أجمل اقتباسات شعرية للشاعر أبو العلاء المعري

اقتباسات من شعر أبو العلاء المعري

أبو العلاء المعري، هو شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ويدل شعره ونثره على أنه كان عالماً بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وقد شهد جميع شعراء عصر المعري بفطنته وحكمته وعلمه. وفي هذا المقال جمعنا لكم أجمل اقتباسات أبو العلاء المعري.

اقتباسات من شعر أبو العلاء المعري

قال المعري في العلم:

العلم كالقفل إن ألفيته عسرا ** فخله ثم عاوده لينفتحا
وقد يخون رجاء بعد خدمته ** كالغرب خانت قواه بعد ما متحا
وقال أيضًا:
إذا كان علم الناس ليس بنافع ** ولا دافع فالخسر للعلماء
قضى الله فينا بالذي هو كائن ** فتم وضاعت حكمة الحكماء

وقال في الجهل:

ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا ** تجاهلت حتى ظن أني جاهل
وقال أيضًا:
أراك الجهل أنك في نعيم ** وأنت إذا افتكرت بسوء حال
وقال أيضًا:
رددت إلى مليك الحق أمري ** فلم أسأل متى يقع الكسوف
فكم سلم الجهول من المنايا ** وعوجل بالحمام الفيلسوف
وقال أيضًا:
قد كثرت في الأرض جهالنا ** والعاقل الحازم فينا غريب
وإن يكن في موتنا راحة ** فالفرج الوارد منا قريب
وقال أيضًا:
سكونا خلت أقدم من حراك ** فيكف بقولنا حدث السكون
وما في الناس أجهل من غبي ** يدوم له إلى الدنيا ركون
منازلنا إذا ما الطير صيدت ** فما تبكي من الأسف الوكون
وما كانت نوى فنذم بينا ** ولكن بعد أيام تكون
وقال أيضًا:
جهول بالمناسك ليس يدري ** أغيا بات يفعل أم رشادا

وقال في العقل:

في هذه الدنيا عجائب جمة ** والعاقل المسرور فيها أعجب
وقال أيضًا:
وشاور العقل واترك غيره هدرا ** فالعقل خير مشير ضمه النادي
وقال أيضًا:
إن لم يكن رشد الفتى نافعا ** فغيه أنفع من رشده
وقال أيضًا:
نهاني عقلي عن أمور كثيرة ** وطبعي إليها بالغريزة جاذبي
ومما أدام الرزء تكذيب صادق ** على خبرة منا وتصديق كاذب
وقال أيضًا:
العقل إن يضعف يكن مع ** هذه الدنيا كعاشق مومس تغويه
أو يقو فهي له كحرة عاقل ** حسناء يهواها ولا تهويه
وقال أيضًا:
أيها الغر إن خصصت بعقل ** فاسألنه فكل عقل نبي
وقال أيضًا:
كذب الظن لا إمام سوى العقل ** مشيرا في صبحه والمساء
فإذا ما أطعته جلب الرحمة ** عند المسير والإرساء
وقال أيضًا:
فخذ الذي قال اللبيب وعش به ** ودع الغواة كذوبها وجهولها
وقال أيضًا:
لبيب القوم تألفه الرزايا ** ويأمر بالرشاد فلا يطاع
وقال أيضًا:
إن تسأل العقل لا يوجدك من خبر ** عن الأوائل إلا أنهم هلكوا
وقال أيضًا:
اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا ** دين وآخر دين لا عقل له

وقال في الصبر:

أحسن بالواجد من وجده ** صبر يعيد النار في زنده
الصبر يوجد إن باء له كسرت ** لكنه بسكون الباء مفقود
ويحمد الصابر الموفي على غرض ** لا عاجز بعرى التقصير معقود

وقال في المصائب والمحن:

ومن يتأمل الأيام تسهل ** عليه النائبات وإن بخسنه
وقال أيضًا:
فكن في كل نائبة جريئا ** تصب الرأي إن خطئ الهدان
وقال أيضًا:
مصائب هذه الدنيا كثير ** وأيسرها على الفطن الحمام
مصاب لا تنزه عنه نفس ** ولا يقضى بمدفعه الذمام

وقال في القضاء والقدر:

لم يسقكم ربكم عن حسن فعلكم ** ولا حماكم غماما سوء أعمال
وإنما هي أقدار مرتبة ** ما علقت بإساءات وإجمال
دليل ذلك أن الحر أعوزه ** قوت وأن سواه فاز بالمال
كم جد بالرزق ثاو في منازله ** وحد سار بأفراس وأجمال
وقال أيضًا:
ما باختياري ميلادي ولا هرمي ** ولا حياتي فهل لي بعد تخيير
ولا إقامة إلا عن يدي قدر ** ولا مسير إذا لم يقض تسيير
وقال أيضًا:
إذا كنت لا تستطيع دفع صغيرة ** ألمت ولا تستطيع دفع كبير
فسلم إلى الله المقادير راضيا ** ولا تسألن بالأمر غير خبير
وليس بغال ناصح تستفيده ** ولو كان من تبر بمثل ثبير
وقال أيضًا:
رأيت قضاء الله أوجب خلقه ** وعاد عليهم في تصرفه سلبا
وقد غلب الأحياء في كل وجهة ** هواهم وإن كانوا غطارفة غلبا
كلاب تغاوت أو تعاوت لجيفة ** وأحسبني أصبحت ألامها كلبا
أبينا سوى غش الصدور وإنما ** ينال ثواب الله أسلمنا قلبا

وقال في الموت:

