تفسير رؤية الدرج في الحلم

تفسير رؤيا الدرج في المنام

تفسير رؤية الدرج في المنام – لابن سيرين

قال ابن سيرين: رؤية الدرج في الحلم تدل على أسباب الرفعة، والعلو، والإقبال في الدنيا والآخرة، لقول العرب: ارتفعت درجة فلان، وفلان رفيع الدرجة.

وتدل الدرج على الإملاء والاستدراج، لقوله سبحانه وتعالى في الآية 182 من سورة الأعراف: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}.

وربما دلت رؤية الدرج في الحلم على مراحل السفر، ومنازل المسافرين التي ينزلونها منزلة منزلة، ومرحلة مرحلة. وربما دلت على أيام العمر المؤدية إلى غايته.

ورؤية الدرج المعروفة في الحلم تدل على عبد صاحبها، ودابته.

تفسير صعود الدرج في المنام:

فمن رأى في منامه أنه صعد درجاً مجهولاً، نظرت في أمره، فإن وصل إلى آخره، وكان مريضاً؛ مات، وإن دخل في أعلاه غرفة؛ وصلت روحه إلى الجنة، وإن حُبس دونها؛ حُجب عنها بعد الموت، وإن كان سليماً ورام سفراً؛ خرج لوجهه، وحصل على الرزق، إن كان سفره في مال، وإن كان لغير ذلك استدللت بما أفضى إليه، أو لقي في حين صعوده مما يدل على الخير، أو الشر، وتمام الحوائج ونقصها مثل أن يلقاه أربعون رجلاً، أو يجد دنانير على هذا العدد؛ فإن ذلك بشارة بتمام ما خرج إليه، وإن كان العدد ثلاثين لم يتم له ذلك، لأن الثلاثين نقص، والأربعين تمام أتمها الله عز وجل لموسى بعشر، ولو وجد ثلاثة وكان خروجه  في وعد؛ تم له، لقوله سبحانه وتعالى في الثلاثة: { ذلك وعد غير مكذوب}[هود:65].

وكذلك إن أذن في طلوعه وكان خروجه إلى الحج؛ تم له حجُه، وإن لم يؤمل شيئاً من ذلك ولا رأى ذلك في أشهر الحج؛ نال سلطاناً ورفعة، إما بولاية، أو بفتوى، أو بخطابة، أو بأذان على المنار، أو بنحو ذلك من الأمور الرفيعة المشهورة.

وتجدد بناء الدرج يستدل به على صلاح ما يدل عليه من فاسدة، فإن كان من لبن(1)؛ كان صالحاً، و إن كان من آجر(2)؛ كان مكروهاً.

وقال بعضهم: الدرج أعمال الخير، أولها: الصلاة، والثانية: الصوم، والثالثة: الزكاة، والرابعة: الصدقة، والخامسة: الحج، والسادسة: الجهاد، والسابعة: القرآن، وكل المراقي(3) أعمال الخير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: “اقرأ وارق”.

فمن رأى في منامه أنه صعد على درج وكانت من طين، أو لبن(1)؛ فإن ذلك يدل على حسن الدين والإسلام، ولا خير فيها إذا كانت من آجر(2).

ومن رأى في منامه أنه على غرفة بلا مرقاة(3)، ولا سلم صعد فيه؛ فإن ذلك يدل على كمال دينه، وارتفاع درجته عن الله، لقوله سبحانه وتعالى في الآية 83 من سورة الأنعام: {نرفع درجات من نشاء}.

والدرج من طين للوالي؛ رفعة وعز مع دين، وللتجار؛ تجارة مع دين، وإن كانت من حجارة؛ فإنها رفعة مع قسوة قلب، وإن كانت الدرج من الخشب؛ فإنها رفعة مع نفاق ورياء، وإن كانت الدرج من ذهب؛ فإن ذلك يدل على ان الرائي ينال دولة وخصباً وخيراً، وإن كانت من فضة؛ فإن ذلك يدل على ان صاحب الرؤيا ينال جواري بعدد كل درجة، وإن كانت الدرج من صُفر؛ فإنه ينال متاع الدُنيا.

