أبيات شعر عن السر وكتمانه

أبيات شعر قصيرة عن السر وكتمانه

الأسرار من الأمانة التي يجب حفظها وعدم إفشائها، ولكتمان الأسرار قيمة أخلاقية، وقد قيل: إن أمناء الأسرار أقل وجودا من أمناء الأموال، وحفظ الأموال أيسر من كتمان الأسرار، لأن إحراز الأموال منيعة بالأبواب والأقفال، وإحراز الأسرار بارزة يذيعها لسان ناطق، ويشيعها كلام سابق. فالسر أمانة لدى من استودع حفظه فهو مؤتمن عليه، والأمانة يجب الحافظ عليها والوفاء بها فإفشاؤها خيانة للأمانة، وفي هذا المقال جمعنا لكم أجمل ما قاله الشعراء عن السر وكتمانه.

أبيات شعر قصيرة عن السر وكتمانه


قال كعب بن زهير:
لا تفش سرك إلا عند ذي ثقة ** أولا فأفضل ما استودعت أسرارا
صدرا رحيبا وقلبا واسعا صمتا ** لم تخش منه لما استودعت إظهارا

وقال البغدادي:
صن السر بالكتمان يرضيك غبه ** فقد يظهر المرء المضيع فيندم
فلا تلجئن سرا إلى غير حرزه ** فيظهر حرز السوء ما كنت تكتم

وقال بشار بن برد:
وللسر فيما بين جنبي مكمن ** خفي قصي عن مدارج أنفاسي
كأني من فرط احتفاظي أضعته ** فبعضي له راع وبعضي له ناسي

وقال عبد الله بن طاهر:
وما السر في صدري كميت بقبره ** لأني رأيت الميت ينتظر النشرا
ولكنني أخفيه حتى كأنني ** بما كان منه لم أحط ساعة خبرا

وقال علي بن أبي طالب:
لا تفش سرا ما استطعت إلى امرئ ** يفشي إليك سرائرا يستودع
فكما تراه بسر غيرك صانعا ** فكذا بسرك لا محالة يصنع
وقال أيضًا:
وإذا ائتمنت على السرائر فأخفها ** واستر عيوب أخيك حين تطلع
لا تجزعن الحوادث إنما ** خرق الرجال على الحوادث يجزع
وأطلع أباك بكل ما أوصى به ** إن المطيع أباه لا يتضعضع

وقال أبو الشيص محمد:
ضع السر في صماء ليست بصخرة ** صلود كما عاينت من سائر الصخر
ولكنها قلب امرئ ذي حفيظة ** يرى ضيعة الأسرار قاصمة الظهر
يموت وما ماتت كرائم فعله ** ويبلى وما يبلى ثناه على الدهر
فذاك ولا صماء من رام كسرها ** بمعوله ذلت بكفيه للكسر

وقال صفي الدين الحلبي:
سرك إن صنته بصمت ** أصلح بين الأنام شانك
فلا تفه لامرئ بسر ** ولا تحرك به لسانك

وقال صالح عبد القدوس:
لا تذع سرا إلى طالبه ** منك إن الطالب السر مذيع
وأمت سرك إن السر إن ** جاوز اثنين سينمى ويشيع
وقال أيضًا:
وإذا أعلنت أمرا حسنا ** فليكن أحسن منه ما تسر
فمسر الخير موسوم به ** ومسر الشر موسوم بشر

وقال أبو العلاء المعري:
الصدر بيت إذا ما السر زايله ** فما يكن ببيت بعده أبدا
فأحفظ ضميرك عن خل تجالسه ** فكم خفي خفاه ماكرا فبدا
وللحقود علامات يبن بها ** كما رأيت بشدق الهادر الزبدا
فازجر هواك وحاذر أن تطاوعه ** فإنه لغوي طالما عبدا

وقال النابغة الشيباني:
وكائن قد تراه يسر أمرا ** عليه من سريرته لواء
ومظهر عارف ومسر سوء ** وما يمحو سريرته الرياء

وقال الشافعي:
إذا المرء أفشى سره بلسانه ** ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ** فصدر الذي يستودع السر أضيق

وقال عمر الإنسي:
وإياك أن تستحفظ السر صاحبا ** فيا رب كيد بالحفيظة يذهب
أرى الحفظ في مستودع السر واجبا ** ولكنه في صاحب السر أوجب
فإن قلوب الناس كالماء راكدا ** إذا مل تولاه الهوا يتقلب

وقال الحسين بن عبيد الله:
لا يكتم السر إلا من له شرف ** والسر عند كرام الناس مكتوم
السر عندي في بيت له غلق ** ضلت مفاتيحه والباب مردوم