موت يسير معه رحمة ** خير من اليسر وطول البقاء
وقد بلونا العيش أطواره ** فما وجدنا فيه غير الشقاء
تقدم الناس فيا شوقنا ** إلى أتباع الأهل والأصدقاء
ما أطيب الموت لشرابه ** إن صح للأموات وشك التقاء
وقال أيضًا:
كأنما الأجساد إن فارقت ** أرواحها صخر ثوى أو خشب
وما درى الميت أأكفانه ** مُخلقة في رمسه أم قشب
وقال أيضًا:
تود البقاء النفس من خيفة الردى ** وطول بقاء المرء سم مجرب
على الموت يجتاز المعاشر كلهم ** مقيم بأهليه ومن يتغرب
وما الأرض إلا مثلنا الرزق تبتغي ** فتأكل من هذا الأنام وتشرب
وقال أيضًا:
وخوف الردى آوى إلى الكهف أهله ** وكلف نوحاً وابنه عمل السفن
وما استعذبته روح موسى وآدم ** وقد وعدا من بعده جنتي عدن
وقال أيضًا:
لا يرهب الموت من كان امرأ فطنا ** فإن في العيش أرزاء وأحداثا
وليس يأمن قوم شر دهرهم ** حتى يحلوا ببطن الأرض أجداثا
وقال أيضًا:
والموت نوم طويل ماله أمد ** والنوم موت قصير فهو منجاب
وقال أيضًا:
يمر الحول بعد الحول عني ** وتلك مصارع الأقوام حولي
كأني بالألى حفروا لجاري ** وقد أخذوا المحافر وانتحوا لي
وقال أيضًا:
لكل نفس من الردى سبب ** لا يومها بعده ولا غدها
وقال أيضًا:
قضى الله أن الآدمي معذب ** إلى أن يقول العاملون به قضى
فهنئ ولاة الميت يوم رحيله ** أصابوا تراثا واستراح الذي مضى
وقال أيضًا:
نزول كما زال أجدادنا ** ويبقى الزمان على ما نرى

وقال في الدنيا:

يكون أخو الدنيا ذليلا موطأ ** وإن قيل في الدهر الأمير المؤيد
ولا بد من خطب يصيب فؤاده ** بسهم فيضحي الصائد المتصيد
بقيت وإن كان البقاء محببا ** إلى أن وددت العيش لا يتزيد
وسرت وقيدي بالحوادث محكم ** كما سار بيت الشعر وهو مقيد
وما العمر إلا كالبناء فإن يزد ** على حده فهو الرفيع المشيد
وقال أيضًا:
لعمرك ما الدنيا بدار إقامة ** ولا الحي في حال السلامة امن
وإن وليدا حلها لمعذب ** جرت لسواه بالسعود الأيامن
ونال بنوها ما حبتهم جدودهم ** على أن جد المرء في الجد كامن
وقال أيضًا:
أصاح هي الدنيا تشابه ميتة ** ونحن حواليها الكلاب النوابح
فمن ظل منها اكلا فهو خاسر ** ومن عاد عنها ساغبا فهو رابح
ومن لم تبيته الخطوب، فإنه ** سيصبحه من حادث الدهر صابح
وقال أيضًا:
صنوف هذي الحياة يجمعها ** طول انتباه، ورقدة، وسنه
دنياك لو حاورتك ناطقة ** خاطبت منها بليغة لسنه
ليفعل الدهر ما يهم به ** إن ظنوني بخالقي حسنه
لا تيأس النفس من تفضله ** ولو أقامت في النار ألف سنه
وقال أيضًا:
ومن هوي الدنيا الكذوب فإنه ** رهين بثوبي ذلة وصغار
إذا هي جادت خسرت وإذا أبت ** فكم حسرت من جلة وصغار
وقال أيضًا:
نقمت على الدنيا ولا ذنب أسلفت ** إليك فأنت الظالم المتكذب
وهبها فتاة هل عليها جناية ** بمن هو صب في هواها معذب
وقد زعموا هذي النفوس بواقيا ** تشكل في أجسامها وتهذب
وتنقل منها فالسعيد مكرم ** بما هو لاق والشقي مشذب
وما كنت في أيام عيشك منصفا ** ولكن معنى في حبالك تجذب
ولو كان يبقى الحسن في شخص ميت ** لاليت أن الموت في الفم أعذب

وقال في الزمان والأيام:

ثلاثة أيام هي الدهر كله ** وما هي غير الأمس واليوم والغد
وقال أيضًا:
والدهر إعدام ويسر وإبرام ** ونقض ونهار وليل
يفني ولا يفنى ويبلي ولا ** يبلى ويأتي برخاء وويل
وقال أيضًا:
يا دهر يا منجز إيعاده ** ومخلف المأمول من وعده
أي جديد لك لم تبله ** وأي أقرانك لم ترده
وقال أيضًا:
افهم عن الأيام فهي نواطق ** مازال يضرب صرفها الأمثالا
لم يمض في دنياك أمر معجب ** إلا أرتك مضى تمثلا
وقال أيضًا:
دهر يمر كما ترى فأهلة ** تنمي لتكمل أو بدور تسقم
وتحب أن يثنى عليك بأنك البر ** التقي وأنت صل أرقم
وقال أيضًا:
كم أردنا ذاك الزمان بمدح ** فشغلنا بذم هذا الزمان
وقال أيضًا:
وما الدهر إلا دولة ثم صولة ** وما العيش إلا صحة وسقام
وقال أيضًا:
كأن الدهر بحر نحن فيه ** على خطر كركاب السفين
بكى جزعا لميته كفور ** فجاء بمنتهى الرأي الأفين
وقال أيضًا:
رويدك لم تبلغ من الدهر لذة ** إذا لم تعش عيش الغبي المذمم
وتسمع فيه ما يصم ذوي النهى ** فلا روح إلا بالحمام المصمم
وقال أيضًا:
صحبت دهري وسوء الغدر شيمته ** فإن غدرت فإن الدهر أعداني
وقال أيضًا:
تأملنا الزمان فما وجدنا ** إلى طيب الحياة به سبيلا

