شعر رثاء صديق

شعر حزين عن موت الصديق

قصائد حزينة عن موت الصديق

قصيدة: مضى الشقيق لروحي فهي موحشة

  • الشاعر ناصيف اليازجي، يرثي صديق له

مضى الشقيق لروحي فهي موحشة
وبان شطر فؤادي فهو منفطر

قد كنت أنتظر البشرى برؤيته
فجاءني غير ما قد كنت أنتظر

إن كان قد فات شهد الوصل منه فقد
رضيت بالصبر لكن كيف أصطبر

أحب شيء لعيني حين أذكره
دمع وأطيب شيء عندها السهر

هذا الصديق الذي كانت مودته
كالكوثر العذب لا يغتالها الكدر

صافي السريرة محض الود لا ملق
في لفظه لا ولا في قلبه وضر

عف الإزار حصيف زاهد ورع
لا تزدهيه بدور الأفق والبدر

يغشى المساجد في الأسحار معتكفا
وقد طوت ليله الأوراد والسور

هو الكريم الجواد ابن الجواد له
بالفضل يشهد بدو الأرض والحضر

يبكيه نظم القوافي والصحائف
والأقلام والخطب الغراء والسمر

لا غرو إن أحزن الزوراء مصرعه
فحزنه فوق لبنان له قدر

وإن يكن فاته نهر السلام ففي
دار السلام له الأنهار تنفجر

مضى إلى الله حيى الله طلعته
بالمكرمات وحيى تربه المطر

لئن سلاه فؤادي ما بقيت فقد
ركبت في الحب ذنبا ليس يغتفر

لا أفلح البين ما أمضى مضاربه
كالبرق يخطف من إيماضه البصر

نسعى ونجمع ما نجني فيسلبه
منا جزافا ويمضي وهو مفتقر

إن الحياة كظل مال منتقلا
إلى حيوة بدار الخلد تنتظر

هي الطريق التي تفضي إلى خطر
وحبذا السير لولا ذلك الخطر

نمسي ونصبح في خوف يطول بها
فلا يطيب لنا ورد ولا صدر

إذا انجلت غمرة قامت صواحبها
فليس تنفك عن تاريخها الغمر


قصيدة: لقد سجمت من دمع عيني عبرة

  • للصحابي الجليل حسان بن ثابت، يرثي صديقه سعد بن معاذ

لقد سجمت من دمع عيني عبرة
وحق لعيني أن تفيض على سعد

قتيل ثوى في معرك فجعت به
عيون ذواري الدمع دائمة الوجد

على ملة الرحمن وارث جنة
مع الشهداء وفدها أكرم الوفد

فإن تك قد ودعتنا وتركتنا
وأمسيت في غبراء مظلمة اللحد

فأنت الذي يا سعد أبت بمشهد
كريم وأثواب المكارم والحمد

بحكمك في حيي قريظة بالذي
قضى الله فيهم ما قضيت على عمد

فوافق حكم الله حكمك فيهم
ولم تعف إذ ذكرت ما كان من عهد

فإن كان ريب الدهر أمضاك في الألى
شروا هذه الدنيا بجناتها الخلد

فنعم مصير الصادقين إذا دعوا
إلى الله يوما للوجاهة والقصد


وقال حسان بن ثابت أيضاً يبكي سعد بن معاذ ورجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشهداء ويذكرهم بما كان فيهم من الخير:
ألا يا لقومي هل لما حم دافع
وهل ما مضى من صالح العيش راجع

