الندم هو الحزن، أو شدة الحزن. وهو تعبير عاطفي لإحساس الشخص بالذنب بعد ارتكابه لفعل اعتبره الشخص عارًا أو خطأ، ويرتبط الندم بشكل وثيق بالاستياء الشخصي الناجم عن الإحساس بالذنب. والندم شعور إنساني له أسباب عديدة، إما فعل ما يستوجب الندم، أو فوات ما يستوجب الندم، والشعور بالندم له مرارة لا ينساها من يتجرعها، وأشد أنواع الندم هو ما يكون على التقصير في حق الله تعالى، وفوات رحمته.
يمكن للندم أن يخنق السعادة في الحياة لأنه يؤدي إلى الشعور بالعجز، هذا لأن الندم يجعلنا نشعر بالحزن أو الخزي أو الندم على القرارات التي اتخذناها في حياتنا، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يؤثر الندم على الماضي في مستقبل الإنسان، والاستمرار في التفكير بأخطاء الماضي والشعور بالندم يمكن أن يُسبب الاكتئاب لبعض الناس.
خمس خطوات للتخلص من الندم
1- اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى:
كي تتوقف عن التفكير بالندم على أخطاء ارتكبتها في الماضي عليك أن تؤمن بمبدأ أساسي وهو أن الإنسان خطّاء بطبعه، وأن الندم هو طريق التوبة والصلاح في الأمور كُلها، وبأن الله عز وجل كريم مُسامح لعباده ويغفر كل الذنوب مهما عظمت وبابه مفتوح دائماً. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال لي رسول الله ﷺ: (يا عائشة، إن كنت ألمَمْتِ بذنبٍ، فاستغفري الله؛ فإن التوبة من الذنب الندامة والاستغفار).
2- التوقف عن التأجيل والتسويف:
من أهم الحقائق التي عليك أن تدركها حقيقة أساسية وهي أن تسويف وتأجيل تصحيح الأخطاء الماضية قد ينتج عنه توتر وشعور بالذنب وحدوث بعض الأزمات، لذا عليك اتخاذ قرارات جدية لتصحيح الأخطاء التي قمت بارتكابها في الماضي، ومن الضروري أن تقوم بتحديد وقت لتراجع في حساباتك وجميع الأخطاء الماضية، واعمل على حلها وتصحيحها بشكل جدي قبل أن تتفاقم وتؤثر بشكل سلبي عليك وعلى مستقبلك.
3- سامح نفسك ولا تحملها أكبر من الذنب الذي اقترفته:
لتنجح في التخفيف من مشاعر الندم على بعض الأخطاء التي قُمت بارتكابها في الماضي، عليك ألا تحصر فكرك بأحداث مضت وانتهت، وألا تُحمل نفسك ذنباً أكبر من الذي ارتكبته، بل تعلم دائماً كيف تسامح ذاتك حتى لا تكرر نفس الأخطاء. قال صلاح الدين الأيوبي: ”لا يوجد ما يستحق الندم غير ما يضيع من العمر في هذا الندم“.
4- مواجهة الماضي:
بدلاً من أن تتهرب من أحداث الماضي، وبدلاً من أن تواجهها بالندم القاتل الذي يهدد حاضرك ومستقبلك عليك أن تكون على أتم الاستعداد لمواجهة المخاوف، والمشاعر السلبية، وأن تقضي عليها بكل ما منحك الله من قوة وعزيمة وتحويل أيامك المُستقبلية إلى أيام مليئة بالإنجازات الإيجابية.
5- تعلم من الماضي:
يمكنك تحويل الأخطاء التي قمت بها في الماضي إلى دروس تستفيد منها في تجاربك المستقبلية، تقول فيكتوريا هولت: ”لا تندم أبداً، فلو كان الماضي جيداً فهذا رائع، ولو كان سيئاً فهذه خبرة“، خذ بعض الوقت للتفكير في التجارب السلبية التي قمت بها في الماضي وإلقاء نظرة على الطرق التي يمكن أن تفيدك في المستقبل.