وقال في الشيب:

من عاش تسعين حولا فهو مغترب ** قد زايل الأهل إلا معشرا جددا
وشاهد الناس من كهل ومقتبل ** ودالف الخطو لا يحصي لهم عددا
وقال أيضًا:
تزوج الشيخ فألفيته ** كأنه مثقل إبل وحل
وعرسه في تعب دائم ** لا تخضب الكف ولا تكتحل
ملت وإن أحسن أيامه ** تقول في النفس متى يرتحل
لو مات لاستبدلت منه فتى ** إني أراه محرما لا يحل
ويثبت الله وسلطانه ** وكل أمر غيره يضمحل
وقال أيضًا:
جنى ابن ستين على نفسه ** بالولد الحادث ما لا يحب
تقول عرس الشيخ في نفسها ** لا كنت يا شر خليل صحب
أنفع منه عندها برجد ** أذهب قرا أو سقاء سحب
وقال أيضًا:
إذا ما ابن ستين ضم الكعاب ** إليه فقد حلت البهله
هو الشيخ لم يرضه أهله ** ولم يرض في فعله أهله
فلا يتزوج أخو الأربعين ** إلا مجربة كهله
وقال أيضًا:
من عاش سبعين فهو في نصب ** وليس للعيش بعدها خيره
والخير من زئبق تشكله ** وإنما يرقب امرؤ غيره
لا يتطير بناعب أحد ** فكل ما شاهد الفتى طيره
رؤيتك الميت في الكرى سبب ** بقول من يفقد الحياة يره
وقال أيضًا:
رب شيخ ظل يهديه إلى ** سبل الحق غلام ما احتلم
وقال أيضًا:
وكم شيوخ غدوا بيضا مفارقهم ** يسبحون وباتوا في الخنا سبحا
لو تعقل الأرض ودت أنها صفرت ** منهم فلم ير فيها ناظر شبحا
أرى ابن ادم قضى عيشة عجبا ** إن لم يرح خاسرا منها فما ربحا
فإن قدرت فلا تفعل سوى حسن ** بين الأنام وجانب كل ما قبحا
وقال أيضًا:
الشيب أبهى من الشباب ** فلا تهجنه بالخضاب
وقال أيضًا:
إذا ما أسن الشيخ أقصاه أهله ** وجار عليه النجل والعبد والعرس
وأكثر قولا ولا صواب لمثله ** على فضله أن لا يحس له جرس
يسبح كيما يغفر الله ذنبه ** رويدك في عهد الصبا ملئ الطرس
فأصبح عن الغانيات مبغضا ** كأن خزه خزي وعنبره كرس
وقال أيضًا:
إذا ما عانق الخمسين حي ** ثنته السن عن عنق وجمز
وتهزأ منه ربات المغاني ** كما هزئت برؤية أم حمز
فلا أعرفك بين القوم توحي ** بطعن في محدثهم وغمز

وقال في الدين:

الدين هجر الفتى اللذات عن يسر ** في صحة واقتدار منه ما عمرا
وقال أيضًا:
إن الشرائع ألقت بيننا إحنا ** وأورثتنا أفانين العداوات
وقال أيضًا:
عليك بتقوى الله في كل حالة ** فإن الذي نص الركاب سيبرك
تباين في الدين المقال فجاحد ** وصاحب توحيد وآخر مشرك
وقال أيضًا:
تدين غاويهم حذار أميرهم ** فلما انقضت أيامه ذهب النسك
فأصبح من بعد التمسك بالتقى ** لأردانه من طيب فاجرة مسك
وهل ينفع التمسيك والمسك تحته ** خبيث نبيث والذي فوقه المسك
إذا مسك الإعدام فاصبر ولا تكن ** جزوعا لكي يردى الفتى وبه مسك
وقال أيضًا:
وقد فتشت عن أصحاب دين ** لهم نسك وليس لهم رياء
فألفيت البهائم لا عقول ** تقيم لها الدليل ولا ضياء
وإخوان الفطانة في اختيال ** كأنهم لقوم أنبياء
فإما هؤلاء فأهل مكر ** فأما الأولون فأغبياء
وقال أيضًا:
خاب الذي سار عن دنياه مرتحلا ** وليس في كفه من دينه طرف
لا خير للمرء إلا خير آخرة ** يبقي عليه فذاك العز والشرف
وقال أيضًا:
توهمت يا مغرور أنك دين ** علي يمين الله مالك دين
تسير إلى البيت الحرام تنسكا ** ويشكوك جار بائس وخدين
وقال أيضًا:
وادعى الهدي في الأنام رجال ** صح لي أن هديهم طغيان
وقال أيضًا:
سبح وصل وطف بمكة زائرا ** سبعين لا سبعا فلست بناسك
جهل الديانة من إذا عرضت له ** أطماعه لم يلف بالمتماسك
وقال أيضًا:
الدين إنصافك الأقوام كلهم ** وأي دين لأبي الحق إن وجبنا
وقال أيضًا:
نبذتم الأديان من خلفكم ** وليس في الحكمة أن تنبذا
لا قاضي المصر أطعتم ولا ** الحبر ولا القس ولا الموبذا
إن عرضت ملتكم بينهم ** قال جميع القوم لا حبذا
وقال أيضًا:
هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت ** ويهود حارت والمجوس مضللة
اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا ** دين وآخر دين لا عقل له
وقال أيضًا:
إنما هذه المذاهب أسباب ** لجذب الدنيا إلى الرؤساء
فانفرد ما استطعت فالقائل الصادق ** يضحي ثقلا على الجلساء
وقال أيضًا:
أجاز الشافعي فعال شيء ** وقال أبو حنيفة لا يجوز
فضل الشيب والشبان منا ** وما اهتدت الفتاة ولا العجوز
وقال أيضًا:
ما للأنام وجدتهم من جهلهم ** بالدين أشباه النعام أو النعم
فمجادل وصل الجدال وقد درى ** أن الحقيقة فيه ليس كما زعم
علم الفتى النظار أن بصائرا ** عميت فكم يخفى اليقين وكم يعم
لو قال سيد غضا بعثت بملة ** من عند ربي قال بعضهم نعم
وقال أيضًا:
رويدك قد غررت وأنت حر ** بصاحب حيلة يعظ النساء
يحرم فيكم الصهباء صبحا ** ويشربها على عمد مساء
تحساها فمن مزج وصرف ** يعل كأنما ورد الحساء
يقول لكم غدوت بلا كساء ** وفي لذاتها رهن الكساء
إذا فعل الفتى ما عنه ينهى ** فمن جهتين لا جهة أساء

