رواية أولاد حارتنا هي من أكثر الأعمال الأدبية أثارة للجدل، وهي واحد من أشهر روايات الكاتب والروائي المصري نجيب محفوظ، وتعد الرواية من أهم الأعمال التي بفضلها حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب في عام 1988م، وبسبب محتواها المثير وتناولها للذات الإلهية، أدت الرواية إلى أزمة كبيرة منذ أن ابتدأ نشرها بشكل مسلسل على جريدة الأهرام حيث قام شيوخ الأزهر بمهاجمة الرواية وطالبوا صحيفة الأهرام بوقف نشرها، ولكن رئيس صحيفة الأهرام كان محمد حسنين هيكل في ذلك الوقت ساند نجيب محفوظ ورفض وقف نشر الرواية وتم نشرها على جريدة الأهرام كاملة، ولم تنشر الرواية في مصر كتابا حتى عام 2006م ولكنها صدرت لأول مرة في كتاب عام 1962م عن دار الآداب في بيروت.
ملخص رواية أولاد حارتنا
تدور أحداث الرواية في أحد أحياء القاهرة، وهي رواية رمزية تبدأ بحكاية عزبة الجبلاوي الخاصة التي يملأها أولاده، وتفضيل الجبلاوي أبنه أدهم ابن السمراء على بقية أبنائه، وتمرد ابنه إدريس مما أدى إلى طرده من عزبة الجبلاوي لتبدأ رحلة معاناته.ينجح إدريس في التسبب بطرد أدهم من العزبة، وتبدأ رحلة الإنسان والشيطان في الحلق كما روتها الكتب السماوية، فيقتل ابن أدهم ابنه الآخر، ويتيه أبناؤه في الحارة، فتنشأ في الحارة ثلاثة أحياء، ويظهر منها ثلاثة أبطال يرمزون إلى أنبياء الديانات التوحيدية الثلاث.
وتختفي خلف علاقة الأب جبلاوي بأبنائه قصص الأنبياء وأحداث هذه القصص على حقيقتها التي وردت في القرآن الكريم، ومن خلالها كان ينتقد ما يقع في الواقع الاجتماعي وكيف إن ما حدث في قصص الأنبياء ينعكس في اسرة جبلاوي وكذلك في الواقع الاجتماعي المصري.
رواية تسرد لنا حياة الأنبياء كما رآها محفوظ من وجهة نظره، وفيها يحاول الكاتب أن يصور للقراء مدى الظلم الإلهي الذي حل بالبشر وخصوصًا الضعفاء، منذ أن طرد الله آدم من الجنة وحتى اليوم، ثم طرد الربُ الذي أصبح عجوزًا لا يقوى على شيء، الأشرار يعيثون في الأرض فسادًا وينزلون أشد العقوبات بالضعفاء.. كما أنه نسي وتناسى أن يعطي الفقراء نصيبهم من هذه الدنيا.