الحسد من الصفات الذميمة القبيحة وهو داء منصف يفتك بصاحبة ويرديه إلى المهالك،
(قاتل الله الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله).
قال الله سبحانه وتعالى في سورة الفلق: {قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، ومن
شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد}، وقال تعالى
في الآية 54 من سورة النساء: {أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله}،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن
كل ذي نعمة محسود).
أبيات شعر قصيرة عن الحسد والحسود
في ما يلي، أجمل الاقتباسات الشعرية عن الحسد والحسود:
- قال أبو الطيب المتنبي:
وكيف لا يحسد امرؤ علم ** له على كل هامة قدم
وقال أيضًا:
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه ** أني بما أنا باك منه محسود
وقال أيضًا:
سوى وجع الحساد داو فإنه ** إذا حل في قلب فليس يزول
ولا تطمعن من حاسد في مودة ** وإن كنت تبديها له وتنيل
- وقال أبو العلاء المعري:
إذا صغر اسما حاسدوك فلا ترع ** لذلك والدنيا بسعدك تغفر
فإن الثريا واللجين وحسبنا ** بها وسهيلا كلهن مصغر
وقال أيضًا:
لا بد للروح أن تنأى عن الجسد ** فلا تخيم على الأضغان والحسد
وقال أيضًا:
الملك لله لا تنفك في تعب ** حتى تزال أرواح وأجساد
ولا يرى حيوان لا يكون له ** فوق البسيطة أعداء وحساد
- وقال أبو الأسود الدؤلي:
حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه ** فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ** حسدا وبغضا إنه لدميم
وترى اللبيب محسدا لم يجترم ** شتم الرجال وعرضه مشتوم
وكذاك من عظمت عليه نعمة ** حساده سيف عليه صروم
- وقال حبيب الطائي:
وإذا أراد الله نشر فضيلة ** طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ** ما كان يعرف طيب عرف العود
لولا التخوف للعواقب لم تزل ** للحاسد النعمى على المحسود
- وقال الشريف المرتضى:
ومن السعادة أن تموت وقد مضى ** من قبلك الحساد والأعداء
فبقاء من حرم المراد فناؤه ** وفناء من بلغ المراد بقاء
والناس مختلفون في أحوالهم ** وهم إذا جاء الردى أكفاء
وقال أيضًا:
ورب حسود يزدريني بقلبه ** إذا رام نطقا أخرسته المناقب
وقال أيضًا:
ولا تدن الحسود فذاك عر ** مضض لا يعالج بالهناء
- وقال أحمد شوقي:
وقد أنسى الإساءة من حسود ** ولا أنسى الصنيعة والفعالا
- وقال ابن المعتز:
اصبر على كيد الحسود ** فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها ** إن لم تجد ما تأكله
وقال أيضًا:
ما عابني إلا الحسود ** وتلك من إحدى المناقب
وإذا فقدت الحاسدين ** فقدت في الناس الأطايب
- وقال يزيد بن معاوية:
إن يحسدوني على موتي فوا أسفي ** حتى على الموت لا أخلو من الحسد
- وقال دعبل الخزاعي:
إني حسدت فزاد الله في حسدي ** لا عاش من عاش يوما غير محسود
ما يحسد المرء إلا من فضائله ** بالعلم والظرف أو بالبأس والجود
وقال أيضًا:
وذي حسد يغتابني حين لا يرى ** مكاني ويثني صالحا حين أسمع
تورعت أن أغتابه من ورائه ** وما هو إن يغتابني متورع
ويضحك في وجهي إذا ما لقيته ** ويهمزني بالغيب سرا ويلسع
ملأت عليه الأرض حتى كأنما ** يضيق عليه رحبها حين أطلع
وقال أيضًا:
فلا تحسد الكلب أكل العظام ** فعند الخراءة ما ترحمه
تراه وشيكا تشكى أسته ** كلوما جناها عليه فمه
إذا ما أهان امرؤ نفسه ** فلا أكرم الله من يكرمه
- وقال المعافى بن زكريا:
ألا قل لمن كان لي حاسدا ** أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في فعله ** لأنك لم ترض لي ما وهب
فأخزاك عنه بأن زادني ** وسد عليك وجوه الطلب
- وقال أبو تمام:
واعذر حسودك فيما قد خصصت به ** إن العلا حسن في مثلها الحسد
- وقال البحتري:
ولن تستبين الدهر موضع نعمة ** إذا أنت لم تدلل عليها بحاسد
وقال أيضًا:
إياك أن تطمع في حاسد ** في كل ما بيديه من وده
فإنه ينقض في سرعة ** جميع ما يبرم من عقده
وقال أيضًا:
عشنا بأنعم عيش ** إلفين كالغصنين
فلم يزل عجب عيني ** بألفة الإلفين
حتى رماني بسهم ** المنون عن قوسين
أليس من شؤم بختي ** أصبت نفسي بعيني
- وقال السابوري:
لا تغترر بحاسد ذي ملق ** يبدي خلاف ما به من حنق
إذا سمعت نعمة من حاسد ** فكن كمن ليس له بشاهد
غم عليه أمر ما تحاول ** واخف عنه علم ما تزاول
كيما تكون من أذاه سالما ** إن الحسود ليس عنك نائما
أرى الحسود الدهر في بلاء ** ما دام من يحسد في رخاء