وقال ابن خاتمة الأندلسي:
عليك الكتم واحذر قول سر ** لمن قد ظل سرا لسواك يحكي
فمن أهداك سر الغير يوما ** أفاد الغير سرك دون شك

وقال أبو الطيب المتنبي:
وللسر مني موضع لا يناله ** صديق ولا يفضي إليه شراب
وقال أيضًا:
وسركم في الحشا ميت ** إذا انتشر السر لا ينشر
وإفشاء ما أنا مستودع ** من الغدر والحر لا يغدر

وقال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:
ومؤتمن بالحزم في كل أمره ** وأسراره منه بحيث المقاتل
فلا سره عن ساحة الصدر نازح ** ولا هو عن سر تعداه سائل

وقال أبو ذؤيب الهذلي:
وما أنفس الفتيان إلا قرائن ** تبين وتبقى هامها وقبورها
فنفسك فأحفظها ولا تفش للعدى ** من السر ما يطوى عليه ضميرها
وما يحفظ المكتوم من سر أهله ** إذا عقد الأسرار ضاع كبيرها
من القوم إلا ذو عفاف يعينه ** على ذاك منه صديق نفس وخيرها

وقال قيس الخزاعي:
ولا يسمعن سري وسرك ثالث ** ألا كل سر جاوز الاثنين شائع

وقال الشريف المرتضى:
أضن به ضني بموضع حفظه ** فأحميه عن إحساس غيري وإحساسي
فقد صار كالمعدوم لا يستطيعه ** يقين ولا ظن لخلق من الناس
كأني من فرط احتياطي أضعته ** فبعضي له واع وبعضي له ناسي

وقال كعب الغنوي:
ولست بمبد للرجال سريرتي ** وما أنا عن أسرارهم بسؤول

وقال ابن حمديس:
جعلت وشاتي مثل صحبي مخافة ** فلم يطلع سري وشاتي ولا صحبي
يقر قرار السر عندي كأنه ** غريب ديار قال في وطن حسبي

وقال دعامة بن زيد الطائي:
ولا تفشين سرا إلى ذي نميمة ** فذاك إذا ذنب برأسك يُعصب
إذا ما جعلت السر عند مضيع ** فإنك ممن ضيع السر أذنب

وقال أبو الأسود الدؤلي:
لعمري لقد أفشيت يوما فخانني ** إلى بعض من لم أخش سرا ممنعا
فمزقه مزق العما وهو غافل ** ونادى بما أخفيت منه فأسمعا
حديثا أضعناه كلانا فلن أرى ** وأنت نجيا آخر الدهر أجمعا
وكنت إذا ضيعت سرك لم تجد ** سواك له إلا أشت وأضيعا

وقال يحيى بن زياد الحارثي:
إذا المرء لم يحفظ سريرة نفسه ** فلا تفشين يوما إليه حديثا

وقال جعفر بن عثمان:
يا ذا الذي أودعني سره ** لا ترج أن تسمعه مني
لم أجره قط على فكرتي ** كأنه لم يجر في أذني

وقال ابن أمينة:
وإني على السر الذي هو داخل ** إذا باح أصحاب الهوى لضموم
وإني ما استودعت يا أم مالك ** على قدم من عهدنا لكتوم

وقال أبو النصر الأبيوردي:
سر الفتى من دمه إن فشا ** فأوله حفظا وكتمانا
واحتط على السر بإخفائه ** فإن للحيطان آذانا

وقال الكريزي:
اجعل لسرك من فؤادك منزلا ** لا يستطيع له اللسان دخولا
إن اللسان إذا استطاع إلى الذي ** كتم الفؤاد من الشؤون وصولا
ألفيت سرك في الصديق وغيره ** من ذي العداوة فاشيا مبذولا
وقال أيضًا:
إذا أنت لم تحفظ لنفسك سرها ** فأنت إذا حملته الناس أضيع
ويضحك في وجهي إذا ما لقيته ** وينهشني بالغيب يوما ويلسع

وقال أبو إسحاق الصابي:
لسر صديقي مكمن في جوانحي ** تمنع أن تدنو إليه المباحث
تغلغل مني حيث لا تستطيعه ** كؤوس الندامى والأنيس المحادث
إذا الفحص آلى جاهداً أن يناله ** تراجع عنه وهو خزيان حانث
فقل لصديقي كن على السر آمناً ** إذا لم يكن ما بيننا فيه ثالث

وقال المنتصر بن بلال الأنصاري:
سأكتمه سري وأكتم سره ** ولا غرني أني عليه كريم
حليم فيفشي أو جهول يذيعه ** وما الناس إلا جاهل وحليم

