الجود: صفة تحمل صاحبها على بذل ما ينبغي من الخير لغير عوض ولا غرض، الجود
والكرم خلق عظيم، وعمل صالح جليل، أمر به رب العالمين، وحثنا عليه نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله جواد يحب الجواد، ويحب معالي
الأخلاق، ويكره سفسافها) رواه الترمذي.
وقال علي رضي الله عنه: (السخاء ما كان ابتداء، فأما ما كان عن مسألة فحياء
وتذمم)، وقيل لحكيم: (أي فعل للبشر أشبه بفعل الباري تعالى، فقال: الجود)، وقال
بعض الحكماء: (أصل المحاسن كلها الكرم، وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام،
وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام، وجميع خصال الخير من فروعه)، وقالوا:
(السخي من كان مسرورا ببذله، متبرعا بعطائه، لا يلتمس عرض دنياه فيحبط عمله،
ولا طلب مكافأة فيسقط شكره، ولا يكون مثله فيما أعطى مثل الصائد الذي يلقي الحب
للطائر، ولا يريد نفعها ولكن نفع نفسه). وفي هذا المقال سنذكر لكم أجمل
الاقتباسات الشعرية عن الجود والسخاء.
أبيات شعر قصيرة عن الجود والسخاء
قال الإمام الشافعي:
لقلع ضرس وضرب حبس ** ونزع نفس ورد أمسوقر برد وقود فرد ** ودبغ جلد بغير شمسوأكل ضب وصيد دب ** وصرف حب بأرض خرسونفخ نار وحمل عار ** وبيع دار بربع فلسوبيع خف وعدم إلف ** وضرب إلف بحبل قلسأهون من وقفة الحر ** يرجو نوالا بباب نحس
وقال أيضًا:
إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي ** وقد ملكت أيديكم البسط والقبضافماذا يرجى منكم إن عزلتم ** وعضتكم الدنيا بأنيابها عضاوتسترجع الأيام ما وهبتكم ** ومن عادة الأيام تسترجع القرضا
وقال علي بن أبي طالب:
ما أحسن الجود في الدنيا وفي الدين ** وأقبح البخل فيمن صيغ من طينما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ** لا بارك الله في الدنيا بلا دين
وقال أيضًا:
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها ** على الناس طرا إنها تتقلبفلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت ** ولا البخل يبقيها إذا هي تذهب
وقال المنتصر بن بلال الأنصاري:
الجود مكرمة والبخل مبغضة ** لا يستوي البخل عند الله والجودوالفقر فيه شخوص والغنى دعة ** والناس في المال مرزوق ومحدود
وقال المتنبي:
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى ** فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقياوللنفس أخلاق تدل على الفتى ** أكان سخاء ما أتى أم تساخيا
وقال أيضًا:
ومن كنت بحرا له يا علي ** لم يقبل الدر إلا كبارا
وقال أيضًا:
وإن بذل الإنسان لي جود عابس ** جزيت بجود التارك المتبسم
وقال أيضًا:
غير اختيار قبلت برك بي ** والجوع يرضي الأسود بالجيف
وقال ابن خاتمة الأندلسي:
إذا وجدت فجد للناس قاطبة ** فالحال تفنى ويبقى الذكر أحوالالا سيما ورسول الله ضامنه ** أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا
وقال الحسين بن سهل:
يقولون إني مسرف إذ يرونني ** أطوق أعناق الرجال بإحسانيفقلت لهم موتوا لئاماً بغيظكم ** فإني شريت المجد بالتافه الدانيإذا جئتم يوم الحساب بكنزكم ** أجيء بعفو من إلهي وغفران
وقال ابن الخياط:
