صلاة ودعاء الاستخارة


صلاة الاستخارة هي طلب الخيرة من الله عز وجل، وتكون بأن يصلي المسلم ركعتين من غير الفريضة ويسلم، ثم يحمد الله ويصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بنص الدعاء الذي رواه البخاري.

اولاً: ماهي الاستخارة؟

الاستخارة هي طلب الخيرة في الشيء؛ يقال: استخر الله يخر لك، أي طلب صرف الهمة لما هو المختار عند الله والأولى، بالصلاة، أو الدعاء الوارد في الاستخارة. (1)

ثانياً: دعاء الاستخارة

عن جابر رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القران يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري واجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري واجله، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به. ويسمي حاجته» رواه البخاري في مواضع من صحيحه (1166). (1)

ثالثاً: كيفية صلاة الاستخارة؟

فيما يلي شرح لكيفية اداء صلاة الاستخارة بشكل كامل: (2)

  • تتوضأ وضوئك للصلاة. 
  • النية.. لابد من النية لصلاة الاستخارة قبل الشروع فيها. 
  • تصلي ركعتين.. ويستحب أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة «قل يا أيها الكافرون»، وفي الثانية «قل هو الله أحد».
  • بعد السلام من الصلاة ترفع يديك متضرعاً إلى الله ومستحضراً عظمته وقدرته ومتدبراً بالدعاء.
  • في أول الدعاء تحمد وتثني على الله عز وجل بالدعاء.. ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، والأفضل الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد. «اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على إبراهيم وعلى ال إبراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على إبراهيم وعلى ال إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد»
  • ثم تقرأ دعاء الاستخارة وتسمي حاجتك مرتين: «اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر...... الخ»، واذا وصلت في الدعاء عند: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. واذا وصلت في الدعاء عند: اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك مرة أخرى) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به.
  • مثال: اللهم إن كنت تعلم أن (زواجي من فلانه بنت فلان) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري, فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن (زواجي من فلانه بنت فلان) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به.
  • ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.. كما فعلت بالمرة الأولى الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد. 

رابعاً: متى يحتاج العبد إلى الاستخارة؟

يتعرض العبد في هذه الدنيا إلى أمور تحيره وتتشابه عليه حتى أنه يصعب عليه اتخاذ القرار، تكون الاستخارة في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها، أما ما هو معروف خيره أو شره كالعبادات وصنائع المعروف والمعاصي والمنكرات فلا حاجة إلى الاستخارة فيها، إلا إذا أراد بيان بخصوص الوقت كالحج مثلا في هذه السنة، لاحتمال عدو أو فتنة، والرفقة فيه، أيرافق فلانا أم لا؟ وعلى هذا فالاستخارة لا محل لها في الواجب والحرام والمكروه، وإنما تكون في المندوبات والمباحات. والاستخارة في المندوب لا تكون في أصله، لأنه مطلوب، وإنما تكون عند التعارض، أي إذا تعارض عنده أمران أيهما يبدأ به أو يقتصر عليه؟ أما المباح فيستخار في أصله. (1)

أكثر الامور التي يستخير فيها المسلم، هي:

• دعاء الاستخارة للسفر.
• دعاء الاستخارة للزواج.
• دعاء الاستخارة في اختيار العمل.
• دعاء الاستخارة للشراكة.

خامساً: حكم الاستخارة

لقد أجمع العلماء على ان الاستخارة هي سنة نبوية مؤكدة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ودليل مشروعيتها ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القران يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب...... الخ».(1)

وعن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله له، ومن شقاوة ابن آدم، تركه استخارة الله، ومن شقاوة ابن آدم، سخطه بما قضى الله له» رواه الترمذي (2151).

سادساً: الاستشارة أو الاستخارة؟

أختلف العلماء هل المقدم المشورة أو الاستخارة، وبما أنه لا يوجد نص قاطع على تقديم الاستشارة على الاستخارة أو العكس، من قدم الاستخارة على الاستشارة أو قدم الاستشارة على الاستخارة فلا حرج عليه، ولكن الاستهداء من الخالق مقدم على الاستهداء من المخلوق، فاذاً الاستخارة هي طلب استهداء من الله، والاستشارة هي طلب استهداء من الخلق، وبناء على هذا فالأفضل للإنسان أن يقدم الاستخارة ثم بعد ذلك يستشير من يثق برأيه.

استخارة الزواج

إذا أراد الرجل أو المرأة الاستخارة في الزواج وجب أيضًا الاستشارة والأخذ بالأسباب، كما في حديث فاطمة بنت قيس عندما خطبها معاوية وأبو جهم بن حذيفة، قالت: لما حللت أتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آلة وسلم، فذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان، وأبا جهم خطباني، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آلة وسلم: «أما أبو جهم فلا يضع عصاه من عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، ولكن انكحي أسامة بن زيد»؛ قالت: فكرهته، ثم قال: «انكحي أسامة، فنكحته، فجعل الله فيه خيراً، واغتبطت به».

لا رؤيا ولا أحلام

يعتقد العامة بأن لصلاة الاستخارة رؤيا بعدها، تكون بشارة لتحقق الأمر أو نحوه وهذا خطأ شائع فلا رؤيا ولا أحلام أو منامات أو غيره بل تتوكل على الله في أداء الأمر قال الله تعالى في سورة آل عمران: «فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين» (الآية: 159)، فإن هيأ الله لك الأمر وسددك فيه وسهله لك فهو كذلك وإن أبعدك عنه فهذا قدر الله تعالى. (3)

المراجع:
(1) بتصرف عن صلاة الاستخارة من موقع الإسلام سؤال وجواب.
(2) بتصرف عن صلاة الاستخارة من موقع صيد الفوائد.
(3) بتصرف عن صلاة الاستخارة من موقع ويكيبيديا.
أحدث أقدم