أجمل شعر عن الأم

أجمل الاشعار التي قيلت في الأم

في مقال اليوم جمعنا لكم أجمل واروع ما قيل من قصائد عن الأم، «الأم» كلمة صغير ولكنها كبيره في معناها فهي تحوي معاني الحب والحنان والعطاء والتضحية، الأم هي الملاذ الأول والأخير مهما بلغ أعمارنا الأم هي الصدر الحنون الذي نلجأ اليه لنشكي همومنا ومتاعبنا. أمي هي النبع الذي استمد منه أسمى مبادئ حياتي. أمي تعلمت منها كيف أنزل بتفكيري، عندما أتحدث مع الصغار، وكيف أسمو وأرتقي بكلامي حين أناقش الكبار.

قصيدة طيف نسميه الحنين – للشاعر فاروق جويدة

‏«‏إلي أمي‏..‏ وكل أم‏..‏ في عيد الأم»

***
في الركن يبدو وجه أمي
لا أراه لأنه
سكن الجوانح من سنين
فالعين إن غفلت قليلا لا تري
لكن من سكن الجوانح لا يغيب
وإن تواري‏..‏ مثل كل الغائبين
يبدو أمامي وجه أمي كلما
اشتدت رياح الحزن‏..‏ وارتعد الجبين
الناس ترحل في العيون وتختفي
وتصير حزنا في الضلوع
ورجفة في القلب تخفق‏..‏ كل حين
لكنها أمي
يمر العمر أسكنـها‏..‏ وتسكنني
وتبدو كالظلال تطوف خافتة
علي القلب الحزين
منذ انشطرنا والمدي حولي يضيق
وكل شيء بعدها‏..‏ عمر ضنين
صارت مع الأيام طيفـا
لا يغيب‏..‏ ولا يبين
طيفـا نسميه الحنين‏..

‏‏***‏
في الركن يبدو وجه أمي
حين ينتصف النهار‏..‏
وتستريح الشمس
وتغيب الظلال
شيء يؤرقني كثيرا
كيف الحياة تصير بعد مواكب الفوضى
زوالا في زوال
في أي وقت أو زمان سوف تنسحب الرؤي
تكسو الوجوه تلال صمت أو رمال
في أي وقت أو زمان سوف نختتم الرواية‏..‏
عاجزين عن السؤال
واستسلم الجسد الهزيل‏..‏ تكسرت
فيه النصال على النصال
هدأ السحاب ونام أطيافـا
مبعثرة على قمم الجبال
سكن البريق وغاب
سحر الضوء وانطفأ الجمال
حتى الحنان يصير تـذكارا
ويغدو الشوق سرا لا يقال
في الركن يبدو وجه أمي
ربما غابت‏..‏ ولكني أراها
كلما جاء المساء تداعب الأطفال

‏***‏
فنجان قهوتها يحدق في المكان
إن جاء زوار لنا
يتساءل المسكين أين حدائق الذكرى
وينبوع الحنان
أين التي ملكت عروش الأرض
من زمن بلا سلطان
أين التي دخلت قلوب الناس
أفواجا بلا استئذان
أين التي رسمت لهذا الكون
صورته في أجمل الألوان
ويصافح الفنجان كل الزائرين
فإن بدا طيف لها
يتعثر المسكين في ألم ويسقط باكيا
من حزنه يتكسر الفنجان
من يوم أن رحلت وصورتها على الجدران
تبدو أمامي حين تشتد الهموم وتعصف الأحزان
أو كلما هلت صلاة الفجر في رمضان
كل الذي في الكون يحمل سرها
وكأنها قبس من الرحمن
لم تعرف الخط الجميل
ولم تسافر في بحور الحرف
لم تعرف صهيل الموج والشطآن
لكنها عرفت بحار النور والإيمان
أمية‏..‏
كتبت على وجهي سطور الحب من زمن
وذابت في حمى القرآن
في الأفق يبدو وجه أمي
كلما انطلق المؤذن بالأذان
كم كنت ألمحها إذا اجتمعت على رأسي
حشود الظلم والطغيان
كانت تلم شتات أيامي
إذا التفت على عنقي حبال اليأس والأحزان
تمتد لي يدها بطول الأرض‏..‏
تنقذني من الطوفان
وتصيح يا الله أنت الحافظ الباقي
وكل الخلق يا ربي إلى النسيان