تذكرت عصرا قد مضى فتهافتت
بنات الحشى وانهل مني المدامع

صبابة وجد ذكرتني أحبة
وقتلى مضى فيها طفيل ورافع

وسعد فأضحوا في الجنان وأوحشت
منازلهم فالأرض منهم بلاقع

وفوا يوم بدر للرسول وفوقهم
ظلال المنايا والسيوف اللوامع

دعا فأجابوه بحق وكلهم
مطيع له في كل أمر وسامع

فما نكلوا حتى تولوا جماعة
ولا يقطع الآجال إلا المصارع

لأنهم يرجون منه شفاعة
إذا لم يكن إلا النبيون شافع

فذلك يا خير العباد بلاؤنا
إجابتنا لله والموت ناقع

لنا القدم الأولى إليك وخلفنا
لأولنا في ملة الله تابع

ونعلم أن الملك لله وحده
وأن قضاء الله لا بد واقع


قصيدة: تبكي عيون الأنام قرتها

تبكي عيون الأنام قرتها
ونورها بينهم وبهجتها

ودت لو ان بالعمى قد اكتحلت
ولم يغب من يزين نظرتها

والكبد يا ويح كبد ناضجة
والنفس هد الفراق قوتها

أحقا إن الحسين غادرنا
لبقعة أسكنته تربتها

فإن يكن فهي أمه أخذت
من حسنه حظها وحصتها

وكان قد شاقها محبته
فأطفأت بالعناق جمرتها

فلا تلم في القلوب منكسرا
فحبه قد أصاب حبتها

فكم رأينا من خلقه دررا
إذا انتقيت وجدت صفوتها

كالبدر زانته في السما نجم
وزانهن وكان غرتها

أبو الخصال التي سمعت بها
لكنه يستقل كثرتها

أذلها حلمه فطاعت له
حتى امتطى في الأنام صهوتها

فسل بيوت الإله عنه ومن
أحيا بفيض العطاء سنتها

مدارس العلم شاهدات له
لولا القضا أسمعتك حسرتها

سقى الإله الكريم تربته
وناله من نواله ما اشتهى


قصيدة: رثاء صديق

  • الشاعر جريس معمر
لقد أبكرت يا رجل الرجال
وأسرجت المنون بلا سؤال

فأججت الأسى في كل قلب
وجارحة وما أبقيت سالي

نعى الناعي فروّعنا جميعاً
وجاز الجرح حد الاحتمال

هل الأيام تغدر في أديب
سما فوق المصالح لا يمالي

خسرنا الحلم والخلق المزكّى
خسرنا هيبة الرجل المثالي

فلم أتوقع المأساة أصلاً
ولا خطرت ولا جالت ببالي

ضياعك يا صديقي كان مرّاً
أضاع النور في حلك الليالي

تؤم الناس بيتك كي تعزي
ولكن من يعزيني بحالي

أنا المجروح من موت تدلى
ليغدر في صديق كان غالي

إذا سلب الردى منا أديباً
فذكره سوف يحيا في الخيال

سيحيا في قلوب الناس فكراً
سيبقى فلذة الأكباد مالي

سيبقى في رحاب الخلد نسراً
يحاكي مجده قمم الجبال

فيا زوج الفقيد رزقت صبراً
فإن الصبر من شيم الكمال

إذا اشتدت رياح الهوج فالدرع
أنت وأنت يا سند الرجال

تعزينا بأن خلفت نسلاً
كريم الأصل من أرقى الرجال

تعزينا بأن خلفت كنزاً
من الأخلاق من أسمى الخصال

أعزّي الأصدقاء كما أعزي
أشقاء الفقيد مع العيال

رعى الله الفقيد بكل خير
وأسكنه فسيحات الظلال


قصيدة: يقولون رشدي مات قلت صدقتم

  • الشاعر أحمد شوقي
يقولون رشدي مات قلت صدقتم
ومات صوابي يوم ذام وامالي

وركني الذي للنائبات أعده
وذخري في الماضي وعوني على الحال

وسعدي الذي خان الزمان وطالعي
وفخري إذا ألقى الرجال وإجلالي

أرشدي لقد عشت الذي عشت سيدا
ولم تك عبد الجاه والأمر والمال

ولم تأل كتب العلم درسا ومطلبا
ولم تك عنها في الثمانين بالسالي

وكنت تحل الفضل أسمى محلة
وتنزل أهل الفضل في المنزل العالي

ولم تتخير ألف خل وصاحب
ولكن من تختاره الواحد الغالي

حبيتك والدنيا تحبك كلها
وزدتك حبا عندما كثر القالي

وقست بك الأعيان حيا وميتا
فوالله ما جاء القياس بأمثال

ولو أن إنسانا من الموت يفتدى
فديتك بالنفس النفيسة والال


أحدث أقدم