حب وما كان في الصبا جهلا – جبران خليل جبران

نص قصيدة: حب وما كان في الصبا جهلا

جبران خليل جبران كاتب وشاعر ورسام لبناني وهو أحد شعراء المهجر، ولد في بلدة بشري في شمال لبنان عام 1883م، وتوفي عام 1931م، وفي هذا المقال وضعنا لكم واحده من أجمل قصائده في الحب:

نص قصيدة: حب وما كان في الصبا جهلا

حــب ومــا كـان فـي الـصبا جـهلا
بــكــر يــدعــو فــلــم تــقـل مــهـلا

أهــل الـهـوى مــن أجــاب دعـوته
ومــن عـصـى لـيس لـلهوى أهـلا

هــل تـبـهج الـمـرء نـعمة حـصلت
مـــا لــم يـكـن مـبـهجا بـهـا أهــلا

هــل يـطـلب الـمـجد مــن مـآزقـه
مـــن لـــم تـشـجـعه مـقـلة نـجـلا

يـــا نــجـل يـعـقـوب حـــق هـمـتـه
عـلـى الـعـلى أن تــرى لــه نـجلا

أبـــوك أســرى الـرجـال فــي بـلـد
مــــا زال فــيــه مـقـامـه الأعــلـى

وأنـت مـا أنت في الحمى حسبا
وأنــت مــن أنــت بـالـحجى فـضلا

طـــبـــك بــــــرء وفـــيــك مــعــرفـة
بـالـنفس تـشـفي الـضمير مـعتلا

إن تــــبـــدا الأمـــــــر تـــنــهــه وإذا
ولــيـت أمـــرا كـفـيـت مـــن ولــى

ولا تــــــرى الـــخــوف إن تــظـنـنـه
ســــواك أمــنــا ولا تـــرى الـبـخـلا

تــــبـــذل لا عـــابــســا ولا بـــرمـــا
بــطـيـب نــفـس يـضـاعـف الــبـدلا

مــا ألـطـف الـنـجدة الـجميلة مـن
جـمـيـل وجـــه لــبـى ومـــا اعـتـلا

رائــف زيــن الـشـباب حـسـبك أن
أحــرزت مــا لــم يـحـرز فـتى قـبلا

فـــكــن ونــجــلاء فــرقــدي أفــــق
يـــهــل فـــيــه الــوفــاء مــــا هــــلا

وطــــــــاولا بـــالــزكــاء أصــلــكــمـا
أكـــــرم بـــفــرع يــطــاول الأصــــلا

ألـــيــوم تـسـتـقـبـلان سـعـدكـمـا
وبـــابـــه الــنــضــر عـــاقـــد فـــــألا

بـــاب مــن الـزهـر فـادخـلاه إلــى
فـــردوس هـــذي الـحـياة واحـتـلا

أهــــدت إلــيــه الــريــاض زنـبـقـها
والــــــورد والــيـاسـمـيـن والـــفــلا

وأودع الـــشــعــر فـــيـــه زيــنــتــه
مـــن كــل ضــرب بـحـسنه أدلــى

بـــكـــل بـــــت ألـــقــت فــواصــلـه
فــي كــل عـقـد مـخـضوضر فـصلا

وكــــــل لــفــظـف طـــــي نــابــتـة
كـالـروح فــي جـسـم بـهـجة حـلا

بــاب عـلـى الـمـالكين عــز وعــن
حــقــكــمـا قــــــد إخـــالـــه قــــــلا

يــا حـسن عـرس عـيون شـاهده
لــــم تــــر فـــي غــابـر لـــه مــثـلا

عــاهــد فــيــه الــصـفـاء ذا كــلــف
جـــــارى مـــنــاه وشــــاور الــنـبـلا

آثــــــر حــــــوراء نــافــسـت أدبـــــا
خــيـر الــعـذارى وراجــحـت عـقـلا

تــنـابـهـت عـــــن لــداتــهـا خــلـقـا
وشـابـهـت أبــدع الـدمـى شـكـلا

تــوافـق الـنـعـت واسـمـهـا فــدعـا
بـالسحر فـي العين من دعا نجلا

ورب عــــيــــن لــــــــولا تــعــفـفـهـا
لامــتـلأت حــومـة الــهـوى قـتـلى

لـــلــه ذاك الـــوجــه الــمــورد مــــا
أصــبـى وذاك الــوقـار مـــا أحـلـى

قــد كــان فـي دولـة الـبلاغة مـن
يـــصــول فـــرحــا وهـــكــذا ظـــــلا

كــــلامـــه رق مــبــتــغـاه ســـمـــا
نـــظـــامــه دق فــــكــــره جــــــــلا

ولا يــجـارى فــي الـمـفصحين إذا
قــــال خــطـابـا أو خـــط أو أعــلـى

مـــــا زال يـــأتــي بـــكــل رائـــعــة
وعــزمــه فـــي الـبـديـع مـــا كـــلا

إذا تــــوخـــى الـــثــنــاء أكـــمــلــه
وإن تــوخــى الـهـجـاء مـــا خــلـى

حــديــثـه لا يـــمــل مــــن طــــرب
إذا حـــديــث مـــــن غـــيــره مــــلا

هــو الـصـديق الأصـفـى لـصـاحبه
وهو الصدوق الأوفى لدى الجلى

فــــيـــا عــروســيــن بـاقـتـرانـهـمـا
يـجـتـمع الــصـون والـنـدى شـمـلا

ويــــا شــريـكـي صـبـابـة وصــبـي
هـمـا هـمـا الـعـمر أو هـما أغـلى

خـــيــر دعـــائــي مــهـنـئـا لــكــمـا
عـيـشـا سـعـيدين وازكــوا نـسـلا

أحدث أقدم