احمل الذكرى – عبد الله البردوني

احمل الذكرى من الماضي كما يحمل القلب أمانيه الجساما

عبد الله البردوني، هو شاعر وناقد أدبي يمني، ولـد في قرية البردون بمحافظة ذمار في 1 يناير/كانون الثاني 1929م وتوفي في العاصمة صنعاء في 30 أغسطس/آب 1999م، كان أسلوب ونمطية شعره تميل إلى الحداثة عكس الشعراء القبليين في اليمن، وتناولت مؤلفاته تاريخ الشعر القديم والحديث في اليمن، ومواضيع سياسية متعلقة ببلده أبرزها الصراع بين النظام الجمهوري والملكي الذي أطيح به في ثورة 26 سبتمبر 1962م.

احمل الذكرى من الماضي كما يحمل القلب أمانيه الجساما

احـمـل الـذكرى مـن الـماضي كـما
يـحـمـل الـقـلـب أمـانـيـه الـجـساما

هــــات ردد ذكــريــات الــنــور فــــي
فــنـك الأســمـى ولـقـنـها الـدوامـا

ذكـــريــات تــبــعـث الــمــجـد كــمــا
يـبعث الـحسن إلـى الـقلب الغراما

فــارتـعـش يــــا وتــــر الـشـعـر وذب
فــــي كــئــوس الـعـبـقريات مــدامـا

وتــنـقـل حـــول مــهـد الـمـصـطفى
وانــشـد الـمـجـد أغـانـيـك الـرخـاما

زفـــــت الــبــشـرى مـعـانـيـه كــمــا
زفـــت الأنــسـام أنــفـاس الـخـزامـا

وتــجــلـى يـــــوم مـــيــلاد الــهــدى
يـــمـــلأ الــتــاريـخ ايـــــات عــظــامـا

واسـتـفاضت يـقظة الـصحراء عـلى
هــجــعـة الأكـــــوان بــعـثـا وقــيـامـا

وجــــلا لــــلأرض أســــرار الـسـمـاء
وتــراءى فــي فــم الـكـون ابـتساما

جـــــــل يـــــــوم بــــعـــث الله بـــــــه
أحـمـدا يـمـحو عــن الأرض الـظلاما

ورأى الــدنـيـا خــصـامـا فـاصـطـفـى
أحـمـدا يـفـني مـن الـدنيا الـخصاما

مـــرســـل قـــــد صـــاغــه خــالــقـه
مــن مـعـاني الـرسـل بـدءا وخـتاما

قـــــد ســعــى والــطــرق نــــار ودم
يــعـبـر الــسـهـل ويــجـتـاز الأكــامــا

وتــحــدى بــالـهـدى جــهــد الــعــدا
وانـتـضى لـلـصارم الـباغي حـساما

نـــــــزل الأرض فـــأضــحــت جـــنـــة
وســمــاء تــحـمـل الــبــدر الـتـمـاما

وأتــــــى الــدنــيــا فــقــيــرا فـــأتــت
نــحــوه الــدنـيـا وأعــطـتـه الـزمـامـا

ويـــتــيــمــا فــتــبــنــتـه الـــســـمــاء
وتــبــنـى عــطـفـه كــــل الـيـتـامـى

ورعــــى الأغــنــام بــالـعـدل إلــــى
أن رعــى فــي مـرتع الـحق الأنـاما

بــــــدوي مـــــدن الــصــحـراء كـــمــا
عـلـم الـناس إلـى الـحشر الـنظاما

وقـــضــى عـــــدلا و أعــلــى مــلــة
ترشد الأعمى و تعمي من تعامى

نـشرت عـدل الـتساوي في الورى
فــعـلا الإنــسـان فـيـهـا و تـسـامى

يـــا رســول الـحـق خـلـدت الـهـدى
وتــركـت الـظـلـم والـبـغـي حـطـامـا

قـــم تــجـد الــكـون ظـلـمـا مـحـدثـا
قـتـل الـعـدل وبـاسـم الـعـدل قـامـا

وقـــــوى تــخـتـطـف الـــعــزل كــمــا
يـخـطف الـصـقر مــن الـجو الـحماما

أمـطر الـغرب عـلى الـشرق الشقا
وبـدعـوى الـسـلم أسـقاه الـحماما

فـمـعـانـي الــسـلـم فـــي ألـفـاظـه
حـــيــل تــبـتـكـر الـــمــوت الـــزؤامــا

يـــا رســـول الــوحـدة الـكـبـرى ويــا
ثــــورة وســــدت الــظـلـم الــرغـامـا

خــذ مــن الأعـمـاق ذكــرى شـاعـر
وتــقــبــلــهـا صــــــــلاة وســــلامــــا
أحدث أقدم