وقال علي بن محمد البسامي:
تبيح بسرك ضيقا به ** وتبغي لسرك من يكتم
وكتمانك السر ممن تخاف ** ومن لا تخافنه أحزم
إذا ذاع سرك من مخبر ** فأنت وإن لمته ألوم

وقال القروي:
اغضب صديقك تستطيع سريرته ** للسر نافذتان السكر والغضب
ما صرح الحوض عما في قرارته ** من راسب الطين إلا وهو مضطرب

وقال ابن ليون التجيبي:
سريرة المرء تبديها شمائله ** حتى يرى الناس ما يخفيه إعلانا
فاجعل سريرتك التقوى ترى أملا ** في كل ما أنت تبغيه وبرهانا

وقال مجنون ليلى:
فإن تلك ليلى حملتني أمانة ** فلا وأبي ليلى إذا لا أخونها
حفظت لها السر الذي الذي كان بيننا ** ولا يحفظ الأسرار إلا أمينها

وقال السابوري:
لا تأمن الخليل أن يخنا ** وأن يضيع سرك المدفونا
لا تلم المفشي إليك سرا ** وأنت قد ضقت بذاك صدرا
من لم يكن لسره كتوما ** فلا يلم في كشفه نديما

وقال محمد بن إسحاق الواسطي:
إذا المرء لم يحفظ سريرة نفسه ** وكان لسر الأخ غير مكتوم
فبعدا له من ذي أخ ومودة ** وليس على ود له بمقيم

وقال ابن الحاج البلفيقي:
إذا ما كتمت السر عمن أوده ** توهم أن الود غير حقيق

وقال الأسعر الجعفي:
وسرك ما كان في واحد ** وسر الثلاثة غير الخفي

وقال ابن الكيزاني:
أسعد الناس من يكاتم سره ** ويرى بذله عليه معره
إنما يعرف اللبيب إذا ما ** حفظ السر عن أخيه فسره
إن يجد مرة حلاوة شكواه ** سيلقى ندامة ألف مرة

وقال ابن المعتز:
ورب سر كنار الصخر كامنة ** أمت إظهاره مني فأحياني

وقال قيس بن الخطيم:
إذا جاوز الاثنين سر فإنه ** بنشر وتكثير الحديث قمين
وإن ضيع الإخوان سرا فإنني ** كتوم لأسرار العشير أمين
يكون له عندي إذا ما ائتمنته ** مكان بسوداء الفؤاد مكين

وقال كثير عزة:
أتى دون ما تخشون من بث سركم ** أخو ثقة سهل الخلائق أروع
ضنين ببذل السر سمح بغيره ** أخو ثقة عف الوصال سميدع
أبى أن يبث الدهر ما عاش سركم ** سليما وما دامت له الشمس تطلع
وقال أيضًا:
كريم يميت السر حتى كأنه ** إذا استنطقوه عن حديثك جاهله
رعى سركم في مضمر القلب والحشا ** شفيق عليكم لا تخاف غوائله
وأكتم نفسي بعض سري تكرما ** إذا ما أضاع السر في الناس حامله

وقال أحد الشعراء:
إذا ما ضاق صدرك عن حديث ** فأفشته الرجال فمن تلوم؟
إذا عاتبت من أفشى حديثي ** وسري عنده فأنا الظلوم
وإني حين أسأم حمل سري ** وقد ضمنته صدري سئوم
ولست محدثا سري خليلا ** ولا عرسي إذا خطرت هموم
وأطوي السر دون الناس إني ** لما استودعت من سري كتوم
وقال آخر:
ولا أكتم الأسرار لكن أنمها ** ولا أدع الأسرار تغلي على قلبي
وإن قليل العقل من بات ليله ** تقلبه الأسرار جنبا إلى جنب
وقال آخر:
لا يكتم السر إلا كل ذي ثقة ** والسر عند خيار الناس مكتوم
فالسر عندي في بيت له غلق ** ضاعت مفاتيحه والباب مختوم
وقال آخر:
أكافي خليلي ما استقام بوده ** وأمنحه ودي، إذا يتعتب
ولست ببادي صاحبي بقطيعة ** ولا أنا مفش سره، حين أغضب
عليك بإخوان الثقات، فإنهم ** قليل، فصلهم دون من كنت تصحب
وما الخدن إلا من صفا لك وده ** ومن هو ذو نصح، وأنت مغيب
إذا ما وضعت السر عند مضيع ** فذو السر ممن ضيع السر أذنب
وقال آخر:
ما كل مكتوم يباح به ** احذر لسانك من جوالبه
فمرارة الكتمان أعذب من ** بث تحاذر من عواقبه
ليس الهوى ما كنت تعرفه ** أيام تلعب في جوانبه
هذا هوى لو فضحت به ** ضحك الحسام إلى مضاربه
أحدث أقدم