إذا نائل لم يحبني الفخر نيله ** فإن انقطاع الرفد فيه من الرفد
وقال المقنع الكندي:
ليس العطاء من الفضول سماحة ** حتى تجود وما لديك قليل
وقال دعبل الخزاعي:
هو البحر من أي النواحي أتيته ** فلجته المعروف والجود ساحلهكريم إذا ما جئت للخير طالبا ** حباك بما تحوي عليه أناملهولو لم تكن في كفه غير نفسه ** لجاد بها فليتق الله سائله
وقال أيضًا:
لمست بكفي كفه أبتغي الغنى ** ولم أدر أن الجود من كفه يعديفرحت وقد أشبهت في الجود حاتما ** فضيعت ما أعطى وأتلفت ما عنديفلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى ** أفدت وأعداني فأتلفت ما عندي
وقال أحمد بن محمد بن عبد الله اليماني:
سأبذل مالي كلما جاء طالب ** وأجعله وقفاً على القرض والفرضفإما كريماً صنت بالجود عرضه ** وإما لئيماً صنت عن لؤمه عرضي
وقال بشار بن برد:
يسقط الطير حيث يلتقط الحب ** وتغشى منازل الكرماء
قال كلثوم بن عمرو التغلبي:
إن الكريم ليخفي عنك عسرته ** حتى تراه غنيا وهو مجهودوللبخيل على أمواله علل ** زرق العيون عليها أوجه سودإذا تكرمت أن تعطي القليل ولم ** تقدر على سعة لم يظهر الجودأبرق بخير ترجى للنوال فما ** ترجى الثمار إذا لم يورق العودبث النوال ولا تمنعك قلته ** فكل ما سد فقرا فهو محمود
وقال ابن المعتز:
يا رب جود جر فقر امرئ ** فقام للناس مقام الذليلفاشدد عرى مالك واستبقه ** فالبخل خير من سؤال البخيل
وقال الأخطل:
أعاذلتي اليوم ويحكما مهلا ** وكفا الأذى عني ولا تكثرا العذلادعاني تجد كفى بما ملكت يدي ** سأصبح يوما أترك الجود والبخلاإذا وضعوا فوق الضريح جنادلا ** علي وخلفت المطية والرحلافلا أنا مختار إذا ما نزلته ** ولا أنا لاق ما ثويت به أهلا
وقال عمرو بن معد يكرب:
لا تهني بعد إكرامك لي ** فشديد عادة منتزعهلا يكن برقك برقا خلبا ** إن خير البرق ما الغيث معه
وقال الشيخ عبد الله السابوري:
إن السخاء شيمة كريمة ** شريفة أكرم بها من شيمةفضيلة تنشر في الآفاق ** عنك لسان الشكر بانطلاقلا ستر للعيوب كالسخاء ** وعيب ذي اللؤم بلا غطاء
وقال حاتم الطائي:
وعاذلة قامت بليل تلومني ** كأني إذا أعطيت مالي أضيمهاأعاذل إن الجود ليس بمهلكي ** ولا مخلد النفس الشحيحة لؤمهاوتذكر أخلاق الفتى وعظامه ** مغيبة في اللحد بال رميمهاومن يبتدع ما ليس من خيم نفسه ** يدعه ويغلبه على النفس خيمها
وقال أيضًا:
وقائلة أهلكت بالجود مالنا ** ونفسك حتى ضربت نفسك جودهافقلت دعيني إنما تلك عادتي ** لكل كريم عادة يستعيدها
وقال أيضًا:
فلا الجود يفني المال قبل فنائه ** ولا البخل في مال الشحيح يزيدفلا تلتمس رزقا بعيش مقتر ** لكل غد رزق يعود جديدألم تر أن الرزق غاد ورائح ** وأن الذي أعطاك سوف يعيد
وقال أحمد بن إبراهيم العبرتاني:
لا تكثري في الجود لائمتي ** وإذا بخلت فأكثري لوميكفي فلست بحامل أبداً ** ما عشت هم غدٍ على يومي
وقال المعري:
يصون الححى والبذل أعراض معشر ** وأين يرى العرض الذي ليس يبذلوصاحب نكر بات يعذر بيننا ** وفاعل معروف يلام ويعذل
وقال ابن الجهم:
لا تجد بالعطاء في غير حق ** ليس في منع غير ذي الحق بخلإنما الجود أن تجود على من ** هو للجود والنّدى منك أهل
وقال صريع الغواني:
