه يصلي بغير وضوء في موضع لا تجوز الصلاة فيه، كالمقبرة، والمزبلة؛ فإن هذا يدل على أن الرائي يطلب مالاً يناله، أو يلي ولاية بلا جند. أما إذا رأى أن صلاة فاتته، أو أنه لا يجد موضعاً يصلي فيه، فإن هذا يدل على عسر في أمره.

الصلاة على الميت: كثرة الدعاء والاستغفار له، اذا رأى كأنه الإمام عند الصلاة عليه، ولي ولاية من قبل السلطان المنافق، ومن رأى كأنه خلف إمام يصلي على ميت، فإن هذا يدل على أنه الرائي يحضر مجلساً يدعون فيه للأموات.

تفسير رؤيا الصلاة وأركانها في المنام:

قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله: الأصل في رؤيا الصلاة في المنام أنها محمودة ديناً ودنيا، وتدل على إدراك ولاية، ونيل رياسة، أو قضاء دين، أو اداء أمانة، وإقامة فريضة من فرائض الله تعالى، ثم هي على ثلاثة أضرب: فريضه، وسنة، وتطوع، فالفريضة منها: تدل على ما قلنـا، وأن صـاحبهـا يـرزق الحـج، ويجتنب الفواحش؛ لقوله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ» (العنكبوت: 45)؛ والسنة: تدل على طهارة صاحبها، وصبره على المكاره، وظهور اسم حسن له؛ لقوله سبحانه وتعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» (الأحزاب: 21)؛ وشفقة على خلق الله تعالى، وعلى أنه يكرم أولاده ومن تحت يده، ويحسن إليهم فوق ما يلزمه ويجب عليه في الطعام والكسوة، ويسعى في أمور أصدقائه، فورثه ذلك عزاً؛ والتطوع: يقتضي كمال المروءة، وزوال الهموم.

اذا رأى شخص ما في منامه كأنه يصلي فريضة الظهر في يوم صحو، فإن هذا يدل على أن الرائي يتوسط في أمر يورثه ذلك عزاً حسب صفاء ذلك اليوم، فإن كان يوم غيم فإنه يتضمن حمل غموم.

اذا رأى شخص ما في منامه كأنه يصلي العصر، فإن هذا يدل على أن العمل الذي هو فيه لم يبق من إلا أقله؛ اما اذا رأى أنه يصلي الظهر في وقت العصر، فإن هذا يدل على أن الرائي سوف يقضي دينه، واذا رأى إحدى الصلاتين انقطعت عليه، فإن هذا يدل على أن الرائي سوف يقضي نصف الدين، أو نصف المهر، لقوله سبحانه وتعالى: «فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ» (البقرة: 237).

اذا رأى شخص ما في منامه كأنه يصلي المغرب ، فإن هذا يدل على أن الرائي سوف يقوم بما يلزمه من أمر أولاده، واذا رأى كأنه يصلي العتمة، فإن هذا يدل على أنه سوف يعامل أولاده بما يُفرح به قلوبهم وتسكن إليه نفوسهم.

والسجدة في المنام دليل الظفر ودليل التوبة من ذنب هو فيه، ودليل الفوز بمال، ودليل طول الحياة، ودليل النجاة من الأخطار.

اذا رأى شخص ما في منامه كأنه سجد لله تعالى على جبل، فإن هذا يدل على أنه سوف يظفر برجل منيع؛ اما اذا رأى أنه سجد لغير الله تعالى، فإن هذا يدل على أن حاجته لم تُقض، وأن كان في حرب قُهر، وأن كان تاجراً خسر؛ واذا رأى كأنه قائم في الصلاة فلم يركع حتى ذهب وقتها، فإن هذا يدل على أنه يمنع الزكاة المفروضة، فلا يؤديها.

اذا رأى شخص ما في منامه كأنه يصلي فيأكل العسل، فإن هذا يدل على أن الرائي يأتي امرأته وهو صائم، اما اذا رأى كأنه قاعد يتشهد، فإن هذا يدل على أن الرائي سوف يُفرج عنه همه وقُضيت حاجتُه، اذا رأى كأنه سلم وخرج من صلاته على تمامها، فإن هذا يدل على أن الرائي سوف يخرج من همومه، اذا سلم عن يمينه دون يساره صلح بعض أموره، اذا سلم عن يساره دون يمينه، فإن هذا يدل على تشوش بعض أحوال الرائي.

