دعاء المظلوم على الظالم

أدعية للمظلوم على الظالم

الظلم هو عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل وهو الجور، وقيل: هو التصرف في ملك الغير، ومجاوزة الحد.

أما دعوة المظلوم على ظالمه فقد شُرعت، ولو كان المظلوم كافرًا والظالم مسلمًا، ثم دعا الله على الظالم؛ استجاب الله دعاءه، لا حبًا للكافر، ولكن حبا للعدل، لأن الله حكم عدل، والمظلوم لابد أن ينصف له من الظالم، 
فالمظلوم دعوته مستجابة، ولكن تكون بقدر ما ظلمه الظالم ولا يزيد عن ذلك، أما إن تجاوز فإنه يكون معتديًا فلا يستجاب له، قال تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}[الشورى: 40].

وفي هذا المقال سنتعرف على مجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن الظلم وتبين سوء عاقبة الظالمين، كما وضعنا لكم مجموعة من الأدعية على الظالمين.

ذم الظلم والنهي عنه في الإسلام

أولاً: ذم الظلم والنهي عنه في القرآن الكريم

ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات في ذم الظلم وتبين سوء عاقبة الظالمين، وفي ما يلي ذكر بعضها:

آيات وردت في تنزيه الله تعالى نفسه عن الظلم:

  • قال الله تعالى في الآية 31 من سورة غافر: {مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ}.
  • وقال سبحانه وتعالى في الآية 182 من سورة آل عمران: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ}.
  • وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}[فصلت: 46].
  • وقال تعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }[ق: 29].
  • وقال تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ}[آل عمران: 108].
  • وقال تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً}[النساء: 124].
  • وقال سبحانه: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء: 40].
  • وقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[يونس: 44].
  • وقال تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}[الزمر: 69].

آيات تتحدث عن إهلاك الله تعالى للظالمين، وتوعدهم بعقوبات في الدنيا والآخرة:

  • يقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}[هود: 102].
  • وقال تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ}[الأنبياء: 11].
  • وقال تعالى: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ}[الحج: 45].
  • وقال الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ}[الحج: 48].
  • وقال تعالى: {يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}[الإنسان: 31].
  • وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً}[النساء: 168].
  • وقوله تعالى: {وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ}[سبأ: 42].
  • وقال الله تعالى: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ}[الزخرف: 65].
  • وقال تعالى: {وَإِذَا رَأى الَّذِينَ ظَلَمُواْ الْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ}[النحل: 85].
  • وقاله تعالى: {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ}[النمل: 85].
  • وقال الله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[غافر: 18].
  • وقال تعالى: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}[الحج: 71].
  • وقال تعالى: {وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَـئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ* إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[الشورى: 41-42].
  • وقال تعالى: {وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ}[الزمر: 24].
  • وقول الله عز وجل: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[غافر: 52].
  • وقال تعالى: {إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}[الأنعام: 21].
  • وقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة: 51].
  • وقال الله تعالى: {لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}.[النساء: 148].

آيات جاء فيها وصف المعاصي بالظلم: 

  • قال الله تعالى: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}[الطلاق: 1].
  • وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}[النساء: 10].
  • وقال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[الأنعام: 144].
  • وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}[هود: 18].
  • وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا}[الأنعام: 93].
  • وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[البقرة: 140].
  • وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ}[السجدة: 22].

ثانياً: ذم الظلم والنهي عنه في السنة النبوية

عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما؛ فلا تظالموا...). رواه مسلم

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم). رواه أبو داود، والترمذي

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: أن رسول الله -صمى الله عليه وسلم - قال: (من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين). رواه مسلم

وعن خولة الأنصارية -رضي الله عنها- قالت: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة). رواه البخاري

وعن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم). رواه مسلم

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث معاذ إلى اليمن، فقال: (اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب). رواه البخاري، ومسلم

وعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إن الله ليملي للظالم فإذا آخذه لم يفلته. ثم قرأ {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}). رواه البخاري

وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة). رواه مسلم

ويقول عليه الصلاة والسلام: (صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم، وكل غال مارق). رواه الطبراني

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم تحمل على الغمام، وتفتح لها أبواب السماوات، ويقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين). رواه أحمد، والترمذي


أدعية المظلوم

حسبي الله ونعم الوكيل.

 اللهم عليك بهلاك الظالم بظلمه، وأملأ باله بالحيرة وقلبه بالقهر وعيونه بالبكاء، رب أرني به عجائب قدرتك عاجلاً غير آجلاً.

 اللهم أرغم أنفه، وعجل حتفه، ولا تجعل له قوة إلا قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلا فرقتها، ولا قائمة علو إلا وضعتها، ولا ركناً إلا وهنته، ولا سببًا إلا قطعته.

 اللهم عليك بمن ظلمني، اللهم خيب أمله، وأزل ظلمه، وأجعل شغله في بدنه، ولا تفكه من حزنه، وصير كيده في ضلال، وأمره إلى زوال، ونعمته إلى انتقال، وسلطانه في اضمحلال، وعافيته إلى شر مآل، اللهم وأمته بغيظه إذا أمته، وأبقه لحزنه إن أبقيته، اللهم قني شره، وهمزه ولمزه، وسطوته وعداوته فأنك أشد بأساً، وأشد تنكيلاً.

