معلقة عبيد بن الأبرص

معلقة عبيد بن الأبرص – بصوت أبو قيس محمد رشيد
معلقة عبيد بن الأبرص

تضم معلقة عبيد بن الأبرص 46 بيتاً، وهي وأحده من المعلقات العشر، وتعتبر من أشهر قصائد عبيد بن الأبرص، بدأها بذكر المنازل المقفرة وتقلب الزمان عليها، وتحدث عن سنة الحياة وكيف تحول كل شيء وكيف ان نهاية الإنسان إلى الموت، وقد وصف سفره بالناقة، ثم أنتقل إلى وصف فرسه، ووصف المعركة بين الثعلب والعقاب وانتصارها عليه.

من هو عبيد بن الأبرص

هو عبيد بن الأبرص بن عوف الأسدي، أبو زياد، من مضر؛ شاعر من دهاة الجاهلية وحكمائها، عاصر امرؤ القيس وله معه مناظرات ومناقضات.

نص معلقة عبيد بن الأبرص

أقــفــر مــــن أهــلـه مـلـحـوب
فــالــقــطــبـيـات فـــالـــذنـــوب

فــــــراكــــــس فــثــعــيــلــبـات
فــــــذات فــرقــيـن فـالـقـلـيـب

فـــــعــــردة فـــقـــفـــا حــــبــــر
لــيــس بــهــا مــنـهـم عــريـب

إن بــدلــت أهــلـهـا وحــوشــا
وغـــيــرت حــالــهـا الــخـطـوب

أرض تـــوارثـــهـــا الــــجــــدوب
فــكــل مـــن حـلـهـا مــحـروب

إمـــــا قــتــيـلا وإمـــــا هــلــكـا
والـشيب شـين لـمن يشيب

عــيــنـاك دمــعـهـمـا ســــروب
كـــــأن شـأنـيـهـمـا شــعــيـب

واهـــيــة أو مــعــيـن مــمــعـن
مــــن هـضـبـة دونــهـا لــهـوب

أو فـــــلــــج واد بـــبـــطــن واد
لـلـمـاء مـــن تـحـتـها سـكـوب

أو جـــدول فـــي ظــلال نـخـل
لـلـمـاء مـــن تـحـتـها قـسـيب

تـصـبـو وأنـــى لـــك الـتـصابي
أنـــي وقـــد راعــك الـمـشيب

فــــإن يــكــن حــــال أجـمـعـها
فــــــلا بــــــديء ولا عــجــيـب

أو يــــك أقــفــر مـنـهـا جــوهـا
وعــادهــا الـمـحـل والــجـدوب

وكــــل ذي نــعـمـة مـخـلـوس
وكـــــل ذي أمـــــل مـــكــذوب

وكــــــل ذي إبــــــل مــــــوروث
وكــــل ذي ســلـب مـسـلـوب

وكــــــل ذي غــيــبــة يـــــؤوب
وغـــائــب الـــمــوت لا يــــؤوب

أعـــاقـــر مـــثـــل ذات رحــــــم
أم غــانـم مــثـل مـــن يـخـيب

مــن يـسـأل الـنـاس يـحـرموه
وســـــائــــل الله لا يـــخـــيـــب

أفـلح بـما شـئت قـد يبلغ بال
ضــعـف وقـــد يــخـدع الأريــب

لا يـعظ الـناس مـن لا يعظ الد
دهــــــر ولا يــنــفـع الـتـلـبـيـب

إلا ســجــيـات مـــــا الــقـلـوب
وكـــم يـصـيرن شـانـئا حـبـيب

سـاعـد بــأرض إن كـنت فـيها
ولا تـــقـــل إنـــنـــي غـــريـــب

قـد يـوصل الـنازح الـنائي وقد
يـقـطـع ذو الـسـهمة الـقـريب

والـمرء مـا عـاش فـي تكذيب
طــــول الــحـيـاة لـــه تـعـذيـب

بـــــل رب مـــــاء وردت اجـــــن
ســبــيـلـه خـــائـــف جـــديــب

ريــش الـحـمام عـلـى أرجـائه
لـلـقـلب مـــن خــوفـه وجـيـب

قــطــعـتـه غـــــدوة مــشـيـحـا
وصــاحــبــي بـــــادن خـــبــوب

غــيــرانــة مـــوجـــد فــقــارهـا
كــــــــأن حـــاركــهــا كـــثــيــب

أخــلـف مـــا بــاذلا سـديـسها
لا حـــقــة هـــــي ولا نـــيــوب

كــأنــهـا مــــن حــمـيـر غــــاب
جــــــون بــصـفـحـتـه نــــــدوب

أو شــبــب يـحـفـر الـرخـامـى
تـــلــفــه شــــمـــأل هـــبـــوب

فــــذاك عــصــر وقــــد أرانـــي
تـحـمـلـني نــهــدة ســرحـوب

مـضــبــر خــلـقـهـا تــضــبـيـرا
يـنشق عــن وجــهها الــسبيب

زيـــتــيــة نــــاعـــم عـــروقــهــا
ولــــيـــن أســـرهـــا رطـــيـــب

كـــأنـــهــا لــــقــــوة طــــلـــوب
تــخـزن فـــي وكـرهـا الـقـلوب

بـــانـــت عـــلــى إرم عـــذوبــا
كـــأنــهــا شـــيــخــة رقــــــوب

فـأصـبـحت فـــي غـــداة قـــرة
يـسـقط عـن ريـشها الـضريب

فـأبـصـرت ثـعـلبا مــن سـاعـة
ودونـــــه ســبـسـب جــديــب

فـنـفـضت ريـشـهـا وانـتـفضت
وهــــي مــــن نـهـضـة قــريـب

فــاشتال وارتــاع مــن حسيسها
وفــعــلـه يــفــعـل الـــمــذؤوب

فــنــهـضـت نـــحـــوه حــثـيـثـة
وحــــــردت حـــــردة تــســيـب

يــــدب مــــن حــسـهـا دبـيـبـا
والــعـيـن حـمـلاقـهـا مـقـلـوب

فــــأدركــــتــــه فـــطـــرحـــتـــه
والـصـيد مــن تـحـتها مـكـروب

فــــجـــدلـــتـــه فـــطـــرحـــتـــه
فــكــدحـت وجــهــه الــجـبـوب

فـــــعــــاودتــــه فــــرفـــعـــتـــه
فــأرسـلـتـه وهـــــو مـــكــروب

يـضـغـو ومـخـلـبها فـــي دفـــه
لا بــــــد حــيــزومـه مــنــقـوب

معلقة عبيد بن الأبرص – بصوت أبو قيس محمد رشيد

أحدث أقدم