وقال في الفتى:

وجدت الفتى يرمي سواه بدائه ** ويشكو إليك الظلم وهو ظلوم
فإن كان شيطان له يستفزه ** فإيهما عند القياس تلوم؟
تجرأ ولا تجعل لحتفك علة ** بإكثار طعم إن ذلك لوم
وقال أيضًا:
حسب الفتى من ذنوب وصفه رجلا ** بالخير وهو على ضد الذي يصف
وقد خبرت بني الدنيا، فليتهم ** أو ليتني حملتني عنهم العصف
فظالم اخذ ما لا يحل له ** ومنصف ظل فيهم ليس ينتصف
وقال أيضًا:
وينشأ ناشئ الفتيان منا ** على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى بحجا ولكن ** يعلمه التدين أقربوه
وقال أيضًا:
هب الفتى نال أقصى ما يؤمله ** أليس راعي المنايا خلفه حطم
وقال أيضًا:
ألا إن أخلاق الفتى كزمانه ** فمنهن بيض في العيون وسود
وتأكلنا أيامنا فكأنما ** تمر بنا الساعات وهي أسود
وقد يخمل الإنسان في عنفوانه ** وينبه من بعد النهى فيسود
فلا تحسدن يوما على فضل نعمة ** فحسبك عارا أن يقال حسود
وقال أيضًا:
إذا ألف الشيء استهان به الفتى ** فلم يره بؤسى يعد ولا نعمى
كإنفاقه من عمره ومساغه ** من الريق عذبا لا يحس له طعما
وما ارتاب في لقيا الردى وكأنه ** حديث أتى من كاذب يبطل الزعما

وقال في الأبناء:

قد ينجب الولد النامي ووالده ** فسل ويفسل والاباء أنجاب
دنا رجل إلى عرس لأمر ** وذاك لثالث خلق اكتساب
فما زالت تعاني الثقل حتى ** أتاها الوضع واتصل الحساب
نرد إلى الأصول وكل حي ** له في الأربع القدم انتساب
وقال أيضًا:
يكسى الوليد جديد العمر يلبسه ** وكل يوم يرث الملبس الغالي
يضيق صدر الفتى ما لم يواف له ** شغلا، فيحتال للدينا بأشغال
وقال أيضًا:
ربيت شبلاً فلما أن غدا أسدا ** عدا عليك فلولا ربه أكلك
وقال أيضًا:
لا تزدرن صغارا في ملاعبهم ** فجائز أن يروا سادات أقوام
وأكرموا الطفل عن نكر يقال له ** فإن يعش يدع كهلا بعد أعوام
ولا تناموا عن الدنيا وغرتها ** فإن أبيتم فكونوا خير نوام
لا تظلموا من بنيها واحدا أبدا ** حتى تعدوا ذوي فطر كصوام
وقال أيضًا:
فاضرب وليدك وادلله على رشد ** ولا تقل هو طفل غير محتلم
ورب شق برأس جر منفعة ** وقس على نفع شق الرأس في القلم
وقال أيضًا:
أرى ولد الفتى كلا عليه ** لقد سعد الذي أمسى عقيما
أما شاهدت كل أبي وليد ** يؤم طريق حتف مستقيما
فإما أن يربيه عدوا ** وإما أن يخلفه يتيما
وقال أيضًا:
كم صرف المولود عن والد ** خيرا وكم أم له لم يمن
الربع للزوجة إن لم يكن ** نسل وإن كان غدت بالثمن

وقال في الأم:

العيش ماض فأكرم والديك به ** والأم أولى بإكرام وإحسان
وحسبها الحمل والإرضاع تدمنه ** أمران بالفضل نالا كل إنسان
وقال أيضًا:
إنما نحن في ضلال وتعليل ** فإن كنت ذا يقين فهاته
ولحب الصحيح آثرت الروم ** انتساب الفتى إلى أمهاته
جهلوا من أبوه إلا ظنونا ** وطلا الوحش لاحق بمهاته
وقال أيضًا:
وسيان من أمه حرة ** حصان ومن أمه فرتنى
زمان يخاطب أبناءه ** جهارا وقد جهلوا ما عنى