وحاسد النعمة لا يرضيه ** إلا زوالها ولو تعنبه
فإن رأى فيك سرورا بُهتا ** وزلة إن تبد منك شمتا
- وقال بشار بن برد:
إن يحسدوني فإني غير لائمهم ** قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم ** ومات أكثرنا غيظا بما يجد
أنا الذي وجدوني في صدورهم ** لا أرتقي صدرا منها ولا أرد
وما أؤمل من أمر يسوؤهم ** إلا وعندي لهم من مثله مدد
- وقال هبة الله بن عمران:
وذي عيوب بغى عيبي فأعوزه ** فظل يحسدني للعلم والأدب
نزهت نفسي عنه غير مكترث ** بفعله فأتى بالزور والكذب
- وقال عرقلة الدمشقي:
بكى لي حاسدي ميتا وأدري ** بضحك فؤاده بين الضلوع
وأكذب ما يكون الحزن يوما ** إذا كان البكاء بلا دموع
- وقال ابن خاتمة الأندلسي:
إن تذم الحسود ذمك جهرا ** أو تنل منه نال منك وعيا
فإذا ما سموته بكمال ** نلت منه ولم ينل منك شيئا
- وقال أبو الحسن التهامي:
إني لأرحم حاسدي لحر ما ** ضمت صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم ** في جنة وقلوبهم في نار
- وقال ابن وكيع التنيسي:
لا تحسدن صديقا ** على تزايد نعمه
فإن ذلك عندي ** سقوط نفس وهمة
- وقال محمود الوراق:
أعطيت كل الناس من نفسي الرضا ** إلا الحسود فإنه أعياني
ما إن لي ذنبا إليه علمته ** إلا تظاهر نعمة الرحمن
يطوي على حنق حشاه لأن رأى ** عندي كمال غنى وفضل بيان
وأبى فما يرضيه إلا ذلتي ** وذهاب أموالي وقطع لساني
- وقال عمر بن الوردي:
واصبر على الحساد صبر مدبر ** قد أظهر الإقبال في الإدبار
كم نال بالتدبير من هو صابر ** ما لم ينله بعسكر جرار
- وقال جذيمة الأبرش:
ليس للحاسد إلا ما حسد ** وله البغضاء من كل أحد
وأرى الوحدة خيرا للفتى ** من جليس السوء فانهض إن قعد
- وقال سالم بن وابصة:
ونيرب من موالي السوء ذي حسد ** يقتات لحمي ولا يشفيه من قرم
داويت صدرا طويلا غمره حقدا ** منه وقلمت أظفارا بلا جلم
بالحزم والخير أسديه وألحمه ** تقوى الإله وما لم يرع من رحمي
فأصبحت قوسه دوني موترة ** يرمي عدوي جهارا غير مكتتم
إن من الحلم ذلا أنت عارفة ** والحلم عن قدرة فضل من الكرام
- وقال نصر بن سيار:
لقد نشأت وحسادي ذوو عدد ** يا ذا المعارج لا تنقص لهم عددا
إن يحسدوني على ما كان من حسن ** فمثل حسن بلائي جر لي حسدا
- وقال ابن بلال الأنصاري:
عين الحسود عليك الدهر حارسه ** تبدي مساويك والإحسان يخفيها
فاحذر حراستها واحذر تكشفها ** وكن على قدر ما توليك توليها
- وقال محمد الوحيدي:
لا تحسدن فهو باب الغم ** راكبه مرتبك في الإثم
لم يرض من خالقه في القسم ** وأصله الكبر وسوء الوهم
- وقال علي بن أبي طالب:
وذر الحسود ولو صفا لك مرة ** أبعده عن رؤياك لا يستجلب
- وقال مروان بن أبي حفصة:
ما ضرني حسد اللئام ولم يزل ** ذو الفضل يحسده ذوو التقصير
- وقال عمر بن لجأ التيمي:
إن العرانين تلقاها محسدة ** ولن ترى للئام الناس حسدا
- وقال الطغرائي:
جامل عدوك ما استطعت فإنه ** بالرفق يطمع في صلاح الفاسد
واحذر حسودك ما استطعت فإنه ** إن نمت عنه فليس عنك براقد
إن الحسود وإن أراك توددا ** منه أضر من العدو الحاقد
ولربما رضي العدو إذا رأى ** منك الجميل فصار غير معاند
ورضا الحسود زوال نعمتك التي ** أوتيتها من طارف أو تالد
فاصبر على غيظ الحسود فناره ** ترمي حشاه بالعذاب الخالد
تضفو على المحسود نعمة ربه ** ويذوب من كمد فؤاد الحاسد
- وقال أحد الشعراء:
إن شئت قتل الحاسدين تعمدا ** من غير ما دية عليك ولا قود
وبغير سم قاتل وصوارم ** وعقاب رب ليس يغفل عن أحد
عظم تجاه عيونهم محسودهم ** فتراهم موتى النفوس مع الجسد
ذوب المعادن باللظى لكنما ** ذوب الحسود بحر نيران الحسد
ما زال إن حيا وإن ميتا ضنى ** متعذبا فيه إلى أبد الأبد
وقال آخر:
كل العداوات قد ترجى مودتها ** إلا عداوة من عاداك من حسد
وقال آخر:
تخلق الناس بالأدناس واعتمدوا ** من الصفات الدها والمكر والحسدا
كرهت منظرهم من سوء مخبرهم ** فقد تعاميت حتى لا أرى أحدا
وقال آخر:
كفى الحسود عقابا عن جريمة ** ما في جوارحه من جذوة الحسد
لا غر أن ذاب منه جسمه حسدا ** فإن ذا الداء يوهي صحة الجسد
وقال آخر:
دع الحسود وما يلقاه من كمد ** يكفيك منه لهيب النار في كبده
إن لمت ذا حسد نفست كربته ** وإن سكت فقد عذبته بيده
وقال آخر:
يا طالب العيش في أمن وفي دعة ** رغدا بلا قتر صفوا بلا رنق
خلص فؤادك من غل ومن حسد ** فالغل في القلب مثل الغل في العنق
اقرأ أيضًا: