نبذة عن رواية 1984

اقتباسات من رواية 1984

رواية 1984، “ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين”، هي رواية ديستوبية من تأليف الروائي البريطاني جورج أورويل نشرت في 8 يونيو 1949م.

تعتبر رواية 1984 إحدى كلاسيكيات الأدب في العالم، وقد ترجمت إلى 65 لغة بحلول 1989م، أكثر من أي رواية إنجليزية أخرى في ذلك الحين، فقد قدمت هذه الرواية صورة المجتمع الشمولي الذي يحكمه الحزب الواحد بطريقة مبدعة، على مستوى الأدب كما على مستوى الفكر. اختارت مجلة تايم الرواية في عام 2005م ضمن أفضل مائة رواية كتبت باللغة الإنجليزية بين سنتي 1923م و2005م. وقد تم انتاج فيلم سينمائي عن الرواية عام 1984م بطولة جون هارت وريتشارد بورتن.

أحداث رواية 1984

تقع أحداث الرواية في إيرستريب 1، وهي مقاطعة من دولة عظمى تدعى أوشينيا، في عالم لا تهدأ فيه الحرب والرقابة الحكومية والتلاعب بالجماهير. تخضع تلك المقاطعة لنظام سياسي ديكتاتورية فئة تحكم باسم “الأخ الكبير” الذي يمثل الحزب الحاكم، وهو حزب يدعو نفسه بالاشتراكية الإنجليزية، وتملك زمامه نخبة أعضاء الحزب الداخلي الذين يلاحقون الفردية والتفكير الحر بوصفها جرائم فكر.

أما بطل الرواية، وينستون سميث، فهو عضو في الحزب الخارجي وموظف في وزارة الحقيقة المسؤولة عن الدعاية ومراجعة التاريخ؛ وعمله هو إعادة كتابة المقالات القديمة وتغيير الحقائق التاريخية بحيث تتفق مع ما يعلنه الحزب على الدوام. يتلقى الموظفون في وزارة الحقيقة تعليمات تحدد التصحيحات المطلوبة، وتصفها بالتعديلات عوضًا عن التزييفات والأكاذيب. كما يعكف جزء كبير من الوزارة على تدمير المستندات الأصلية التي لا تتضمن تلك التعديلات. وبذلك يذهب الدليل على كذب الحكومة أدراج الرياح. يجتهد وينستون في عمله ويؤديه على أكمل وجه، مع أنه يبغض الحزب سرًا ويحلم بإضرام ثورة على الأخ الكبير.

يدهش وينستون لمعرفة الماضي الحقيقي ويحاول معرفة المزيد عنه، وفي غفلة من شاشة العرض بشقته، يشرع في كتابة مذكراته وانتقاد الحزب وزعيمه المعبود الأخ الكبير، وهي جريمة إذا اكتشفتها شرطة الفكر، عقوبتها الإعدام.

وفي الوزارة، تعمل جوليا، شابة مختصة بصيانة آلات كتابة الروايات التي يمقتها وينستون. ثم تدس جوليا في يد وينستون ورقة تعترف فيها بحبها له، ويكتشف أنها تبغض الحزب مثله تمامًا، فيهيمان ببعضهما حبًا ويلتقيان في الريف ثم في غرفة مؤجرة فوق متجر للتحف في إحدى أحياء لندن الفقيرة، وفي تلك الغرفة يشعران بالأمان لعدم وجود شاشة عرض.

يقترب وينستون من أوبراين، عضو الحزب الداخلي، الذي يشعر أنه عميل للأخوية، وهي منظمة سرية تعتزم القضاء على الحزب. وبعد مناقشة بينهما، يعطيه أوبراين كتاب “الجماعية النخبوية بين النظرية والتطبيق” من تأليف إيمانويل غولدشتاين، قائد الأخوية المكروه شعبيًا. يشرح الكتاب مفهوم الحرب الدائمة، والمعنى الحقيقي لشعارات الحزب: الحرب هي السلام، والحرية هي العبودية، والجهل هو القوة، ويشرح أيضًا كيف يمكن الإطاحة بالحزب برفع الوعي السياسي للدهماء.

تعتقل شرطة الفكر كل من وينستون وجوليا وتحتجزهما في وزارة الحب للتحقيق، ويتضح أن مالك المتجر الذي أجر الغرفة لهما هو أحد عناصر شرطة الفكر، بل وإن أوبراين نفسه من عناصرها، ولكنه يدعي المعارضة للإيقاع بمجرمي الفكر المحتملين.