اذا رأى شخص ما في منامه كأنه يصلي نحو الكعبة، فإن هذا يدل على استقامة دينه، اما اذا صلى نحو المغرب فإن هذا يدل على رداءة مذهبه وجراءته على المعاصي، لأنه قبلة اليهود وهم اجترأوا على أخذ الحيتان يوم سبتهم، اذا صلى نحو المشرق فإن هذا يدل على ابتداعه واشتغاله بالباطل، لأنه قبلة النصارى، واذا صلى وظهره للقبلة في الصلاة، فإن هذا يدل على نبذه الإسلام وراء ظهره بارتكاب بعض الكبائر، واذا رأى أنه لا يهتدي إلى القبلة، فإن هذا يدل على أنه متحير في أمره، واذا صلى إلى غير القبلة إلا أن عليه ثياباً بيضاً وهو يقرأ القرآن كما يجب، فإن هذا يدل على أنه سوف يرزق بالحـج لقوله سبحانه وتعالى: «فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ» (البقرة: 115).

اذا رأى شخص ما في منامه كأنه يؤم الناس في الصلاة وهو ليس بإمام في اليقظة وكان للولاية أهلاً، فإن هذا يدل على أنه سوف ينال ولاية شريفة وسوف يصير مطاعاً، اذا أم بهم إلى القبلة وصلى بهم صلاة تامة عدل في ولايته، واذا رأى في صلاتهم نقصاناً أو زيادة أو تغيراً، فهذا يدل على أنه جار في ولايته وسوف يصيبه فقر ونكبة من جهة اللصوص، اذا صلى بهم قائماً وهـم جلـوس، فإن هذا يدل على أنه لا يقصـر في حقوقهـم، ويقصـرون في حقـه، وقد تدل روياه أنه يتعهـد قوماً مرضى.

اذا صلى بقوم قاعداً وهـم قيام، فإن هذا يدل على أنه يقصر في أمر يتولاه، واذا صلى بقوم قيام وقوم جلـوس، فإن هذا يدل على أنه يلي أمر الأغنياء وأمر الفقراء، واذا صلى بهم قاعداً وهـم أيضًا قعود، فإن هذا يدل على أنهم يُبتلون بغرق، أو سرقة ثياب أو افتقار، اذا رأى أنه يصلي بالنساء، فإن هذا يدل على أنه يلي أمور قوم ضعاف. اذا أم بالناس على جنبه أو مضطجعاً وعليه ثياب بياض، وينكر موضعه ذلك، ولا يقرأ في صلاته، ولا يكبر؛ فإنه يموت ويصلي الناس عليه، وكذلك إن رأت امرأة كأنها تؤم بالرجال ماتت؛ لأن المرأة لا تتقدم الرجال إلا في الموت. اذا رأى الوالي أنه يؤم بالناس، عُزل وذهب ماله.

ومن رأى في منامه كأنه يصلي بالرجال والنساء نال القضاء بين الناس، اذا كان أهل لذلك، وإلا نال التوسط، والإصلاح بين الناس، ومن رأى أنه أتم الصلاة بالناس، تمت ولايته، فإن انقطعت عليه الصلاة، انقطعت ولايته، ولم تنفذ أحكامه، ولا كلامه، اذا صلى وحده والقوم يصلون فرادى، فإنهم خوارج، اذا صلى بالناس صلاة نافلة، دخل في ضمان لا يضره، فان كان القوم جعلوه اماماً، فإنه يرث ميراثاً لقوله سبحانه وتعالى: «وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ» (القصص: 5)، واذا رأى كأنه أم بالناس ولا يحسن أن يقرأ؛ فإنه يطلب شيئاً لا يجده، ومن رأى كأنه يصلي بقوم فوق سطح، فإنه يحسن إلى أوام يكون له بذلك صيت حسن، من جهة قرض أو صدقة، اذا رأى أنه يدعو دعاء معروفاً، فإنه يصلي فريضة، اذا دعا دعاء ليس فيه اسم الله، فإنه يصلي صلاة رباء، اذا رأى كأنه يدعو لنفسه خاصة، رزق ولداً، لقوله سبحانه وتعالى: «إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً» (مريم: 3)، اذا كان يدعو ربه في ظلمة، ينجو من غم، لقوله سبحانه وتعالى: «فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ» (الأنبياء: 87).