ومن رأى في منامه أنه صعد درجة؛ فإن ذلك يدل على ان الرائي استفاد فهماً وفطنة، يرتفع به.

وقيل: الدرجة رجل زاهد، عابد، ومن قرب منه نال رفعة، ونسكاً، لقوله سبحانه وتعالى في الآية 11 من سورة المجادلة: {يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}. وكل درجة للوالي ولاية سنة.

تفسير نزول الدرج في المنام:

من رأى في منامه كأنه نزل الدرج، فإن كان مسافراً؛ عاد من السفر، وإن كان الرائي رئيساً؛ نزل عن رئاسته وعُزل عن عمله، وإن كان راكباً؛ مشى راجلاً، وإن كانت له امرأة مريضة؛ ماتت.

ومن كان مريضاً ورأى في منامه كأنه نزل درج؛ فإن كان نزوله إلى مكان معروف، أو إلى أهله وبيته، أو إلى تبن كثير أو شعير، أو إلى ما يدل على أموال الدنيا وعروضها؛ فإن ذلك يدل على شفاءه من علته، وإن كان نزوله إلى مكان مجهول لا يدريه أو إلى قوم موتى قد عرفهم ممن تقدم أو كان سقوطه تكويراً، أو سقط منها في حفرة، أو بئر، أو مطمورة(4)، أو إلى أسد افترسه، أو إلى طائر اختطفه، أو إلى سفينة مرسية أقلعت به، أو إلى جمل فوقه هودج(5) فسارت به؛ فإن ذلك يدل على إن الدرج أيام عُمره، وجميع ما أنزل إليه منها موته حين تم أجله، وانقضت أيامه.

وإن كان الرائي سليماً من السقم في اليقظة، وكان كافراً، أو طاغياً؛ نظرت فيما نزل إليه، فإن دل على الصلاح كالمسجد، أو الاغتسال، أو الخصب والرياض، ونحو ذلك؛ فإن ذلك يدل على أنه يسلم ويتوب وينزل عما هو عليه ويتركه ويقطع عنه، وإن كان نزوله إلى ضد ذلك مما يدل على العظائم والكفر والكبائر، كالجدب والنار العظيمة المخيفة والأسد والحيات والمهاوي العظام؛ فإن ذلك يدل على أنه يُستدرج له ولا يؤخذ بغتة حتى يرد عليه ما يهلك فيه، ويعطب عنده ولا يقدر على الفرار منه.


تفسير رؤية الدرج في المنام – لعبد الغني النابلسي

قال عبد الغني النابلسي: الطلوع في الدرج في المنام تدل على أخطار يرتكبها الرائي وصعوبتها وتيسيرها على قدر طلوعه فيها.

ورؤية الدرج المبينة في المنام تدل على تيسير الأمور، وإذا صار الدرج الخشب بناء؛ ربما دل ذلك على الثبات في الأمور، وستر ما يرجو ستره عليه.

ورؤية الارتقاء في الدرج في المنام يدل على رفعة ينالها الرائي تدريجاً قليلاً قليلاً، والدرجات منازل في الجنة.

ومن رأى في منامه أنه ارتقى درجاً بعدها؛ فإنه يعيش سنين على عددها، والخمس درجات؛ هي الصلوات الخمس، فما حدث فيها من نقص فهو في الصلوات.

اقرأ أيضًا:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لبن: طين مضروب يضغط في قوالب خاصة ويبنى به.
(2) آجر: حجارة اصطناعية معدة للبناء من طين خزفي محرق ومشوي.
(3) مرقاة: الدرج، أي ما يصعد فيه إلى أعلى، السلم، المرقاة والجمع مراقي.
(4) المطمورة: مكان تحت الأرض قد هيئ ليطمر فيه البر والفول ونحوهما.
(5) هودج: محمل له قبة كانت النساء تركب فيه، سمي بذلك لأنه يضطرب على ظهر الجمل.
أحدث أقدم