دهر يشيع سبته أحده - ابن الرومي

دهر يشيع سبته أحده، متتابع ما ينقضي أمده

قصيدة: دهر يشيع سبته أحده

  • للشاعر: ابن الرومي

دهــــرٌ يُـشـيِّـعُ سـبـتـه أحـــدُه
مـتـتـابـعٌ مــــا يـنـقـضي أمـــدُه

والـحـالُ مــن سـعـدٍ يـسـاعدنا
طـــوراً ونــحـسٍ مُـعـقبٍ نـكـدُه

يــــــــــومٌ يــبــكّــيــنـا وآونـــــــــةً
يـــــومٌ يـبـكّـيـنـا عــلــيـه غــــدُه

نـبـكي عـلـى زمـن ومـن زمـنٍ
فــبــكـاؤنـا مــوصــولــةٌ مُـــــددُه

ونــــــرى مــكــارِهـنـا مــخــلّـدةً
والـعـمـرُ يــذهـب فـانـيـاً عــددُه

أفـــلا سـبـيـل إلـــى تـبـحـبُحِنا
فــي سـرمـدٍ لا يـنـقضي أبــدُه

ســكــرى شــبــابٍ لا يـعـاقـبـه
هــــرمٌ وعــيــشٌ دائـــم رغـــدُه

لا خــيـر فـــي عــيـشٍ تـخـوّنُـنا
أوقــــاتُـــهُ وتــغــولــنـا مُـــــــددُه

يُـعـطى الـفـتى الأيــام يُـنفقها
وقـــصـــاصُـــهــا أن يــــقـــتـــرى

جلدُه من أقرض الأوقات أتلفها
وقـضى جـميع قُروضِها جسدُه

حـتـى يُـغـيّب فــي مُـطـمطمةٍ
لا أهـــلُـــه فــيــهــا ولا ولــــــدُه

وأجــلُّ ذلــك أن تُـرِكـتُ سُـدىً
مــــن قــاصــم وأقــرّنـي بــلـدُه

مــلـك إذا اســـودّت لـــديّ يـــدٌ
مــن غـيـره ابـيـضّت لــديّ يـدُه

مـهما عـدِمنا من سدىً وندىً
عــنـد الـمـلـوك فـعـنـده نــجِـدُه

خــلـتِ الإســـاءةُ مـــن إرادتـــه
ويـــريــد إحــســانـاً ويــعـتـمـدُه

مـــا انـفـكّ يـرفـعُني ويـنـفعُني
حـتـى أضـرّ بـحاسدي حـسدُه

قــــالــــت فــضــائــلُـهُ لآمــــلـــهِ
نِــعـم الـفـتـى لـلـدّهر تـعـتقِدُه
أحدث أقدم