علاج العين بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية

علاج العين بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية

العين

حقيقة العين أنها: نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر قد يؤدي إلى قتله أو إصابته، وقد ينظر العائن إلى إنسان صحيح فيمرض أو شيء صحيح فينكسر أو يؤثر فيه.

والعين هي السبب الغالب لكثيرٍ من أمراض الناس بعد قضاء الله سبحانه وتعالى لكثرة انتشار الحسد والعياذ بالله. وقد قال عليه الصلاة والسلام: أكثر ما يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره العين. 

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن العين حق، فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا. رواه مسلم.

علاج العين

اولاً: الوقاية من الإصابة بالعين:

  • التحصن وتحصين من يخاف عليه بالأذكار، والدعوات، والتعوذات المشروعة، ومن ذلك:
    • قول “بسم الله الرحمن الرحيم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم” ثلاث مرات في الصباح والمساء.
    • قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة وعند النوم، وفي الصباح والمساء.
    • قراءة “قل هو ا لله أحد” والمعوذتين ثلاث مرات في الصباح والمساء وعند النوم.
    • قول “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” مائة مرة كل يوم.
    • المحافظة على أذكار الصباح والمساء، والأذكار أدبار الصلوات، وأذكار النوم، والاستيقاظ منه، وأذكار دخول المنزل والخروج منه، وأذكار الركوب، وأذكار دخول المسجد والخروج منه، ودعاء دخول الخلاء والخروج منه، ودعاء من رأى مبتلى، وغير ذلك وقد ذكر الشيخ/ سعيد بن علي بن وهف القحطاني في كتابه (حصن المسلم) كثيراً من ذلك على حسب الأحوال، والمناسبات، والأماكن والأوقات، ولا شك أن المحافظة على ذلك من الأسباب التي تمنع الإصابة بالسحر، والعين، والجان بإذن الله تعالى وهي أيضاً من أعظم العلاجات بعد الإصابة بهذه الآفات وغيرها.
    • أكل سبع تمرات على الريق صباحاً إذا أمكن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: “من اصطبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر”، والأكمل أن يكون من تمر المدينة مما بين الحرتين كما في رواية مسلم، ويرى سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله أن جميع تمر المدينة توجد فيه هذه الصفة لقوله صلى الله عليه وسلم: “من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح...” كما يرى رحمه الله أن ذلك يرجى لمن أكل سبع تمرات من غير تمر المدينة مطلقاً.
  • يدعو من يخشى أو يخاف الإصابة بعينه – إذا رأى من نفسه أو ماله أو ولده أو أخيه أو غير ذلك مما يعجبه – بالبركة “ما شاء الله لا قوة إلا بالله اللهم بارك عليه” لقوله صلى اللهعليه وسلم : “إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة”.
  • ستر محاسن من يخاف عليه العين.

ثانياً: علاج المصاب بالعين:

  • إذا عُرف العائن أُمر أن يتوضأ ثم يقوم المصاب بالعين بالاغتسال بالماء الذي توضأ به العائن.
  • الإكثار من قراءة “قل هو الله أحد” والمعوذتين، وسورة الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والأدعية المشروعة في الرقية مع النفث ومسح موضع الألم باليد اليمنى، ومن ذلك:
    • أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك (سبع مرات).
    • يضع المريض يده على الذي يؤلمه من جسده ويقول: “بسم الله” ثلاث مرات، ويقول: “أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر (سبع مرات)”.
    • اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً.
    • أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
    • أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
    • أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
    • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق، وبرأ وذرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن.
    • اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء.
    • بسم الله الرحمن الرحيم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك.
    • بسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد ومن شر كل ذي عين.
    • بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من حسد حاسد ومن كل ذي عين الله يشفيك.
وهذه التعوذات، والدعوات، والرقى يعالج بها من السحر، والعين، ومس الجان، وجميع الأمراض؛ فإنها رقى جامعة نافعة بإذن الله تعالى.
  • يقرأ في ماء مع النفث ثم يشرب منه المريض ويصب عليه الباقي، أو يقرأ في زيت ويدهن به، وإذا كانت القراءة في ماء زمزم كان أكمل إن تيسر، أو ماء السماء.
  • لا بأس أن تكتب للمريض آيات من القرآن ثم تغسل ويشربها، ومن ذلك: سورة الفاتحة، وآية الكرسي، والآيتان الأخيرتان من سورة البقرة، وقل هو الله أحد، والمعوذتين والأدعية المشروعة في الرقية.

ثالثاً: عمل الأسباب التي تدفع عين الحاسد

في ما يلي، عشرة أسباب يندفع بها شر الحاسد، والعائن، والساحر:
  • الاستعاذة بالله من شره.
  • تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه سبحانه “أحفظ الله يحفظك”.
  • الصبر على الحاسد والعفو عنه فلا يقاتله، ولا يشكوه، ولا يحدث نفسه بأذاه.
  • التوكل على الله فمن يتوكل على الله فهو حسبه.
  • لا يخاف الحاسد ولا يملأ قلبه بالفكر فيه وهذا من أنفع الأدوية.
  • الإقبال على الله والإخلاص له وطلب مرضاته سبحانه.
  • التوبة من الذنوب لأنها تسلط على الإنسان أعداءه {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}[الشورى: 30].
  • الصدقة والإحسان ما أمكن فإن لذلك تأثيراً عجيباً في دفع البلاء والعين وشر الحاسد.
  • إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه فكلما ازداد لك أذى وشراً وبغياً وحسداً ازددت إليه إحساناً وله نصيحة وعليه شفقة وهذا لا يوفق له إلا من عظم حظه من الله.
  • تجريد التوحيد وإخلاصه للعزيز الحكيم الذي لا يضر شيء ولا ينفع إلا بإذنه سبحانه وهو الجامع لذلك كله وعليه مدار هذه الأسباب، فالتوحيد حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين.

المصدر:
أحدث أقدم