وحسن الدعاء دليل على حسن الدين، والقنوت دليل على الطاعة، وكثرة ذكر الله تعالى دليل على النصر، لقوله سبحانه وتعالى: « وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا» (الشعراء: 227)، ومن رأى كأنه يستغفر الله تعالى رزق حلالاً وولـداً لقوله سبحانه تعالى: « اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً» (نوح: 10)، اذا رأى كأنه فرغ من الصلاة واستغفر الله تعالى، ووجهه إلى القبلة؛ فإنه يستجاب دعاؤه وان كان وجهه إلى غير القبلة؛ فإنه يذنب ذنبا، ويموت منه، فان سكت عن الاستغفار، دل على نفاقه؛ لقوله سبحانه وتعالى: « وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ» (المنافقون: 5)، اذا رأت امرأة في منامها كأنه يُقال لها «استغفري لذنبك» فإن هذا يدل على أنها تتهم بذنب وفاحشة، لقصة زليخا. واذا رأى أنه يقول : سبحان الله، فرج الله عنه همومه من حيث لا يحتسب. اذا رأى في منامه كأنه نسي التسبيح، أصابه حبس أو غم، لقوله سبحانه وتعالى: «فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ» (الصافات: 143).

ومن رأى في منامه كأنه قال: لا إله إلا الله؛ أتاه الفرج من غم هو فيه، وختم له بالشهادة. اذا رأى كأنه يكبر الله؛ أتى مناه ورزق النصر بمن عاداه، واذا رأى كأنه يحمد الله؛ نال نوراً وهدى في دينه، ومن رأى كأنه يشكر الله تعالى؛ نال قوة وزيادة نعمة، وأن كان صاحب هذه الرؤيا ولياً؛ ولي بلدة عامرة، لقوله سبحانه وتعالى: « وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ» (سبأ: 15).

وقيل: من رأى في منامه كأنه يحمد الله، رزق ولـداً لقوله سبحانه وتعالى: «الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء» (إبراهيم: 39). ومن رأى في المنام كأنه يصلى يوم الجمعة؛ فإنه يسافر سفرًا ممتعًا ينال فيه خيرًا وبرًا ورزقاً وفضلًا،

ومن رأى في المنام كأنه صلى صلاة الجمعة يوم الجمعة؛ اجتمعت له أموره المتفرقة، وأصاب بعد العسر يسرًا، وقيل: من رأى هذه الرؤيا؛ فإنه يظن بأمر خيراً، وليس كذلك، ومن رأى كأنه فرغ من الصلاة وقضاها؛ نال من الله فضلا ورزقاً واسعـاً، فان رأى أن الناس يصلون الجمعة في الجامع وهو في بيته، أو حانـوتـه، أو قرية يسمع التكبير، والـركـوع، والسجـود، والتشهـد، والتسليـم، ويظن أن الناس قد رجعوا من الصلاة فان والي تلك البلدة يُعزل.

ومـن رأى في المنام كأنه يحفظ الصلاة، فإنه ينال كرامة وعزاً لقوله سبحانه وتعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ» (المعارج: 34)، اذا رأى أن صلى وخرج من المسجد فإنه ينال خيرًا ورزقاً لقوله سبحانه وتعالى: «فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (الجمعة: 10).

تفسير رؤيا الصلاة في المنام لـ عبد الغني النابلسي:

فمن رأى في المنام أنه أقام الصلاة المكتوبة في وقتها المعلوم بوضوئها وقيامها وركوعها وسجودها متوجهاً نحو القبلة مستوياً؛ فإنه يؤدي ما فرض اللّه تعالى عليه مثل الحج أو مظلمة أو دين ويجتنب الفواحش والمنكر، وصلاة الفرض في المنام تدل على الوفاء بالعهد، والخدمة للبطال والصلح مع من هجره، فإن كان إماماً ضمن أو استدان وإن كان مأموماً كـان كـلاً على غيره.

ومن رأى في المنام أنه يصلي الصبح فإن كان الصبح قد أصبح فإنه موعد قريب يأتيه خيراً كان او شراً.