وقال في صنع المعروف:

يؤمل كل أن يعيش وإنما ** تمارس أهوال الزمان إذا عشتا
فرش معدما أن كان يمكن ريشه ** ولا تفخرن بين الأنام بما رشتا
وإن فضت للأقوام بالمال والغنى ** فيا بحر أيقن بالنضوب وإن جشتا
وقال أيضًا:
أكرم ضعيفك والآفاق مجدبة ** ولا تهنه ولو أعطيته القوتا
وجانب الناس تأمن سوء فعليهم ** وأن تكون لدى الجلاس ممقوتا
لا بد من أن يذموا كل من صحبوا ** ولو أراهم حصى المعزاء ياقوتا

وقال في الصمت:

اكتم حديثك عن أخيك ولا تكن ** أسرار قلبك مثل أسرار اليد
وقال أيضًا:
وكثرة القول دلت أن صاحبها ** ألغى وبذر فاهجر واتق البذرا
فإن في الطير ذا ريش به ضرع ** إذا أفاق أطال النطق والهذرا
وقال أيضًا:
الصمت أولى وما رجل ممنعة ** إلا لها بصروف الدهر تعثير
والنقل غير أنباء سمعت بها ** وآفة القول تقليل وتكثير
والعقل زين ولكن فوقه قدر ** فما له في ابتغاء الرزق تأثير
وقال أيضًا:
قد يحسب الصمت الطويل من الفتى ** حلما يوقر وهو فيه تخلف
وقال أيضًا:
واصمت فإن كلام المرء يهلكه ** وإن نطقت فإفصاح وإيجاز
وإن عجزت عن الخيرات تفعلها ** فلا يكن دون ترك الشر إعجاز
وقال أيضًا:
أوجز الدهر في المقال إلى أن ** جعل الصمت غاية الإيجاز
فافعل الخير إن جزاك الفتى عنه ** وإلا فالله بالخير جاز
وقال أيضًا:
إذا سكت الإنسان قلت خصومه ** وإن أضجعته الحادثات لجنبه
حسا طامر في صمته من دم الفتى ** فصغر ذاك الصمت معظم ذنبه
ولم يك في حال البعوض إذا شدا ** له نغم عال وأنت أذ به
وإن سل سيفاً من كلام مُسفه ** عليك فقابله بصبرك تُنبه
وقال أيضًا:
أطرق كأنك في الدنيا بلا نظر ** واصمت كأنك مخلوق بغير فم
وإن هممت بمين فاتخذ لفماً ** مضاعفات لتثني اللفظ باللفم

وقال في الشعر والشاعر:

ولولا ما تكلفنا الليالي ** لطال القول واتصل الروي
ولكن القريض له معان ** وأولاها به الفكر الخالي
وقال أيضًا:
والحسن يظهر في شيئين رونقه ** بيت من الشعر أو بيت من الشعر
وقال أيضًا:
بني الآداب غرتكم قديما ** زخارف مثل زمزمة الذباب
وما شعراؤكم إلا ذئاب ** تلصص في المدائح والسباب

وقال في العلاء والمجد:

جمال المجد أن يثنى عليه ** ولولا الشمس ما حسن النهار
وقال أيضًا:
والمجد لله لا خلق يشاركه ** وال حواء ما طلبوا ولا مجدوا
أما إلى كل شر فانتبهوا ** بل لم يناموا ولكن عن تقى هجدوا
والناس في دنياهم أشرارا ** لولا المخافة ما زكوا ولا سجدوا

وقال في الأمل والأماني:

عللاني فإن بيض الأماني ** فنيت والظلام ليس بفاني
إن تناسيتما وداد أناس ** فاجعلاني من بعض من تذكران
رب ليل كأنه الصبح في الحسن ** وإن كان أسود الطيلسان

وقال في الجار:

لا تصحبن يد الليالي فاجرا ** فالجار يؤخذ أن يعيب الجار
وقال أيضًا:
إذا شئت أن ترقى جدارك مرة ** لأمر فآذن جار بيتك من قبل
ولا تفجأنه بالطلوع فربما ** أصاب الفتى من هتك جارته خبل
وقال أيضًا:
أما المجاور فارعه وتوقه ** واستعف ربك من جوار الملحد
وأرى التوحد في حياتك نعمة ** فإن استطعت بلوغه فتوحد
وقال أيضًا:
متى نشأت ريح لقدرك فابعثي ** لجارتك الدنيا قليلا ولا تملي
فإن يسير الطعم يقضي مذمة ** ولا سيما للطفل أو ربة الحمل
وقال أيضًا:
تواضع إذا ما رزقت العلاء ** فذلك مما يزيد الشرف
ودارك أحسن إلى جارها ** ولا تجعلن لها مشترف
وإن ألبس الله ثوب الشفاء ** فلا تؤثرن عليه الترف

وقال في الرزق:

هو الرزق يجريه المليك ولن ترى ** أخا عيشة بالحرص يُطعم أو يُسقى
وكم أمر العقل السليم بصالح ** فما فعلوا إلا الخيانة والفسقا
وقال أيضًا:
وخير الرزق ما وافاك عفوا ** فخل فضول أموال مطسنه
وليت نفوسنا والحق آت ** ذهبن كما أتين وما أحسنه
وقال أيضًا:
وليس يزاد في رزق حريص ** ولو ركب العواصف كي يزادا
وقال أيضًا:
تيمم فجا واحدا كل راكب ** ولا بد أني سالك ذلك الفجا
فلا تبتئس للرزق إن بض فاترا ** ولا تغتبط إن جاش رزقك أو ثجا
وإن لأجسام الأنام غرائزا ** إذا حركت للشر طالبه لجا
رأيت الفتى كالعود يرتع مرة ** وإن مست الأعباء كاهله ضجا

