أسماء الملائكة وصفاتهم والمهام المكلفون بها

الملائكة هم خلق من خلق الله لا يعصون الله ما أمرهم ولهم أسماء وأعمالاً ومهمات معينة كلفهم بها الله

الملائكة هم خلق من خلق الله، خلقهم الله من نور، هم عباد مكرمون، وهم الكرام البررة، وهم السفرة، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لا يأكلون ولا يشربون، ولا يوصوفون بالذكور ولا بالإناث، ولا يملون ولا يتعبون ولا يتناكحون ولا يعلم عددهم إلا الله.

ليس للبشر القدرة على رؤية الملائكة بهيئتهم الخلقية، ولم ير الملائكة في صورتهم الحقيقية أحد إلا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان، فمن أنكرهم ولم يؤمن بهم فقد كفر بما نزل في القرآن، قال تعالى في الآية 136 من سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا}. وللملائكة أسماء وأعمالاً ومهمات معينة كلفهم بها الله تعالى.

صفات الملائكة

1- خُلقت الملائكة من نور:

خلق الله الملائكة من نور، عن عائشة -رضي الله عنه- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجَانُّ من مَارِجٍ من نار، وخُلق آدم مما وُصِفَ لكم) رواه مسلم.

2- عظم خلق الملائكة:

عظيمي الخلقة، لا يتصور عظم خلقتهم أحد، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله، من حملة العرش، إن مابين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام). أما عن عظم خلقة جبريل، فقد سألت عائشة -رضي الله عنها- النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الآية الـ 23 من سورة التكوير، والآيات الـ 13، 14، 15، من سورة النجم، فقال: (إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطاً من السماء ساداً عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض).

3- الملائكة تمتلك أجنحة:

الملائكة لديها أجنحة، منهم من لديه جناح ومنهم من لديه اثنان أو ثلاثة، أو أربعة، أو حتى أكثر من ذلك، قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[سورة فاطر:1]. ولقد وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- ملك الوحي جبريل أن الله خلقه بستمائة جناح.

4- الملائكة لا يوصفون بالذكورة أو الأنوثة:

إن الملائكة عباد الله وهم ليسوا من الذكور ولا من الإناث، إذ قد نزههم القرآن الكريم عن ذلك، فهم لا يتزاوجون ولا يتناسلون، قال تعالى في سورة الأنبياء: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ}[الآية: 26].

وقد وصف المشركون الملائكة بأنهم إناثاً بنات الله، قال الله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}[سورة الزخرف: 19].

5- الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون:

قال الفخر الرازي: (العلماء اتفقوا على أن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون)، فالملائكة لا يحتاجون الطعام أو الشراب ولا يشتهونه، وقد ورد هذا في قصة النبي إبراهيم -عليه السلام- عندما جاءته الملائكة في صورة بشر، فقدم لهم الطعام ولكنهم لم يقربوا ذلك الطعام، قال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ}[سورة هود: 70].

6- الملائكة لا يملون ولا يتعبون:

الملائكة هم عباد الله المكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، يقومون بكل ما يأمرهم الله تعالى حيث أنهم يقومون بعبادة الله وطاعته وتنفيذ أوامره من دون ملل أو كلل، فهم لا يملون ولا يتعبون ولا يدركهم ما يدرك البشر من تعب. قال الله تعالى في الآية 20 من سورة الأنبياء: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ}، وقال سبحانه وتعالى في الآية 38 من سورة فصلت: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ}.


أسماء بعض الملائكة والمهام المكلفون بها

ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية ذِكر أسماء بعض الملائكة والأعمال الموكلة إليهم، وهم: 

جبريل عليه السلام: الملك جبريل ذكر أكثر من مرة في القرآن باسمه صراحة أو باسم الروح، وهو الملك المتكفل بالوحي، فقد أرسله الله لأنبيائه ورسله ليبلغهم الوحي، ولا تقتصر مهمته على تبليغ الوحي، فقد كان ينزل في ليالي رمضان ليدارس النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- القرآن. وقد أمّه صلاةً ليعلمه كيف يؤدي الصلاة، ورقاه، وحارب معه في غزوة بدر وغزوة الخندق.

