بدا وجه العروبة في حلوك – معروف الرصافي

بدا وجه العروبة في حلوك، غداة قضى الحسين أبو الملوك، قضى متنازلا بعد اعتلاء

قصيدة: بدا وجه العروبة في حلوك

  • للشاعر: معروف الرصافي

بـــدا وجـــه الـعـروبة فــي حـلـوك
غـداة قـضى الـحسين أبو الملوك

قـــضــى مــتــنـازلا بــعــد اعــتــلاء
كــذاك الـشـمس تـجـنح لـلـدلوك

قضى في المجد ليس بذي نظير
وفـي الـعزمات لـيس بذي شريك

مــلـيـك واصــــل الأقــــدام حــتـى
أتــــــاه بــهـلـكـه يـــــوم الــهــلـوك

لـقد سـلك الـطريق إلى المعالي
إلــى أن مــات مـحـمود الـسـلوك

وجــــدد لـلـعـروبـة غــــرس مــجـد
قــديــم كــــان كــالـعـذق الـتـريـك

وأحــدث نـهضة فـي الـعرب هـزت
جــنـوب الأرض كـالـريح الـسـهوك

وأثــبـت بـالـسـيوف لــهـم حـقـوقا
مــــؤيـــدة بــــكـــل دم ســـيــفــك

ولــكــن غــشــه الـحـلـفاء حــتـى
أتــوه مــن الـثـعالب فــي مـسوك

وخــانـوا لـــم يــفـوا بــعـد انـتـصـار
بـمـا كـتـبوه فــي بـطـن الـصـكوك

خــطــبــنــا ودهـــــــم فــتـقـبـلـونـا
بــعــاطـفـة كــعــاطـفـة الـــفـــروك

وكــم وعــدوا بـنـي قـحطان وعـدا
بــه انـقـلب الـيـقين إلـى شـكوك

لـقـد سـتـروا شـينع الـغدر مـنهم
بــثـوب مـــن سـيـاسـتهم مـحـوك

فـسـاسـتـهم إذا وقــعــوا بــضـنـك
أرونـــا الـــود فـــي وجـــه ضـحـوك

وأبــدوا فــي الـرخـاء لـنـا عـبـوسا
وهـــذا عـــد مـــن شـيـم الـهـلوك

ونــحـن الــعـرب نــأبـى غــيـر عــز
ونـطمح في الحياة إلى السموك

ويـــــوم الــــروع نـنـتـظـم الـمـنـايـا
ولـم تـكن الـسيوف سوى سلوك

ونـمـضغ فــي الـهياج الـموت دون
الــعـلا مــضـغ الأوانـــس لـلـعـلوك

ومــا عــاب الـفـتى جـسـم هـزيل
إذا مــــا كــــان ذا شــــرف وديـــك

ومـا الـشرف الـحميد سوى فعال
حــمـيـد مــــن مـعـادنـنـا ســبـيـك

قــريـن الـقـبـلتين عـلـيـك نـبـكـي
ومــا بـالـدمع مــن طــرف مـسيك

فـقـدنـا مــنـك خــيـر زعــيـم قـــوم
وخـــيــر نــضـيـج تــجـربـة حــنـيـك

لــقـد نـــاح الــعـراق عـلـيك حـزنـا
وضــج مــن الـخـليج إلــى دهــوك

ونــاح الـمـسجد الأقـصـى جـميعا
إلـــى أرض الــشـام إلـــى تــبـوك

لــقــد نــزهـت مـــن غــمـز ولــمـز
كــمـا نــزهـت مـــن شـعـر ركـيـك

أحدث أقدم