وقال في القناعة:

فما ينفك ذا مال عتيد ** فتى جعل القنوع له عتادا
وقال أيضًا:
اقنع بأيسر شيء فالزمان له ** محيلة لا تقضى عندها الحوج
وما يكف أذاة عنك حلف ضنى ** وقد يشجك عود مسه عوج
وقال أيضًا:
لا تطلب الغرض البعيد وتسهر ** ما يقض يأت وطالب لم يبهر
والمرء يغشاه الأذى من حيث لا ** يخشاه فأعجب من صروف الأدهر
وقال أيضًا:
اقنع بما رضي التقي لنفسه ** وأباحه لك في الحياة مبيح
أسنى فعالك ما أردت بفعله ** رشدا وخير كلامك التسبيح
إن الحوادث ما تزال لها مدى ** حمل النجوم ببعضهن ذبيح
وقال أيضًا:
تقنع من الدنيا بلمح فإنها ** لدى كل زوج حائض ما لها طهر
متى ما تطلق تعط مهرا وإن تزد ** فنفسك بعد الدين والراحة المهر
ولم تر بطن الأرض يلقى لظهرها ** رجالا كما يلقي إلى بطنها الظهر

وقال في الحسد والحسود:

إذا صغر اسما حاسدوك فلا ترع ** لذلك والدنيا بسعدك تغفر
فإن الثريا واللجين وحسبنا ** بها وسهيلا كلهن مصغر
وقال أيضًا:
الملك لله لا تنفك في تعب ** حتى تزال أرواح وأجساد
ولا يرى حيوان لا يكون له ** فوق البسيطة أعداء وحساد
وقال أيضًا:
لا بد للروح أن تنأى عن الجسد ** فلا تخيم على الأضغان والحسد

وقال في السر وكتمانه:

الصدر بيت إذا ما السر زايله ** فما يكن ببيت بعده أبدا
فأحفظ ضميرك عن خل تجالسه ** فكم خفي خفاه ماكرا فبدا
وللحقود علامات يبن بها ** كما رأيت بشدق الهادر الزبدا
فازجر هواك وحاذر أن تطاوعه ** فإنه لغوي طالما عبدا

وقال في الخير:

ما الخير صوم يذوب الصائمون له ** ولا صلاة ولا صوف على الجسد
وإنما هو ترك الشر مطرحا ** ونفضك الصدر من غل ومن حسد
ما دامت الوحش والأنعام خائفة ** فرسا فما صح أمر النسك للأسد
وقال أيضًا:
أعوذ بالله من قوم إذا سمعوا ** خيرا أسروه أو شرا أذاعوه
مالي رأيت دعاة الغي ناطقة ** والرشد يصمت خوف القتل داعوه
وقال أيضًا:
خير وشر وليل بعده وضح ** والناس في الدهر مثل الدهر قسمان
واللب حارب تركيبا يجاهده ** فالعقل والطبع حتى الموت خصمان
وقال أيضًا:
عليك بفعل الخير لو لم يكن له ** من الفضل إلا حسنه في المسامع
وقال أيضًا:
كن صاحب الخير تنويه وتفعله ** مع الأنام على أن لا يدينوكا
إذا طلبت نداهم صرت ضدهم ** وإن ترد منهم عزا يهينوكا
فعش بنفسك فالإخوان أكثرهم ** إلا يشينوك يوما لا يزينوكا
وكم أعانك ناس ما استعنت بهم ** أو استعنت بقوم لم يعينوكا

وقال في الشر:

لم يقدر الله تهذيبا لعالمنا ** فلا ترومن للأقوام تهذيبا
ولا تصدق بما البرهان يبطله ** فتستفيد من التصديق تكذيبا
يغدو على خله الإنسان يظلمه ** كالذئب يأكل عند الغرة الذيبا
وقال أيضًا:
الظلم في الطبع فالجارات مرهقة ** والعرف يستر والميزان مبخوس
والطرف يضرب والأنعام مأكله ** والعير حامل ثقل وهو منخوس
وقال أيضًا:
والشر في الجد القديم غريزة ** في كل نفس منه عرق ضارب
وقال أيضًا:
شكوت من أهل هذا العصر غدرهم ** لا تنكرن فعلى هذا مضى السفلة
وما اعتراني بعيب الجنس منقصة ** والعين يعرف في آنافها الذلف
أمسى النفاق دروعا يستجن بها ** من الأذى ويقوي سردها الخلف
وقال أيضًا:
فظن بسائر الإخوان شرا ** ولا تأمن على سر فؤادا
وقال أيضًا:
وجدت الشر ينفع كل حين ** ومن نفع به حمل الحسام
وقال أيضًا:
والشر مشتهر المكان معروف ** والخير يلمح من وراء خمار
وقال أيضًا:
عرفت سجايا الدهر أما شروره ** فنقد وأما خيره فوعد
وقال أيضًا:
ادفع الشر إذا جاء بشر ** وتواضع إنما أنت بشر
وقال أيضًا:
الشر طبع ودنيا المرء قائدة ** إلى دناياه والأهواء أهوال
وقال أيضًا:
والشر في الإنس مبثوث وغيرهم ** والنفع مذ كان ممزوج به الضرر
وقال أيضًا:
سجايا كلها غدر وخبث ** توارثها أناس عن أناس
وقال أيضًا:
أعوذ بالله من قوم إذا سمعوا ** خيرا أسروه أو شرا أذاعوه
مالي رأيت دعاة الغي ناطقة ** والرشد يصمت خوف القتل داعوه
وقال أيضًا:
غلت الشرور ولو عقلنا صيرت ** دية القتيل كرامة للقاتل
وقال أيضًا:
وأشرف من ترى في الأرض قدرا ** يعيش الدهر عبد فم وفرج
وحب الأنفس الدنيا غرور ** أقام الناس في هرج ومرج
وإن العز في رمح وترس ** لأظهر منه في قلم ودرج
متى كشفت أخلاق البرايا ** تجد ما شئت من ظلم وحرج
وقال أيضًا:
دنياك دار شرور ولا سرور بها ** وليس يدري أخوها كيف يحترس
وقال أيضًا:
والقوم شر فلا يسررك إن بسطوا ** لك الوجوه ولا يحزنك إن عبسوا