ميكائيل عليه السلام: ذُكر في القرآن باسمه صراحة، وبحسب ابن كثير فإنه هو الملك الموكل بالمطر والنبات.

إسرافيل عليه السلام: وهو الملك الذي ينفخ في الصور عند قرب القيامة بحسب ما ذكر في الحديث، وكان هؤلاء الثلاثة (جبريل وميكائيل وإسرافيل) يستفتح بهم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- صلاته في الليل ويذكرهم في دعائه.

مالك عليه السلام: خازن النار وجاء اسمه صريحاً في القرآن، قال الله تعالى {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}[سورة الزخرف: 77].

رضوان عليه السلام: خازن الجنة وجاء اسمه صريحاً في بعض الأحاديث.

منكر ونكير عليهما السلام: هما ملكان موكلان بسؤال الإنسان عند موته في قبره عن دينه وإلهه ونبيه، وقد ذكر اسميهما صريحاً في بعض الأحاديث.

هاروت وماروت عليهما السلام: ملكان ذُكر اسمهما في القرآن، وأنهما نزلا بأرض بابل، قال الله تعالى: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ}[سورة البقرة: 102].

ملك الموت عليه السلام: هو الملك الموكل بنزع أرواح العباد، لم يذكر اسمه صراحة بالقرآن والسنة، وجاء فيهما ذكر اسم ”ملك الموت“، قال الله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}[سورة السجدة: 11].

حملة العرش عليهم السلام: هم ملائكة موكلون بحمل العرش وعددهم ثمانية، وجاء ذكرهم في القرآن، قال الله تعالى: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}[سورة الحاقة: 17].

ملك الرعد عليه السلام: هو ملك موكل بالسحاب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمر الله) رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عباس

ملك الجبال عليه السلام: هو ملك موكل بالجبال، وذُكرت له قصة مع النبي محمد في بعض الأحاديث. قال جبريل -عليه السلام- للنبي محمد (إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم) صحيح البخاري.


ملائكة ذُكِرت أعمالهم دون أسمائهم

هناك ملائكة ورد ذكر مهامهم، ولم ترد أسمائهم، ومن هذه المهام:

- من مهام الملائكة تسديد المؤمنين، وتثبيتهم في المعارك والغزوات، والقتال معهم، عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي -صلى الله عليه وسلم- قال يوم بدر: (هذا جبريل آخذ برأس فرسه، عليه أداة حرب). وقال الله تعالى: في الآية 12 من سورة الأنفال: { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}.

- ومن مهامهم الصلاة على المؤمنين، وهناك عدة أعمال تصلي الملائكة على صاحبها، مثل معلم الناس الخير، والذين ينتظرون صلاة الجماعة، والذين يصلون في الصف الأول، والذين يسدون الفرج بين الصفوف، والذين يتسحرون، والذين يصلون على النبي، والذين يعودون المرضى.

- ومن مهام الملائكة نفخ الأرواح في الأجنة، وكتابة أجل كل روح، وعملها، ورزقها، وسعادتها، وشقائها، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال حدثنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد).

- ومن مهامهم تأمين دعاء المؤمنين، عن أم سلمة أن رسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون).

- وهناك ملائكة موكلة بحراسة ابن آدم، يتعاقبون فينا، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، قال الله تعالى في الآية 11 من سورة الرعد: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}

- ومن مهام الملائكة تسجيل أعمال بني آدم، حسناته وسيئاته، فكل إنسان وُكل به ملكين، حاضرين لا يفارقانه يحصيان عليه أعماله وأقواله، قال الله تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[سورة ق: 17-18].
أحدث أقدم