يتعرض وينستون لتعذيب أليم كي “يشفى من جنونه - كراهيته للحزب” يتبجح أوبراين بأن ما يدفع أعضاء الحزب الداخلي هي السلطة التامة والمطلقة، هازئًا من تبرير وينستون أنهم يسعون للسلطة “للمنفعة العامة”. ومن ثم، يعترف وينستون بجرائم ارتكبها وهو لم يرتكبها، ويدين الجميع، بما فيهم جوليا، ولكن أوبراين لا يقتنع بتلك الاعترافات ويرسله إلى الغرفة 101، آخر مراحل إعادة تأهيله وهي الغرفة الأكثر إثارة للذعر في وزارة الحب بأسرها؛ إذ تحتوي على أسوأ مخاوف السجين.

يوضع وجه وينستون في قفص حديدي ملئ بالفئران الجائعة، وحينها يخون حبه لجوليا، ويصيح بهم أن يعذبوها بدلا منه. وفيما بعد يتقابل وينستون وجوليا في إحدى الحدائق بعد أن أعيد دمجهما في المجتمع، حيث تكشف أنها تعرضت أيضًا للتعذيب، ويقران لبعضهما أن كلا منهما قد خان الآخر.

أدمن وينستون الخمر ليهرب من ذكرياته التي صار يؤمن أنها محض أوهام، بينما تعلن نشرات الأخبار عن “انتصار ساحق” أمام جيش أوراسيا على الأراضي الأفريقية. ثم تبدأ احتفالات صاخبة، يتخيل وينستون أنه يشارك فيها، ناظرًا بكل إعجاب للوحة للأخ الكبير، ويسدل الستار على أحداث الرواية عندما يشعر أنه قد أنهى “منفاه الاختياري العنيد” عائدًا إلى حب الأخ الكبير.

تعد رواية 1984، بوصفها عمل خيالي سياسي وخيال علمي ديستوبي (منذر بنهاية العالم)، رواية كلاسيكية من حيث الحبكة والأسلوب، وقد أضيفت مصطلحاتها إلى الاستخدام الشائع منذ نشرها، ومنها: الأخ الكبير، والتفكير المزدوج، وجريمة فكر، والغرفة 101، وشاشة العرض، و2 + 2 = 5، وبئر الذكريات، بل وانتشرت صفة “أورويلي” لتعني الخداع الحكومي والمراقبة السرية وتلاعب الدولة الشمولية السلطوية بالتاريخ الموثق.