 اللهم إن الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكل المقهور عليك.

 يا رب إن الظالم جمع كل قوته وطغيانه، وأنا عبدك جمعت له ما استطعت من الدعاء، يا رب فاستجب لدعوة عبدك المظلوم، وانصرني فإنك يا كريم قلت لدعوة المظلوم بعزتي وجلالي لانصرنك  ولو بعد حين.

 يا رب إنك حرمت على نفسك الظلم وحرمته على عبادك، فاللهم أنت كفيلي وحسبي على كل من ظلمني وقهر قلبي وأبكاني.

 أسألك يا الله بحق جلالك العظيم وجاهك وعظمتك التي يهتز لها كل الخلائق، وعزتك التي يهتز لها عرشك وحملته، أن تنصرني يا لله على كل من ظلمني، فأنت لا ترض بالظلم على عبادك ووعدت باستجابة دعاء المظلوم.

 اللهم إني أستغيث بك بعدما خذلني كل مغيث من البشر، وأستنصرك إذ قعد عني كل نصير من عبادك، وأطرق بابك بعد ما أغلقت الأبواب المرجوة، اللهم انتقم من الظالم في ليلة لا أخت لها، وساعة لا شفاء منها، وبنكبة لا انتعاش معها، وبعثرة لا إقالة منها، اللهم إنك تعلم ما حل بي قبل أن أشكوه إليك، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً.

 رب استغيث بك فأنت أعلم بحاجتي، وألجأ إليك لأنك القادر على خلاصي، رب ييسر لي أمري وانصرني على من ظلمني، واكنفني في كنفك، فأنت ثقتي ورجائي يا عظيم يا أكرم الأكرمين.

 اللهم فارج الهم، وكاشف الكرب، ومجيب المضطرين، ورحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمني اليوم رحمة واسعة تغنيني بها عن رحمة من سواك، اللهم أجعل لي من كل هم فرجاً ومخرجا وارزقني من حيث لا احتسب يا غياث المستغيثين يا مجيب دعاء المضطرين، اللهم أني وجهت وجهي إليك، وتوكلت عليك، خاشع بين يديك، فأيدني يا رب بجلالك واجعلني من عبادك المتقين، ولا تجذب قلبي إلا إلى بابك، اللهم قربني مما تحب، واحفظني من صحبه أعدائك، وأطلق لساني وقلبي بشكرك وذكرك، ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

 رب إنك حرمت على نفسك الظلم وحرمته على عبادك، فاللهم أنت كفيلي وحسبي على كل من ظلمني وقهر قلبي وأبكاني.

 اللهم من عاداني فعاده، ومن كادني فكده، ومن بغى علي بهلكة فأهلكه، ومن أرادني بسوء فخذه، وأطفئ عني نار من أشب لي ناره، واكفني هم من أدخل على همه، وأدخلني في درعك الحصينة، واسترني بسترك الواقي، يامن كفاني كل شيء أكفني ما أهمني من أمر الدنيا والآخرة، وصدق قولي وفعلي بالتحقيق، يا شفيق يا رفيق فرج عني كل ضيق، ولا تحملني مالا أطيق، أنت إلهي الحق الحقيق.

 يا عظيم فرج عني ما أهمني وتولى أمري بلطفك ورحمتك وكرمك إنك على كل شيء قدير.

 يا رب اللهم إني ومن ظلمني من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرنا ومستودعنا، وتعلم متقلبنا ومثوانا، وسرنا وعلانيتنا، وتطلع على نياتنا، وتحيط بضمائرنا، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا، ولا لنا منك معقل يحصننا، ولا حرز يحرزنا، ولا هارب يفوتك منا.


قال ابن القيم: سبحان الله! كم بكت في تنعم الظالم عين أرملة، واحترقت كبد يتيم، وجرت دمعة مسكين {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ}[المرسلات: 46]، {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ}[ص:88]، ما ابيض لون رغيفهم حتى اسود لون ضعيفهم، وما سمنت أجسامهم حتى انتحلت أجسام ما استأثروا عليه، لا تحتقر دعاء المظلوم، فشرر قلبه محمول بعجيج صوته إلى سقف بيتك، ويحك نبال أدعيته مصيبة، وإن تأخر الوقت، قوسه قلبه المقروح، ووتره سواد الليل، وأستاذه صاحب (لأنصرنك ولو بعد حين) وقد رأيت ولكن لست تعتبر، احذر عداوة من ينام وطرفه باك، يقلب وجهه في السماء، يرمي سهامًا ما لها غرض سوى الأحشاء منك، فربما ولعلها إذا كانت راحة اللذة تثمر ثمرة العقوبة لم يحسن تناولها، ما تساوي لذة سنة غم ساعة، فكيف والأمر بالعكس، كم في يم الغرور من تمساح، فاحذر يا غائص، ستعلم أيها الغريم قصتك عند علق الغرماء بك:
إذا التقى كل ذي دَين وماطله ** ستعلم ليلى أي دين تداينت

من لم يتتبع بمنقاش العدل شوك الظلم من أيدي التصرف أثر ما لا يؤمن تعديه إلى القلب.


أحدث أقدم