وقال في الظلم:

يتشبه الطاغي بطاغ مثله ** وأخو السعادة بينهم من يسلم
وقال أيضًا:
كم ظلم الأقوام أمثالهم ** ثمت بادوا فمتى يلتقون
وقال أيضًا:
وأيسر من ركوب الظلم جهلا ** ركوبك في مآربك الظلاما
وقد يبغي السلامة مستجير ** فيترك من مخافته السلاما
وقال أيضًا:
لا شيء في الجو وآفاقه ** أصعد من دعوة مظلوم
وقال أيضًا:
والظلم يمهل بعض من يسعى له ** ومحل نقمته بنفس الظالم

وقال في الذل:

وحب الفتى طول الحياة بذل ** وإن كان فيه نخوة وعرام
وقال أيضًا:
وحسب الفتى من ذلة العيش أنه ** يروح بأدنى القوت وهو حباء

وقال في التكبر:

والكبر والحمد ضدان اتفاقهما ** مثل اتفاق فتاء السن والكبر
يجنى تزايد هذا من تناقض ذا ** والليل إن طال غال اليوم بالقصر

وقال في العدو:

يقول لك العقل الذي بين الهدى ** إذا أنت لم تدرأ عدوا فداره
وقبل يد الجاني الذي لست واصلا ** إلى قطعها وانظر سقوط جداره
وقال أيضًا:
جالس عدوك تعرف من تكاتمه ** يبدو القلى في حديث القوم والمقل
فخالف الناس ترشد كلما نطقوا ** فاصمت حميدا وإن هم أنصتوا فقل
وقال أيضًا:
أعدى عدو لابن ادم نفسه ** ثم ابنه وافاه يهدم ما بنى
هاتيك تأمره بكل قبيحة ** ودعاه ذاك لأن يضن ويجبنا

وقال في الصداقة الصحبة:

إذا صاحبت في أيام بؤس ** فلا تنس المودة في الرخاء
ومن يعدم أخوه على غناه ** فما أدى الحقيقة في الإخاء
ومن جعل السخاء لأقربيه ** فليس بعارف طرق السخاء
وقال أيضًا:
فاعذر خليلك إن جفاك ولا تجد ** وإذا الزيارة ساعفتك فلا تدم
بئس العشير أنا الغداة وصاحبي ** مثلي فإني ما ندمت ولا ندم
وقال أيضًا:
فؤادك خفاق وبرقك خافق ** وأعياك في الدنيا خليل موافق
تخير فإما وحدة مثل ميتة ** وإما جليس في الحياة منافق
أردت رفيقا كي ينالك رفقه ** فدعه إذا لم تأت منه المرافق
وقال أيضًا:
فاهجر صديقك إن خفت الفساد به ** إن الهجاء لمبدوء بتشبيب
والكف تقطع إن خيف الهلاك بها ** على الذراع بتقدير وتسبيب
وقال أيضًا:
إذا كان إكرامي صديقي واجبا ** فإكرام نفسي لا محال أوجب
وقال أيضًا:
إذا ودك الإنسان يوما لخلة ** فغيرها مر الزمان تنكرا
ويشرب ماء المزن ما دام صافيا ** ويزهد فيه وارد، إن تعكرا
وما زال فقر المرء يأتي على الغنى ** ونسيانه مستدركا ما تذكرا
شرابك بئس الشيء سر وإنما ** أفاد سرورا باطلا حين أسكرا
وفي الناس من أعطى الجميل بديهة ** وضن بفعل الخير لما تفكرا
فخف قول من لاقاك من غير سالف ** حميد فأبدى بالنفاق تشكرا
وكم أضمر المصحوب مكرا بصاحب ** فألقى قضاء الله أدهى وأمكرا
يقوم عليه النوح ليلا ولو غدا ** سليما لأجرى شأو غي وبكرا

وقال في الأخ والإخاء:

أنجد أخاك على خير يهم به ** فالمؤمنون لدى الخيرات أنجاد
وقال أيضًا:
ظعنت لتستفيد أخا وفيا ** وضيعت القديم المستفادا

وقال في الوفاء:

تجنب الوعد يوما أن تفوه به ** فإن وعدت فلا يذممك إنجاز
واصمت فإن كلام المرء يهلكه ** وإن نطقت فإفصاح وإجاز
وإن عجزت عن الخيرات تفعلها ** فلا يكن دون ترك الشر إعجاز
وقال أيضًا:
فقدت البحور وأهل الوفاء ** وأصبحت في غدر كالغدر
وما زال يردؤ ذاك الجواد ** حتى أبر عليه الكدر