‏***‏
شاخت سنين العمر
والطفل الصغير بداخلي
مازال يسأل‏..‏
عن لوعة الأشواق حين يذوب فينا القلب
عن شبح يطاردني
من المهد الصغير إلى رصاصة قاتلي
عن فرقة الأحباب حين يشدنا
ركب الرحيل بخطوه المتثاقل
عن آخر الأخبار في أيامنا
الخائنون‏..‏ البائعون‏..‏ الراكعون‏..‏
لكل عرش زائل
عن رحلة سافرت فيها راضيا
ورجعت منها ما عرفت‏..‏ وما اقتنعت‏..‏ وما سلمت‏..‏
وما أجبتك سائلي
عن ليلة شتوية اشتقت فيها
صحبة الأحباب
والجلاد يشرب من دمي
وأنا على نار المهانة أصطلي
قد تسألين الآن يا أماه عن حالي
وماذا جد في القلب الخلي
الحب سافر من حدائق عمرنا
وتغرب المسكين‏..‏
في الزمن الوضيع الأهطـل
ما عاد طفلك يجمع الأطيار
والعصفور يشرب من يدي
قتلوا العصافير الجميلة
في حديقة منزلي
أخشى عليه من الكلاب السود
والوجه الكئيب الجاهل
أين الذي قد كان‏..‏
أين مواكب الأشعار في عمري
وكل الكون يسمع شدوها
وأنا أغني في الفضاء‏..‏ وأنجلي
شاخ الزمان وطفلك المجنون‏..‏
مشتاق لأول منزل
مازال يطرب للزمان الأول
شيء سيبقي بيننا‏..‏ وحبيبتي لا ترحلي

‏***‏
في كل يوم سوف أغرس وردة
بيضاء فوق جبينها
ليضيء قلب الأمهات
إن ماتت الدنيا حرام أن نقول
بأن نبع الحب مات
قد علمتني الصبر في سفر النوارس‏..‏
علمتني العشق في دفء المدائن‏..‏
علمتني أن تاج المرء في نبل الصفات
أن الشجاعة أن أقاوم شح نفسي‏..‏
أن أقاوم خسة الغايات
بالأمس زارتني‏..‏ وفوق وسادتي
تركت شريط الذكريات
كم قلت لي صبرا جميلا
إن ضوء الصبح آت
شاخت سنين العمر يا أمي
وقلبي حائر
ما بين حلم لا يجيء‏..‏
وطيف حب‏..‏ مات
وأفقت من نومي
دعوت الله أن يحمي
جميع الأمهات‏

قصيدة إلى أمي – للشاعر محمود درويش

أحنّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
خديني، إذا عدت يوما
وشاحا لهدبك
وغطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
وشدّي وثاقي..
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..
عساي أصير إلها
إلها أصير..
إذا ما لمست قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعت
وقودا بتنور نارك..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت، فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعشّ انتظارك!

قصيدة قلب الأم – للشاعر إبراهيم المنذر

أغـــرى امـــرؤٌ يــومـاً غُــلامـاً جـاهـلاً
بــنـقـوده حــتــى يــنـال بـــه الــوطـرْ

قــال: ائـتـني بـفـؤادِ أمــك يــا فـتـى
ولــــك الــدراهـمُ والـجـواهـر والـــدررْ

فـمـضى وأغــرز خـنجراً فـي صـدرها
والـقـلبُ أخـرجـهُ وعــاد عـلـى الأثــرْ

لـكـنـه مـــن فـــرطِ سُـرعـتـه هـــوى
فـتـدحـرج الـقـلـبُ الـمُـعَـفَّرُ إذا عــثـرْ

نـاداه قـلبُ الأمِ وهـو مُـعفرٌ: ولـدي،
حـبـيـبي، هـــل أصـابـك مــن ضــررْ؟

فــكـأن هـــذا الــصـوتَ رُغْـــمَ حُــنُـوِّهِ
غَضَبُ السماء على الوليد قد انهمرْ

