يا سيدي أسعف فمي ليقولا – محمد مهدي الجواهري

قصيدة ياسيدي أسعف فمي ليقولا في عيد مولدك الجميل جميلا، الجواهري

قصيدة: يا سيدي أسعف فمي ليقولا

  • للشاعر: محمد مهدي الجواهري

يــا  سـيّدي أسـعِف فـمي لـيَقولا
فـي عـيدِ مـولدِك الـجميلِ جـميلا

أسـعِف فـمي يُـطلِعك حُـرّاً نـاطِفاً
عـسـلاً  ولـيـس مُـداهِناً مـعسولا

يـــا أيّــهـا الـمـلِكُ الأجــلُّ مـكـانةً
بــيـن الـمـلـوكِ ويـــا أعـــزُّ قـبـيلا

يا ابن الهواشِمِ من قُريشٍ أسلفوا
جــيـلاً بِـمـدرجـةِ الـفـخـارِ فـجـيلا

نـسـلوك فـحلاً عـن فُـحولٍ قـدّموا
أبــــداً شــهـيـد كــرامــةٍ وقـتـيـلا

لـــلــهِ درُّك مـــــن مــهــيـبٍ وادِعٍ
نــسـرٍ يُـطـارِحُـهُ الـحـمامُ هـديـلا

يُـدني البعيد إلى القريبِ سماحةً
ويُــؤلِّــفُ  الـمـيـئـوس والــمـأمـولا

يــا مُـلـهماً جــاب الـحياة مُـسائِلاً
عـنـهـا  وعــمّـا ألـهـمت مـسـؤولا

يُــهـديـهِ  ضـــوْءُ الـعـبـقريِّ كــأنّـهُ
يَـسـتلُّ  مـنـها سِـرّهـا الـمـجهولا

يـرقـى الـجبال مـصاعِباً تـرقى بـهِ
ويَــعــافُ  لـلـمُـتـحدِّرين سُــهــولا

ويُـقـلِّبُ الـدُّنـيا الـغـرور فــلا يـرى
فـيـها الــذي يُـجدي الـغُرور فـتيلا

يــا  مُـبـرِئ الـعِلل الـجِسام بـطِبّهِ
تــأبـى الـمـروءةُ أن تـكـون عـلـيلا

أنـا فـي صـميمِ الـضّارِعين لـربِّهِم
ألاّ  يُـــريـــك كــريــهــةً وجــفــيـلا

والـضّـارِعـاتُ  مـعـي مـصـائِرُ أُمّــةٍ
ألاّ  يــعــود بــهــا الــعـزيـزُ ذلــيــلا

فـلـقـد  أنـــرت طـريـقـها وضـربـتهُ
مــثـلاً شـــروداً يُــرشِـدُ الـضـلّـيلا

وأشـعـت فـيـها الــرأيَ لا مُـتـهيِّباً
حـــرجـــاً  ولا مُــتـرجّـيـاً تــهـلـيـلا

يــا سـيِّدي ومِـن الـضّميرِ رِسـالةٌ
يَـمشي إلـيك بـها الـضّميرُ عجولا

حُـججٌ مـضت وأُعـيدُهُ فـي هاشِمٍ
قــــوْلاً نــبـيـلاً يـسـتـمـيحُ نـبـيـلا

يــا ابــن الـذيـن تـنـزّلت بِـبُـيوتِهِم
ســــوَرُ الـكِـتـابِ ورُتّــلـت تـرتـيـلا

الـحـامِـلين مِـــن الأمــانـةِ ثِـقـلها
لا مُـصـعِـريـن ولا أصــاغِــر مــيــلا

والـطّـامِسين مـن الـجهالةِ غـيْهباً
والـمُـطلِعين  مِــن الـنُّـهى قِـنديلا

والـجـاعِـلـين بُـيـوتـهُم وقُـبـورهُـم
لـلـسّـائِلين عـــنِ الــكِـرامِ دِلـيـلا

شـدّت عُـروقك مـن كرائِمِ هاشِمٍ
بــيــضٌ  نـمـيْـن خـديـجـةً وبــتـولا

وحـنـت عـليْك مـن الـجُدودِ ذُؤابـةٌ
رعــتِ الـحُـسيْن وجـعفراً وعـقيلا

هــذي قُـبـورُ بـني أبـيك ودورُهُـم
يَـملأن عُـرضاً فـي الـحِجازِ وطـولا

مــا  كــان حــجُّ الـشّافِعين إلـيهِمُ
فــي الـمـشرِقيْنِ طـفالةً وفُـضولا

حُـبُّ الأُلـى سكنوا الدّيار يشُفُّهُم
فــيُــعـاوِدون  طُــلـولـهـا تــقـبـيـلا

يــا ابــن الـنـبيّ ولـلمُلوكِ رِسـالةٌ
مــن حـقّـها بـالـعدلِ كـان رسـولا

قـسـماً بِـمـن أوْلاك أوْفــى نِـعمةٍ
مِــن شـعـبِك الـتّـمجيد والـتأهيلا

أنـي شـفيْتُ بِقُربِ مجدِك ساعةً
مـن لـهفةِ الـقلبِ المشوقِ غليلا

وأبــيْــت شـــأن ذويـــك إلاّ مِــنّـةً
لـيْـسـت  تُـبـارِحُ ربـعـك الـمـأهولا

فـوَسـمتني شـرفاً وكـيْد حـواسِدٍ
بِـهِـمـا أعـــزّ الـفـاضِـلُ الـمـفضولا

ولـسوف تـعرِفُ بـعدها يـا سيّدي
أنّـــي أُجـــازي بـالـجميلِ جـمـيلا
أحدث أقدم