وقال في السرور والبشاشة:

وقد ترضى البشاشة وهي خب ** ويروى بالتعلة وهي آل
وقال أيضًا:
ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة ** وحق لسكان البسيطة أن يبكوا
يحطمنا ريب الزمان كأننا ** زجاج ولكن لا يعاد له سبك

وقال في الغنى والثراء:

أغنى الأنام تقي في ذرى جبل ** يرضى القليل ويأبى الوشي والتاجا
وأفقر الناس في دنياهم ملك ** يضحي إلى اللجب الجرار محتاجا
وقد علمت المنايا غير تاركة ** ليثا بخفان أو ظبيا بفرتاجا
وقال أيضًا:
إن الغنى لعزيز حين تطلبه ** والفقر في عنصر التركيب موجود
والشح ليس غريبا عند أنفسنا ** بل الغريب وإن لم يرحم الجود
وقال أيضًا:
كن من تشاء مهجا أو خالصا ** وإذا رزقت غنى فأنت السيد
واصمت فما كثر الكلام من امرئ ** إلا وظن بأنه متزيد

وقال في الفقر:

أما الحياة ففقر لا غنى معه ** والموت يفنى فسبحان الذي قدرا
لو أنصف العيش لم تذم صحابته ** وما غدرنا ولكن عيشنا غدرا
وقال أيضًا:
إذا طرق المسكين دارك فاحبه ** قليلا ولو مقدار حبة خردل
ولا تحتقر شيئا تساعفه به ** فكم من حصاة أيدت ظهر مجدل

وقال في البخل:

عش بخيلا كأهل عصرك هذا ** وتباله فإن دهرك أبله
إن ترد أن تخص حرا من الناس ** بخير فخص نفسك قبله
وقال أيضًا:
قر البخيل فأمسى من تحفظه ** يلقي على الجسم دينارا فدينارا
يشكو الشتاء فيرجو أن يدفئه ** أوقد صلاءك ليس العسجد النارا
وقال أيضًا:
لا تخبأن لغد رزقا وبعد غد ** فكل يوم يوافي رزقه معه
واذخر جميلا لأدنى القوت تدركه ** وللقيامة تعرف ذاك أجمعه
وقال أيضًا:
إن البخيل إذا يمد له المدى ** في الجود هان عليه وعد السائل

وقال في الكرم:

أدنى الفوارس من يغير لمنغم ** فاجعل مغارك للمكارم تكرم
وتوق أمر الغانيات فإنه ** أمر إذا خالفته لم تندم

وقال في الجود والسخاء:

يصون الحجى والبذل أعراض معشر ** وأين يرى العرض الذي يبذل
وصاحب نكر بات يعذر بيننا ** وفاعل معروف يلام ويعذل

وقال في العشق والصبابة:

فآفة العاشق من طرفه ** والموت لو يعلم في ورده
سلم إلى الله فكل الذي ** ساءك أو سرك من عنده
لا يعدم الأسمر في غابه ** حتفا ولا الأبيض في غمده
إن الذي الوحشة في داره ** تؤنسه الرحمة في لحده

وقال في المودة:

جربت دهري وأهليه فما تركت ** لي التجارب في ود امرئ غرضا

وقال في الهوى والميل:

ورب مساتر بهواك عزت ** سرائره وكل هوى هوان
أحبك في ضمائره ونادى ** ليعلنها وقد فات العلان

وقال في الحسناء والغانية:

أقل الذي تجني الغواني تبرج ** يرى العين منها حليها وخضابها
فإن أنت عاشرت الكعاب فدارها ** وحاول رضاها واحذرن غضابها
فكم بكرت تسقي الأمر العجابا ** من الغار إذا تسقي الخليل رضابها
وقال أيضًا:
قلب الزمان فرب خود تبتغي ** زوجا وتبذل غاليا من مهره
فاضرب يتيمك طالبا تأديبه ** ما عد ذلك راشد من قهره
وقال أيضًا:
أحسن جوارا للفتاة وعدها ** أخت السماك على دنو الدار
كتجاور العينين لن تتلاقيا ** وحجاز بينها قصير جدار
وقال أيضًا:
وإذا الفتى كره الغواني واتقى ** مرضا يعود وضره ما يطعم
فقد انطوت عنه الحياة وكذاب ** من قال عنه: يبيت وهو منعم
ركب الزمان إلى الحمام برغمه ** ورأى المنية ليس فيها مرغم
وقال أيضًا:
ولتحل عرسك بالتقى فنظامه ** أسنى لها من لؤلؤ وزبرجد
كل يسبح فافهم التقديس في ** صوت الغراب وفي صياح الجدجد
وانزل بعرضك في أعز محلة ** فالغور ليس بموطن للمنجد
وقال أيضًا:
إذا شئت يوما أن تقارن حرة ** من الناس فاختر قومها ونجارها
إذا خطب الحسناء كهل وناشئ ** فإن الصبا فيها شفيع مشفع
فمن من تعطى الباح عشيرها ** ومنهن من تنبي بخسر تجارها
وقال أيضًا:
إذا كنت ذا ثنتين فاغد محاربا ** عدوين واحذر من ثلاث ضرائر
وإن هن أبدين المودة والرضا ** فكم من حقود غيبت في السرائر
قرانك ما بين النساء أذية ** لهن فلا تحمل أذاة الحرائر
وإن كنت غرا بالزمان وأهله ** فتكفيك إحدى الآنسات الغرائر

أحدث أقدم