وصلاة الظهر مظاهرة أو ظهور لما هو مخفي، ومن رأى في النمام أنه يصلي الظهر، فإنه يظفر بحاجته ويستظهر على جميع ما يطلبه من أمور دنياه وآخرته بعد أن يرى أنه أتم الصلاة، لان إتمام الصلاة يدل على إتمام ما يريد الإنسان، وإن كان مسجوناً بدين فإنه يقضى عنه ويخلص من علقته ويتسع رزقه إذا تمت صلاته، ومن رأى في المنام أنه يصلي صلاة الظهر في يوم صحو طلق ويفرح بها فإنه يعمل عملاً ويتوسط فيه ويكون له بهاء بقدر صفاء ذلك اليوم، فإن كان في يوم غيم فإنه عمل في هـم.

وصلاة العصر يمين يحلفها او يحلفها لغيره، وتدل على المغرم، وان رأى انه يصلي العصر فإن الأمر الذي يطلبه يتم له بعد عسر ومشقة، وإن لم تتم صلاته فإنه يعسر الامر عليه.

ومن رأى في المنام أنه يصلي المغرب وقد غابت الشمس فإن الامر الذي يطلبه أو هو فيه انقضى وصار إلى آخره، وإن تمت صلاته تم له الأمر الذي يريده، وربما دلت صلاة العشاء على تمام عمله أو نفاذ عمره لأنها آخر شغله وإثرها ينهض إلى نومه المشبه بموته.

ومن رأى في المنام أنه يصلي صلاة العشاء فإنه يقوم بما فرض اللّه عليه من أمر أولاده مثل الطعام، والشراب، واللباس، وغيره.

وان رأى أنه يصلي صلاة العتمة فإنه يقوم بأمر أولاده، وربما تسكن نفوسهم إليه، فإن رأى أنه يصلي صلاة الغداة وهي الصبح فإنه يبتدئ بما لا بد منه من معيشة دنياه مثل الطعام واللباس أو يسعى في أمر أهله وأولاده، وإذا رأى أنه يصلي العصر فإن العمل الذي هو فيه، قد بقي أقله، وصلاة المغرب تدل على فراغ الأعمال والراحة للتعبان، وصلاة العشاء الأخيرة تدل على ستر الامور.

وربما دل الظهر على التوبة أو العزل، فإن الكعبة تحولت في صلاة الظهر عن بيت المقدس، وربما دلت على محاربة الشيطان والأعداء وهو وقت الظهيرة، والقيلولة: العصر دال على الظفر والنصر إذا صلاها في المنام، وربما دلت على الهداية والخير والمحافظة، وصلاة المغرب دالة على فراق أحد الوالدين أو من كان يستره بفضله أو بجاهه أو عزل من دلت الشمس عليه.

ومن رأى في المنام أنه يصلي العشاء، ربما دلت على التجهيز للأسفار أو الزواج أو الانتقال من مكان إلى مكان، وربما دلت صلاة العشاء على العشاء في العين وضعف النظر، وتدل على فسحة الأجل لبعدها من الفجر، ومن صلى الصبح فإنه يدل على يمين يحلفها، ومن صلى العصر ينال يسراً بعد عسر، ومن صلى المغرب فإنه في أمر قد انتهى ويدركه عاجلاً.

ومن رأى في المنام أنه يصلي العشاء فإن ذلك مكر وخديعة، ومن رأى أنه يصلي الجمعة فإنه يتم له ما يزيد ويبلغ ما يؤمله، وإن رأى أنه يصلي جالساً من عذر، فإن عمله لا يقبل، فإن صلى على جنبه فإنه يمرض، واذا صلى وخرج من المسجد فإنه ينال فضلاً وخيراً، وإن ترك الصلاة عمداً أو جاحداً أو مقراً ونوى أن يقضيها فإنه يستخف شريعة الإسلام ويرجو أن يصلحها، وصلاة الجمعة في المنام دليل على الفرح والسرور وشهود الأعياد والمواسم والحج والاقتصار من الدين على بعضه.

وصلاة عيد الفطر في المنام دالة على قضاء الدين وشفاء المريض والخلاص من الشدائد وزوال الهموم والأنكاد، وصلاة عيد الأضحى تدل على تقليد الأمور وحفظ الوصية والوفاء بالنذر، وربما دلت الصلاتان على ملاقاة الأعداء، وملاقاتهم تكون بالتكبير.