إذا كنت ذا نفس جواد ضميرها ** فليس يضر الجود أن كنت معدما
وقال أيضًا:
الجود أخشن مسا يا بني مطر ** من أن تبز كموه كف مستلبما أعلم الناس أن الجود مدفعة ** للذم لكنه يأتي على النشب
وقال محمد بن عبد الله البغدادي:
إذا أعطى القليل فتى شريف ** فإن قليل ما يعطيك زينوإن تكن العطية من دني ** فإن كثير ما يعطيك شين
وقال يزيد بن الحكم:
رأيت سخي النفس يأتيه رزقه ** هنيئا ولا يعطي على الحرص جاشعوكل حريص لن يجاوز رزقه ** وكم من موفى رزقه وهو وادع
وقال ابن عسكر الموصلي:
جود الكريم إذا ما كان عن عدة ** وقد تأخر لم يسلم من الكدرإن السحائب لا تجدي بوارقها ** نفعا إذا هي لم تمطر على الأثروما طل الوعد مذموم وإن سمحت ** يداه من بعد طول المطل بالبدر
وقال جحظة البرمكي:
أنفق ولا تخش إقلالا فقد قسمت ** بين العباد مع الآجال أرزاقلا ينفع البخل مع دنيا مولية ** ولا يضر مع الإقبال إنفاق
وقال الراضي العباسي:
لا تعذلوا كرمي على الإسراف ** ربح المحامد متجر الأشرافإني من القوم الذين أكفهم ** معتادة الإتلاف والإخلاف
وقال البحتري:
إن الزمان زمان سو ** وجميع هذا الخلق بووإذا سألتهم ندى ** فجوابهم عن ذاك وولو يملكون الضوء بخلا ** لم يكن للخلق ضوذهب الكرام بأسرهم ** وبقي لنا ليت ولو
وقال أيضًا:
لو يكون الحباء حسب الذي أنت ** لدينا له محل وأهللحثيت اللجين والدر والياقوت ** حثوا وكان ذاك يقلوالشريف الظريف يسمح بالعذر ** إذا قصر الصديق المقل
وقال أيضًا:
واعلم بأن الغيث ليس بنافع ** للناس ما لم يأت في إبانه
وقال أيضًا:
أمسكت نيلك إمساك القمد ولو ** أعطيت لم تعط غير القل والدونما كان في عقلاء القوم لي أمل ** فكيف أملت خيرا في المجانين
وقال عامر بن الظرب:
أناس إذا ما الدهر أظلم وجهه ** فأيديهم بيض وأوجههم زهريصونون أحسابا ومجدا مؤثلا ** ببذل أكف دونها المزن والبحرسموا في المعالي رتبة فوق رتبة ** أحلتهم حيث النعائم والنسرأضاءت لهم أحسابهم فتضاءلت ** لنورهم الشمس المنيرة والبدرفلو لامس لهم الصخر الأصم أكفهم ** لفضت ينابيع الندى ذلك الصخرولو كان في الأرض البسيطة منهم ** لمختبط عاف لما عرف الفقرشكرت لكم آلاءكم وبلاءكم ** وما ضاع معروف يكافئه شكر
وقال أحد الشعراء:
يجود علينا الخيرون بمالهم ** ونحن بمال الخيرين نجود
وقال آخر:
ليس جود الفتيان من فضل مال ** إنما الجود للمقل المواسي
وقال آخر:
حر إذا جئته يوماً لتسأله ** أعطاك ما ملكت كفاه واعتذرايخفي صنائعه والله يظهرها ** إن الجميل إذا أخفيته ظهرا
وقال آخر:
إذا شئت قوما فاجعل الجود بينهم ** وبينك تأمن كل ما تتخوففإن كشفت عنك الملمات عورة ** كفاك لباس الجود ما تنكشف
وقال آخر:
لا تبخلن بدنيا وهي مقبلة ** فليس ينقصها التبذير والسرففإن تولت فأخرى أن تجود بها ** فالشكر منها إذا ما أدبرت خلف
وقال آخر:
إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له ** أكيلا فإني لست لآكله وحديأخا طارقا أو جار بيت فإنني ** أخاف ملامات الأحاديث من بعدي
وقال آخر:
ويظهر عيب المرء في الناس بخله ** ويستره عنهم جميعاً سخاؤهتغط بأثواب السخاء فإنني ** أرى كل عيب والسخاء غطاؤه
اقرأ أيضًا: