أجمل أشعار الزير - أبو ليلى المهلهل

أجمل شعر الزير سالم أبو ليلى المهلهل

الزير سالم أبو ليلى المهلهل، هو عدي بن ربيعة بن الحارث التغلبي، توفي سنة 94 قبل الهجرة/الموافق 531  ميلادي، وهو شاعر وفارس من أبطال العرب في الجاهلية، من أهل نجد، وهو خال الشاعر امرؤ القيس. لقب مهلهلا، لأنه أول من هلهل نسج الشعر، أي رققه. وفي هذا المقال وضعنا لكم أجمل قصائد الزير سالم أبو ليلى المهلهل.

أجمل قصائد الزير سالم أبو ليلى المهلهل

كليب لا خير في الدنيا ومن فيها

كليب لا خير في الدنيا ومن فيها
إن أنت خليتها في من يخليها

كليب أي فتى عز ومكرمة
تحت السفاسف إذ يعلوك سافيها

نعى النعاة كليبا لي فقلت لهم
مادت بنا الأرض أم مادت رواسيها

ليت السماء على من تحتها وقعت
وحالت الأرض فانجابت بمن فيها

أضحت منازل بالسلان قد درست
تبكي كليبا ولم تفزع أقاصيها

الحزم والعزم كانا من صنيعته
ما كل الائه يا قوم أحصيها

القائد الخيل تردي في أعنتها
زهوا إذا الخيل بحت في تعاديها

الناحر الكوم ما ينفك يطعمها
والواهب المئة الحمرا براعيها

من خيل تغلب ما تلقى أسنتها
إلا وقد خضبتها من أعاديها

قد كان يصحبها شعواء مشعلة
تحت العجاجة معقودا نواصيها

تكون أولها في حين كرتها
وأنت بالكر يوم الكر حاميها

حتى تكسر شزرا في نحورهم
زرق الأسنة إذ تروى صواديها

أمست وقد أوحشت جرد ببلقعة
للوحش منها مقيل في مراعيها

ينفرن عن أم هامات الرجال بها
والحرب يفترس الأقران صاليها

يهزهون من الخطي مدمجة
كمتا أنابيبها زرقا عواليها

نرمي الرماح بأيدينا فنوردها
بيضا ونصدرها حمرا أعاليها

يا رب يوم يكون الناس في رهج
به تراني على نفسي مكاويها

مستقدما غصصا للحرب مقتحما
نارا أهيجها حينا وأطفيها

لا أصلح الله منا من يصالحكم
ما لاحت الشمس في أعلى مجاريها


يقول الزير أبو ليلى المهلهل

يقول الزير أبو ليلى المهلهل
وقلب الزير قاسي ما يلينا

وإن لان الحديد ما لان قلبي
وقلبي من الحديد القاسيينا

تريد أميه أن أصالح
وما تدري بما فعلوه فينا

فسبع سنين قد مرت علي
أبيت الليل مغموما حزينا

أبيت الليل أنعي كليبا
أقول لعله يأتي إلينا

أتتني بناته تبكي وتنعي
تقول اليوم صرنا حائرينا

فقد غابت عيون أخيك عنا
وخلانا يتامى قاصرينا

وأنت اليوم يا عمي مكانه
وليس لنا بغيرك من معينا

سللت السيف في وجه اليمامة
وقلت لها أمام الحاضرين

وقلت لها ما تقولي
أنا عمك حماة الخائفينا

كمثل السبع في صدمات قوم
أقلبهم شمالا مع يمينا

فدوسي يا يمامة فوق رأسي
على شاشي إذا كنا نسينا

فإن دارت رحانا مع رحاهم
طحناهم وكنا الطاحنينا

أقاتلهم على ظهر مهر
أبو حجلان مطلق اليدينا

فشدي يا يمامة المهر شدي
وأكسي ظهره السرج المتينا


أهاج قذاء عيني الإذكار

أهاج قذاء عيني الإذكار
هدوا فالدموع لها انحدار

وصار الليل مشتملا علينا
كأن الليل ليس له نهار

وبت أراقب الجوزاء حتى
تقارب من أوائلها انحدار

أصرف مقلتي في إثر قوم
تباينت البلاد بهم فغاروا

وأبكي والنجوم مطلعات
كأن لم تحوها عني البحار

على من لو نعيت وكان حيا
لقاد الخيل يحجبها الغبار

دعوتك يا كليب فلم تجبني
وكيف يجيبني البلد القفار

أجبني يا كليب خلاك ذم
ضنينات النفوس لها مزار

أجبني يا كليب خلاك ذم
لقد فجعت بفارسها نزار

سقاك الغيث إنك كنت غيثا
ويسرا حين يلتمس اليسار

أبت عيناي بعدك أن تكفا
كأن غضا القتاد لها شفار

وإنك كنت تحلم عن رجال
وتعفو عنهم ولك اقتدار

وتمنع أن يمسهم لسان
مخافة من يجير ولا يجار

وكنت أعد قربي منك ربحا
إذا ما عدت الربح التجار

فلا تبعد فكل سوف يلقى
شعوبا يستدير بها المدار

يعيش المرء عند بني أبيه
ويوشك أن يصير بحيث صاروا

أرى طول الحياة وقد تولى
كما قد يسلب الشيء المعار

كأني إذ نعى الناعي كليبا
تطاير بين جنبي الشرار

فدرت وقد عشي بصري عليه
كما دارت بشاربها العقار

سألت الحي أين دفنتموه
فقالوا لي بسفح الحي دار

فسرت إليه من بلدي حثيثا
وطار النوم وامتنع القرار

وحادت ناقتي عن ظل قبر
ثوى فيه المكارم والفخار

لدى أوطان أروع لم يشنه
ولم يحدث له في الناس عار

أتغدوا يا كليب معي إذا ما
جبان القوم أنجاه الفرار

أتغدوا يا كليب معي إذا ما
خلوق القوم يشحذها الشفار

أقول لتغلب والعز فيها
أثيروها لذلكم انتصار

تتابع إخوتي ومضوا لأمر
عليه تتابع القوم الحسار

خذ العهد الأكيد علي عمري
بتركي كل ما حوت الديار

وهجري الغانيات وشرب كأس
ولبسي جبة لاتستعار

ولست بخالع درعي وسيفي
إلى أن يخلع الليل النهار

وإلا أن تبيد سراة بكر
فلا يبقى لها أبدا أثار


هل عرفت الغداة من أطلال

هل عرفت الغداة من أطلال
رهن ريح وديمة مهطال

يستبين الحليم فيها رسوما
دارسات كصنعة العمال

قد راها وأهلها أهل صدق
لا يريدون نية الارتحال

يا لقومي للوعة البلبال
ولقتل الكماة والأبطال

ولعين تبادر الدمع منها
لكليب إذ فاقها بانهمال

لكليب إذ الرياح عليه
ناسفات التراب بالأذيال

إنني زائر جموعا لبكر
بينهم حارث يريد نضالي

قد شفيت الغليل من ال بكر
أل شيبان بين عم وخال

كيف صبري وقد قتلتم كليبا
وشقيتم بقتله في الخوالي

فلعمري لأقتلن بكليب
كل قيل يسمى من الأقيال

ولعمري لقد وطئت بني بكر
بما قد جنوه وطء النعال

لم أدع غير أكلب ونساء
وإماء حواطب وعيال

فاشربوا ما وردتم الان منا
واصدروا خاسرين عن شر حال

زعم القوم أننا جار سوء
كذب القوم عندنا في المقال

لم ير الناس مثلنا يوم سرنا
نسلب الملك بالرماح الطوال

يوم سرنا إلى قبائل عوف
بجموع زهاؤها كالجبال

بينهم مالك وعمرو وعوف
وعقيل وصالح بن هلال

لم يقم سيف حارث بقتال
أسلم الوالدات في الأثقال

صدق الجار إننا قد قتلنا
بقبال النعال رهط الرجال

لا تمل القتال يا ابن عباد
صبر النفس إنني غير سال

يا خليلي قربا اليوم مني
كل ورد وأدهم صهال

قربا مربط المشهر مني
لكليب الذي أشاب قذالي

قربا مربط المشهر مني
واسألاني ولا تطيلا سؤالي

قربا مربط المشهر مني
سوف تبدو لنا ذوات الحجال