ورأى فــظــيـع جــنــايـةٍ لـــــم يــأتـهـا
أحــــدٌ ســـواهُ مُــنْـذُ تــاريـخِ الـبـشـرْ

وارتـد نـحو القلبِ يغسلهُ بما فاضتْ
بـــــه عــيــنـاهُ مــــن ســيــلِ الــعِـبـرْ

ويقول: يا قلبُ انتقم مني ولا تغفرْ،
فـــــــــإن جـــريــمــتــي لا تُـــغــتــفــرْ

واسـتلَّ خـنجرهُ لـيطعنَ صـدرهُ طعناً
ســيــبـقـى عـــبــرةً لـــمــن اعــتــبـرْ

نــــــاداه قـــلـــبُ الأمِّ: كُــــــفَّ يــــــداً
ولا تـذبـح فـؤادي مـرتينِ عـلى الأثـر

قصيدة خمس رسائل إلى أمي – للشاعر نزار قباني

صباح الخير يا حلوه.. 
صباح الخير يا قديستي الحلوه 
مضى عامان يا أمي 
على الولد الذي أبحر 
برحلته الخرافيه 
وخبأ في حقائبه 
صباح بلاده الأخضر 
وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر 
وخبأ في ملابسه 
طرابيناً من النعناع والزعتر 
وليلكةً دمشقية.. 
أنا وحدي.. 
دخان سجائري يضجر 
ومني مقعدي يضجر 
وأحزاني عصافيرٌ.. 
تفتش بعد عن بيدر 
عرفت نساء أوروبا.. 
عرفت عواطف الإسمنت والخشب 
عرفت حضارة التعب.. 
وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر 
ولم أعثر.. 
على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر 
وتحمل في حقيبتها.. 
إلي عرائس السكر 
وتكسوني إذا أعرى 
وتنشلني إذا أعثر 
أيا أمي.. 
أيا أمي.. 
أنا الولد الذي أبحر 
ولا زالت بخاطره 
تعيش عروسة السكر 
فكيف.. فكيف يا أمي 
غدوت أباً.. 
ولم أكبر؟ 
صباح الخير من مدريد 
ما أخبارها الفلة؟ 
بها أوصيك يا أماه.. 
تلك الطفلة الطفله 
فقد كانت أحب حبيبةٍ لأبي.. 
يدللها كطفلته 
ويدعوها إلى فنجان قهوته 
ويسقيها.. 
ويطعمها.. 
ويغمرها برحمته.. 
.. ومات أبي 
ولا زالت تعيش بحلم عودته 
وتبحث عنه في أرجاء غرفته 
وتسأل عن عباءته.. 
وتسأل عن جريدته.. 
وتسأل حين يأتي الصيف
عن فيروز عينيه.. 
لتنثر فوق كفيه.. 
دنانيراً من الذهب.. 
سلاماتٌ.. 
سلاماتٌ.. 
إلى بيتٍ سقانا الحب والرحمة 
إلى أزهارك البيضاء.. فرحة «ساحة النجمة» 
إلى تختي.. 
إلى كتبي.. 
إلى أطفال حارتنا.. 
وحيطانٍ ملأناها.. 
بفوضى من كتابتنا.. 
إلى قططٍ كسولاتٍ 
تنام على مشارقنا 
وليلكةٍ معرشةٍ 
على شباك جارتنا 
مضى عامان.. يا أمي 
ووجه دمشق، 
عصفورٌ يخربش في جوانحنا 
يعض على ستائرنا.. 
وينقرنا.. 
برفقٍ من أصابعنا.. 
مضى عامان يا أمي 
وليل دمشق 
فل دمشق 
دور دمشق 
تسكن في خواطرنا 
مآذنها.. تضيء على مراكبنا 
كأن مآذن الأموي.. 
قد زرعت بداخلنا.. 
كأن مشاتل التفاح.. 
تعبق في ضمائرنا 
كأن الضوء، والأحجار 
جاءت كلها معنا.. 
أتى أيلول يا أماه.. 
وجاء الحزن يحمل لي هداياه 
ويترك عند نافذتي 
مدامعه وشكواه 
أتى أيلول.. أين دمشق؟ 
أين أبي وعيناه 
وأين حرير نظرته؟ 
وأين عبير قهوته؟ 
سقى الرحمن مثواه.. 
وأين رحاب منزلنا الكبير.. 
وأين نعماه؟ 
وأين مدارج الشمشير.. 
تضحك في زواياه 
وأين طفولتي فيه؟ 
أجرجر ذيل قطته 
وآكل من عريشته 
وأقطف من بنفشاه 
دمشق، دمشق.. 
يا شعراً 
على حدقات أعيننا كتبناه 
ويا طفلاً جميلاً.. 
من ضفائره صلبناه 
جثونا عند ركبته.. 
وذبنا في محبته 
إلى أن في محبتنا قتلناه..