اقتباسات من رواية 1984

  • لا يمكن الاحتفاظ بالسلطة إلى الأبد إلا عبر التوفيق بين المتناقضات.
  • الهدف من وراء كل حرب، أن تصبح الدولة في وضعية أفضل لشن حروباً أخرى!
  • كلما ازداد المرء فهماً.. اتسعت هوة الوهم، وكلما اتقد ذكاؤه كان أقل حكمة.
  • إن السلطة ليست وسيلة بل غاية، فالمرء لا يقيم حكمًا استبداديًا لحماية الثورة، وإنما يشعل الثورة لإقامة حكم استبدادي.
  • الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمُحتالين والناهبين والخونة، لا يعتبر ضحية بل شريكاً في الجريمة.
  • إذا التزمت بصغائر القواعد.. يمكنك خرق كبائرها.
  • كلما ازداد الحزب قوة ومنعة قلت درجة تسامحه، وكلما ضعف معارضو السلطة اشتدت قبضة الاستبداد والطغيان.
  • السياسيون في العالم كالقرود في الغابة.. إذا تشاجروا أفسدوا الزرع، وإذا تصالحوا أكلوا المحصول.
  • ففي زمن من الأزمان كان من الجنون أن تعتقد أن الأرض تدور حول الشمس، أما اليوم فالجنون هو أن تعتقد أن الماضي غير قابل للتبديل.
  • من المستحيل أن تؤسس حضارة على الخوف والكراهية والقسوة، فمثل هذه الحضارة إن وجدت لا يمكن أن تبقى.
  • لا أحد يأبه أو يهتم لما يقوله الفقراء.
  • إذا أردت أن ترى صورة المستقبل، فتخيل حذاء يدوس على وجه بشري.. إلى الأبد.
  • إذا لم يكن من المرغوب فيه أن يكون لدى عامة الشعب وعي سياسي قوي، فكل ما هو مطلوب منهم وطنية بدائية يمكن اللجوء إليها حينما يستلزم الأمر.
  • أسرع طريقة لأنهاء الحرب هي ان تخسرها.
  • كان أمره أشبه بأمر من يحاول تحريك قطعة شطرنج فيما الموت يحاصر الملك.
  • كيف لشخص أن يؤكد سلطته على شخص آخر؟ -بخلق المعاناة في حياته.
  • في زمن الكذب والغش والخداع، يكون مجرد قول الحقيقة عملاً ثورياً.
  • إن اختيار البشر محصور بين السعادة والحرية، ومعظم الناس يختارون السعادة.
  • لا أحد يخلق ديكتاتورية ليحمي بها ثورة، الصحيح اننا نقوم بالثورة كي نصل إلى الديكتاتورية.
  • أسوأ أعدائك أحياناً هو جهازك العصبي، وما قد يحدث في نفسك من توتر يورطك في عمل لا تحمد عقباه.
  • يقولون إن الزمن يداوي كل الجراح، يقولون إن المرء بوسعه أن ينسى دائماً، بيد أن الابتسامات والدموع عبر السنين، ما تزال إلى الأن تقطع نياط قلبي.
  • وقالت غير مكترثة: «لقد خنتك». فقال لها: «وأنا أيضا خنتك».
  • الحرية هي حرية القول، ان اثنين واثنين يساويان أربعة، فإذا سُلم بذلك سار كل شيء أخر في مساره السليم.
  • فمن الممكن في نهاية المطاف أن يعلن الحزب أن اثنين واثنين يساويان خمسة وعليك أن تصدق ذلك.
  • وأول ما يجب عليك أن تدركه هو أن السلطة جماعية وأن الفرد لا يمكن أن يملك سلطة إلا بمقدار ما يتخلص من فرديته، ولعلك تعرف شعار الحزب القائل: «الحرية هي العبودية».
  • إن جريمة الفكر لا تفضي إلى الموت. إن جريمة الفكر: هي الموت نفسه.
  • فكل شيء يتلاشى في عالم من الظلال إلى حد يصبح معه حتى تاريخ السنة أمراً مشكوكاً فيه.
  • فازدواجية التفكير تعني القدرة على اعتناق معتقدين متناقضين في آن واحد وقبولهما معاً، فالمفكر الحزبي يعرف الوجهة التي يجب أن تأخذها ذكرياته عند تغاييرها.
  • فمنذ أن رأى كلمة أحبك انبثقت في جوارحه رغبة البقاء على قيد الحياة.
  • ها هنا تجد شمعة تستنير بها حتى الفراش، وها هنا منجل لحز رقبتك.
  • تغيير الماضي ضروري لسببين، أولهما وهو ثانوي أو لنقل احترازي، أن عضو الحزب مثله مثل أي فرد من طبقة البروليتاريا يحتمل ظروف حياته الراهنة لأنه لا يملك معايير للمقارنة.
  • لكن الأمر يتطلب شجاعة يائسة حتى يقتل المرء نفسه.
  • الولاء يعني انعدام التفكير، بل انعدام الحاجة للتفكير، الولاء هو عدم الوعي.
  • لو أمكن الطبقة العليا أن تحافظ للأبد على موقعها فلن يكون ذلك الا بإشاعة حالة من الجنون الخاضع للسيطرة.
  • اوبراين: كيف يفرض الإنسان سلطته على الاخر؟ وينستون: بأن يجعله يعاني.
  • قال ونستون: إن كان هناك أمل فالأمل يكمن في عامة الشعب.
  • ولن يثوروا إلا بعد أن يعوا ولن يعوا إلا بعد أن يثوروا.
  • أفهم كيف ولا أُدرك لماذا.
  • إن الواقع موجود في العقل البشري ولا يوجد في مكان سواه، إنه ليس موجوداً في العقل الفردي الذي هو عرضة للوقوع في الأخطاء، كما أنه يفنى بفناء صاحبه، إنه لا يوجد إلا في عقل الحزب الذي يتسم بأنه جماعي وخالد.
  • إن السلطة ليست وسيلة.. بل غاية.

اقرأ أيضًا:


المراجع والمصادر:
ar.wikipedia.org
abjjad.com
أحدث أقدم