قربا مربط المشهر مني
إن قولي مطابق لفعالي

قربا مربط المشهر مني
لكليب فداه عمي وخالي

قربا مربط المشهر مني
لأعتناق الكماة والأبطال

قربا مربط المشهر مني
سوف أصلي نيران ال بلال

قربا مربط المشهر مني
إن تلاقت رجالهم ورجالي

قربا مربط المشهر مني
طال ليلي وأقصرت عذالي

قربا مربط المهر مني
يا لبكر وأين منكم وصالي

قربا مربط المشهر مني
لنضال إذا أرادوا نضالي

قربا مربط المشهر مني
لقتيل سفته ريح الشمال

قربا مربط المشهر مني
مع رمح مثقف عسال

قربا مربط المهر مني
قرباه وقربا سربالي

ثم قولا لكل كهل وناش
من بني بكر جردوا للقتال

قد ملكناكم فكونوا عبيدا
مالكم عن ملاكنا من مجال

وخذوا حذركم وشدوا وجدوا
واصبروا للنزال بعد النزال

فلقد أصبحت جمائع بكر
مثل عاد إذ مزقت في الرمال

يا كليبا أجب لدعوة داع
موجع القلب دائم البلبال

فلقد كنت غير نكس لدى البأس
ولا واهن ولا مكسال

قد ذبحنا الأطفال من ال بكر
وقهرنا كماتهم بالنضال

وكررنا عليهم وانثنينا
بسيوف تقد في الأوصال

أسلموا كل ذات بعل وأخرى
ذات خدر غراء مثل الهلال

يا لبكر فأوعدوا ما أردتم
واستطعتم فما لذا من زوال


طفلة ما ابنة المجلل بيضاء

طفلة ما ابنة المجلل بيضاء
لعوب لذيذة في العناق

فاذهبي ما إليك غير بعيد
لا يؤاتي العناق من في الوثاق

ضربت نحرها إلي وقالت
يا عديا لقد وقتك الأواقي

ما أرجي في العيش بعد نداماي
أراهم سقوا بكأس حلاق

بعد عمرو وعامر وحيي
وربيع الصدوف وابني عناق

وامرئ القيس ميت يوم أودى
ثم خلى علي ذات العراقي

وكليب شم الفوارس إذ حمم
رماه الكماة بالإتفاق

إن تحت الاحجار جدا ولينا
وخصيما ألد ذا معلاق

حية في الوجار أربد لا تنفع
منه السليم نفثة راق

لست أرجو لذة العيش ما
أزمت أجلاد قد بساقي

جللوني جلد حوب فقد
جعلوا نفسي عند التراقي


أن في الصدر من كليب شجونا

أن في الصدر من كليب شجونا
هاجسات نكأن منه الجراحا

أنكرتني حليلتي إذ رأتني
كاسف اللون لا أطيق المزاحا

ولقد كنت إذ أرجل رأسي
ما أبالي الإفساد والإصلاحا

بئس من عاش في الحياة شقيا
كاسف اللون هائما ملتاحا

يا خليلي ناديا لي كليبا
واعلما أنه ملاق كفاحا

يا خليلي ناديا لي كليبا
واعلما أنه هائما ملتاحا

يا خليلي ناديا لي كليبا
قبل أن تبصر العيون الصباحا

لم نر الناس مثلنا يوم سرنا
نسلب الملك غدوة ورواحا

وضربنا بمرهفات عتاق
تترك الهدم فوقهن صياحا

ترك الدار ضيفنا وتولى
عذر الله ضيفنا يوم راحا

ذهب الدهر بالسماحة منا
يا أذى الدهر كيف ترضى الجماحا

ويح أمي وويحها لقتيل
من بني تغلب وويحا وواحا

يا قتيلا نماه فرع كريم
فقده قد أشاب مني المساحا

كيف أسلو عن البكاء وقومي
قد تفانوا فكيف أرجو الفلاحا


أليلتنا بذي حسم أنيري

أليلتنا بذي حسم أنيري
إذا أنت انقضيت فلا تحوري

فإن يك بالذنائب طال ليلي
فقد أبكي من الليل القصير

وأنقذني بياض الصبح منها
لقد أنقذت من شر كبير

كأن كواكب الجوزاء عود
معطفة على ربع كسير

