لعمرك ليس فوق الأرض باق – ناصيف اليازجي

لعمرك ليس فوق الأرض باق، ولا مما قضاه الله واق

قصيدة: لعمرك ليس فوق الأرض باق

  • للشاعر: ناصيف البازجي

لعمرك ليس فوق الأرض باق
ولا مما قضاه الله واق

وما للمرء حظ غير قوت
وثوب فوقه عقد النطاق

وما للميت إلا قيد باع
ولو كانت له أرض العراق

وكم يمضي الفراق بلا لقاء
ولكن لا لقاء بلا فراق

أضل الناس في الدنيا سبيلا
محب بات منها في وثاق

وأخسر ما يضيع العمر فيه
فضول المال تجمع للرفاق

وأفضل ما اشتغلت به كتاب
جليل نفعه حلو المذاق

وعشرة حاذق فطن حكيم
يفيدك من معانيه الدقاق

هناك المجد ينهض من خمول
بصاحبه إلى أعلى الطباق

وينشي الذكر بين الناس حتى
يقوم به على قدم وساق

مضى ذكر الملوك بكل عصر
وذكر السوقة العلماء باق

وكم علم جنى مالا وجاها
وكم مال جنى حرب السباق

وما نفع الدراهم مع جهول
يباع بدرهم وقت النفاق

إذا حمل النضار على نياق
فأي الفخر يحسب للنياق

وأقبح ما يكون غنى بخيل
يغص وماؤه ملء الزقاق

إذا ملكت يداه الفلس أمسى
رقيقا ليس يطمع في العتاق

ألا يا جامع الأموال هلا
جمعت لها زمانا لافتراق

رأيتك تطلب الأبحار جهلا
وأنت تكاد تغرق في السواقي

إذا أحرزت مال الأرض طرا
فما لك فوق عيشك من تراق

أتأكل كل يوم ألف كبش
وتلبس ألف طاق فوق طاق

فضول المال ذاهبة جزافا
كماء صب في كأس دهاق

يفيض سدى وقد يسطو عليها
فينقص ملأها عند اندفاق

مضت دول العلوم الزهر قدما
وقامت دولة الصفر الرقاق

وأبرزت الخلاعة معصميها
وبات الجهل ممدود الرواق

فأصبح يدعي بالسبق جهلا
زعانف يعجزون عن اللحاق

إذا هلكت رجال الحي أضحى
صبي القوم يحلف بالطلاق

أسر الناس في الدنيا جهول
يفكر في اصطباح واغتباق

وأتعبهم رئيس كل يوم
يكون لكل ملسوع كراق

وأيسر كل موت موت عبد
فقير زاهد حسن السياق

فليس له على ما فات حزن
وليس بخائف مما يلاقي
أحدث أقدم