قصيدة إكرام أمي – للشاعر معروف الرصافي

أوجــب الـواجـبات إكــرام أمــي
إن أمــــــي أحــــــق بـــالإكــرام

حـملتني ثقلاً ومن بعد حملي
أرضـعـتـني إلــى أوان فـطـامي

ورعتني في ظلمة الليل حتى
تــركـت نـومـهـا لأجــل مـنـامي

إن أمــي هــي الـتي خـلقتني
بـعـد ربـي فـصرت بـعض الأنـام

فـلها الـحمد بـعد حمدي إلهي
ولـهـا الـشكر فـي مـدى الأيـام

قصيدة بوركت يا حرم الأمومة – للشاعر أبو القاسم الشابي

الأمُّ تــلـثُـمُ طـفـلَـهـا، وتــضـمُّـه
حرَمٌ، سماويُّ الجمالِ، مقدَّسُ

تـتـألّـه الأفــكـارُ، وهْـــي جــوارَه
وتـعـودُ طـاهـرةً هـنـاكَ الأنـفُسُ

حَــرَمُ الـحـياةِ بِـطُهْرِها وَحَـنَانِها
هــل فـوقَـهُ حـرَمٌ أجـلُّ وأقـدسُ

بـوركتَ يـا حـرَمَ الأمـومةِ والصِّبا
كـم فيك تكتمل الحياةُ وتقدُسُ

قصيدة أليقت بين يديك السيف والقلم

ألـقـيـت بــيـن يــديـك الـسـيف والـقـلم
ارجـــو رضــاكِ الــذي اعـلـو بــه الـقـمم

انـــــتِ الــهــنـا والــمـنـى انــــتِ الــدنــا
وانــا عـلـى ثــراكِ ولـيدٌ قـد نـما وسـما

أمـــاه أمـــاه هـــذا الـلـحـن يـسـحـرني
ويـلـهب الـشـوق بــي والـحـزن والـندم

امــــــاه هــــــذا الـــجـــرس يــأســرنــي
ويـسـكب الـعطر فـي جـنبي والـسلام

امـــاه انـــتِ حــديـث الــروح إن هـدئـت
او ارســـلــت دمـــعــةً أو رتــلــت نــغــم

وأنـــتِ أنـــتِ حـيـاتـي فــي مـطـامحها
وامــنـيـاتـي ولـــــم لا يــــا مــنـايـا لــــم

فـإن جـفوتكِ فـي مـا فـات مـن عـمري
فـالـدمع مـن نـدمي رغـم الـثبات هـما

فلتغفري الذنب لي يا أمي واحتسبي
او حـاكـميني وكـوني الـخصم والـحكم

امــــاه لــــو كــانــت الايـــام تـسـعـفني
مـــا كــنـت يـــا امــي بـالـتقصير مـتـهم

لــكــم أتــــوق الــــى لـقـيـاك ضـاحـكـةً
فــألــثـم الـــوجــه والــكـفـيـن والـــقــدم

امـــــاه هـــــا أنـــــا ذا بــالـبـاب اطــرقــه
ذلاً وآمـــــل مـــنــكِ الــصــفـح والــكــرم

امــــــاه قــلــبــي جـــريـــح لا دواء لـــــه
الا رضــــــاكِ يــعــيــد الـــجــرح مــلـتـئـم

أحدث أقدم