وصلاة الضحى في المنام دالة على البراءة من الشرك والقسم البار، وربما دلت صلاتها على السرور أو الأنكاد والخلف، وإذا صلى الصحيح صلاة المريض في المنام كان دليلاً على نقص الحظ والتردد في القول والعمل.

وصلاة الجمع مثل صلاة القصر تدل على السفر، وربما دل على الفتنة من العدو، والصلاة على الأرض من غير حائل تدل على إتيان الأدبار والنساء في زمن الحيض خصوصاً إن كانت الأرض نجسة أو تربة، وربما دل فعل ذلك على الفقر والاحتياج والذلة، فإن صلى مكشوف العورة فإنه يدل على الفحش في الصوم أو الصدقة بالحرام أو يقتدى بالبدعة والهوى وهو يعتقد أنه على الحق.

وإن صلى صلاة الخوف فإنه يدل على عقد الشركة والحركة والتبدد أو نزع المريض، والكلام في الصلاة يدل على الرجوع فيما وهبه أو سكت عنه أو تصدق به، فإن أسر في القراءة موضع الجهر في المنام أو جهر موضع الإسرار، فإن كان حاكماً حكم بالجور ومال إلى البدعة والرياء والسمعة، وإلا كتم ما عنده من الحق أو المال، ومن سبق إمامه في المنام في الركوع والسجود، فإنه يدل على مخالفة الوالدين أو من تجب عليه طاعته، وربما ابتلى بالسهو والنسيان وعدم الذكاء والحفظ.

وصلاة الاستسقاء في المنام دالة على الخوف والتقتير وغلاء الأسعار وكساد المعيشة والنكد بسبب الزرع والأنشاب والعقارات، وصلاة الكسوف للشمس والخسوف للقمر تدل على السعي في إيصال الراحة لمن دلت الشمس أو القمر عليه، وربما دل فعل ذلك في المنام على توبة الفاسق وإسلام الكافر، وربما دل على الخوف والشدة من قبل الملوك والوزراء، ويدل على ظهور آية عامة، وصلاة الخوف تدل على الألفة والاتفاق واجتماع الكلمة وعلى الأمن من الخوف.

وصلاة الجنازة في المنام دالة على الشفاعة فيمن دل الميت عليه، فإن لم يكن الميت معروفاً دل على الخدمة للبطال والرزق من الشركة، وربما دلت صلاة الجنازة في المنام على النقص في الصلوات المفروضة كالسهو في القيام والقعود. ومن رأى في المنام أنه يصلي على الميت يقول: صلى اللّه على فلان فإنه مغفور له. ومن رأى المنام أنه يصلي على جنازة فإنه يشفع في رجل فاسد الدين.

ومن رأى أنه في يوم الجمعة أو أنه يصلي الجمعة فإنه يدل على فرج قريب واجتماع بحبيب وقضاء حاجة يطلبها، وإن رأى أنه يصلي وحده جعل له ذلك دون غيره، ومن فقد له شيء ورأى أنه في عيد عاد إليه ما فقده، فإن كان في عيد الفطر فإنه يخرج من ضيق إلى سعة، وإن كان عيد الأضحى فإن كان مملوكاً عتق أو مسجوناً خلص، وإن كان عليه دين قضي دينه وزال همه وصلح حاله.

ومن رأى في المنام أنه يصلي صلاة الخسوف فإنه يدل على حادث ينزل بالأمراء أو بمن يقتدي به الناس أو موت عالم يصلون عليه بأجمعهم.

ومن رأى في المنام أنه يصلي صلاة الاستسقاء فإنه يدل على حادث يجري في ذلك المكان من حاكم أو سلطان يجتمعون إليه ويخضعون بين يديه ليكشف ما نزل بهم من ذلك، فإن صلوها بكمالها وانقلبوا إلى منازلهم فرج عنهم ما أصابهم.

ومن رأى في المنام أنه يصلي النافلة أو التطوع فإنها تدل على زيادة وصلاح في دينه وتمسك بالسنة، لو رأى رجل أعجمي لا يحسن الصلاة ولا القراءة أنه إمام فإنه يموت.

ومن رأى في المنام أنه يصلي السنة فإنه متمسك بسنة النبي صلى اللّه عليه وسلم وطاهر من النجاسة وفيه خصلة حسنة.