كأن الفرقدين يدا بغيض
ألح على إفاضته قميري

أرقت وصاحبي بجنوب شعب
لبرق في تهامة مستطير

فلو نبش المقابر عن كليب
فيعلم بالذنائب أي زير

بيوم الشعثمين أقر عينا
وكيف لقاء من تحت القبور

وأني قد تركت بواردات
بجيرا في دم مثل العبير

هتكت به بيوت بني عباد
وبعض الغشم أشفى للصدور

على أن ليس يوفى من كليب
إذا برزت مخبأة الخدور

وهمام بن مرة قد تركنا
عليه القشعمان من النسور

ينوء بصدره والرمح فيه
ويخلجه خدب كالبعير

قتيل ما قتيل المرء عمرو
وجساس بن مرة ذو ضرير

كأن التابع المسكين فيها
أجير في حدابات الوقير

على أن ليس عدلا من كليب
إذا خاف المغار من المغير

على أن ليس عدلا من كليب
إذا طرد اليتيم عن الجزور

على أن ليس عدلا من كليب
إذا ما ضيم جار المستجير

على أن ليس عدلا من كليب
إذا ضاقت رحيبات الصدور

على أن ليس عدلا من كليب
إذا خاف المخوف من الثغور

على أن ليس عدلا من كليب
إذا طالت مقاساة الأمور

على أن ليس عدلا من كليب
إذا هبت رياح الزمهرير

على أن ليس عدلا من كليب
إذا وثب المثار على المثير

على أن ليس عدلا من كليب
إذا عجز الغني عن الفقير

على أن ليس عدلا من كليب
إذا هتف المثوب بالعشير

تسائلني أميمة عن أبيها
وما تدري أميمة عن ضمير

فلا وأبي أميمة ما أبوها
من النعم المؤثل والجزور

ولكنا طعنا القوم طعنا
على الأثباج منهم والنحور

نكب القوم للأذقان صرعى
ونأخذ بالترائب والصدور

فلولا الريح أسمع من بحجر
صليل البيض تقرع بالذكور

فدى لبني شقيقة يوم جاءوا
كاسد الغاب لجت في الزئير

غداة كأننا وبني أبينا
بجنب عنيزة رحيا مدير

كأن الجدي جدي بنات نعش
يكب على اليدين بمستدير

وتخبو الشعريان إلى سهيل
يلوح كقمة الجبل الكبير

وكانوا قومنا فبغوا علينا
فقد لاقاهم لفح السعير

تظل الطير عاكفة عليهم
كأن الخيل تنضح بالعبير


كنا نغار على العواتق أن ترى

كنا نغار على العواتق أن ترى
بالأمس خارجة عن الأوطان

فخرجن حين ثوى كليب حسرا
مستيقنات بعده بهوان

فترى الكواعب كالظباء عواطلا
إذ حان مصرعه من الأكفان

يخمشن من أدم الوجوه حواسرا
من بعده ويعدن بالأزمان

متسلبات نكدهن وقد ورى
أجوافهن بحرقة ورواني

ويقلن من للمستضيق إذا دعا
أم من لخضب عوالي المران

أم لا تسار بالجزور إذا غدا
ريح يقطع معقد الأشطان

أم من لاسباق الديات وجمعها
ولفادحات نوائب الحدثان

كان الذخيرة للزمان فقد أتى
فقدانه وأخل ركن مكاني

يا لهف نفسي من زمان فاجع
ألقى علي بكلكل وجران

بمصيبة لا تستقال جليلة
غلبت عزاء القوم وللشبان

هدت حصونا كن قبل ملاوذا
لذوي الكهول معا والنسوان

أضحت وأضحى سورها من بعده
متهدم الأركان والبنيان

فابكين سيد قومه واندبنه
شدت عليه قباطي الأكفان

وابكين للأيتام لما أقحطوا
وابكين عند تخاذل الجيران

وابكين مصرع جيده متزملا
بدمائه فلذاك ما أبكاني

فلأ تركن به قبائل تغلب
قتلى بكل قرارة ومكان

قتلى تعاورها النسور أكفها
ينهشنها وحواجل الغربان
أحدث أقدم