ومن رأى في المنام أنه يصلي تطوعاً فإنه يقوم بأمر الآخرة وينال بقدر ما صلى من التطوع، وصلاة الفريضة القيام بأمر أهله مما لابد منه، كما أن السنة القيام بمروءة الدنيا لأهله.

ومن رأى كأنه يصلي التراويح مع الناس فإنهم يقومون بمروءة أهاليهم وتـزول وحشتهم وتنشرح صدورهم. ومن رأى كأنه في صلاة جماعة وصفهم مستو فإنهم قوم يكثرون التسبيح.

وصلاة النافلة في المنام دالة على التودد والتقرب إلى قلوب الناس بالخدمة أو بالمال، وإن كان الرائي أعزب انتصب للزواج، وإن كان متزوجاً رزق ولـديـن ذكـريـن لقوله سبحانه وتعالى: «وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ» (الأنبياء: 72)،

وإن صلى في المنام تطوعاً للّه تعالى، فإن كان فقيراً استغنى ونال خيراً، وإن تهجد في المنام نال منصباً عالياً، وصلاة الرغائب في المنام دالة على المواسم، وحضورها إنجاز الموعد، وصلاة القضاء دالة على قضاء الدين أو التوبة للفاسق، وربما دل ذلك على إسلام الكافر وعلى الوفاء بالنذر، وصلاة القاعد تدل في المنام على العجز والفشل والقناعة بما تيسر من الرزق، وربما دلت صلاة القاعد على الإنذار بمرض والده أو أستاذه أو من يجب عليه بره.

وصلاة الاستغفار تدل في المنام على غفران الذنوب، فإن صلاها الناس بأجمعهم دل على نـزول الغيث، وإن كان فقيراً استغنى، وإن كان عقيماً رزق أولاداً ذكوراً، وربما رزق رزقاً من الزرع والأنشاب والعقارات.

وصلاة التسابيح في المنام دالة على المنحة والهدية والدلالة على الخير وإدرار الرزق، وصلاة الاستخارة في المنام تبدد وحيرة لما يريده في اليقظة، وتدل على حسن العاقبة فيما يعزم عليه، وإن كان المستخير من أهل الطريق كان ذلك نقصاً في طريقه، وصلاة الغائب في المنام طلب ربح يسافر فيه أو يسافر فيه غيره، وربما دل على عمل الشهادة وتقليدها.

والصلاة على القبر في المنام تدل على إهداء التحف والهدايا لغير مجاز عليها، وربما دل ذلك على الصدقة لذوي الإقتار والمستحقين وأرباب السجون، وصلاة تحية المسجد دالة على الإنفاق لذوي القربى والمساكين، وصلاة الغفلة في المنام دالة على صدقة السر وطلب الاصطناع من أهل الظلم.

ومن رأى في المنام كأنه يصلي نافلة في الليل أو النهار فإنه يعمل عملاً صالحاً يتقرب به إلى اللّه تعالى، وربما ألف بين قوم لتشتت أهوائهم، ومن رأى أنه يضحك في صلاته فإنه كثير اللهو عن الصلاة، ومن رأى أنه يصلي وهو سكران فإنه يشهد بالزور، ومن رأى أنه يصلي وهو جنب فإنه فاسد الدين، ومن رأى أنه يصلي شرقاً أو غرباً فإنه تحرف عن الإسلام بعمل فيه خلاف الشريعة.

ومن رأى في المنام كأنه يصلي لدبر القبلة فقد نبذ الإسلام وراء ظهره، وربما التمس من امرأته دبرها، أو يتوجه منها إلى غيرها، أو يرزق الحج، وقيل: ومن رأى أن أهل المسجد يصلون إلى غير القبلة عزل واليهم أو قاضيهم، ومن رأى أن عالماً يصلي إلى غير القبلة أو يعمل بعمل خلاف أهل السنة فقد خالف الشريعة واتبع الهوى.

والصلاة إلى غير جهة القبلة تدل على القربة إلى اللّه تعالى وإلى قلوب عباده بما لا يجوز أو يتوجه في سفره إلى الجهة التي يتوجه إليها في المنام، ومن رأى أنه يصلي نحو المشرق فإنه رجل رديء المذهب كثير البهتان على الناس جريء على المعاصي.
أحدث أقدم