قصة نجاح الملياردير الجزائري أسعد ربراب

ملياردير رغم كل الظروف التي تمنع الوصول لهذا اللقب، من أهم مقولات رجل الأعمال الجزائري أسعد ربراب الشهيرة: لا تأكل أكثر من طاقتك.. ولا تُبذر ولو حبة قمح صغيرة

ملياردير رغم كل الظروف التي تمنع الوصول لهذا اللقب!


«أسعد ربراب».. اسم لا يوجد من لا يعرفه في الجزائر، أو في المغرب العربي ككل.

فمع ثروةٍ هائلةٍ تقدر قيمتها بـ(3,5) مليار دولار، حجز فيها مكانه ضمن أغنى عشرة أثرياء عرب لعدة أعوام، واعتبر أول جزائري -على الإطلاق- يحقق لقب ملياردير، مع بدايات مدهشة؛ ومسيرة إصرار في ظروف شديدة الصعوبة، جعلت من الطبيعي أن يبلغ ويستحق أيضاً هذه المنزلة.

أسعد ربراب من مواليد سنة 1944م، بولاية تيزي وزو، فتح عينيه للدنيا في الجزائر تحت ظروف شديدة الصعوبة حيث الاحتلال الفرنسي الغاشم لبلاده، واندلاع ثورة التحرير الجزائرية في منتصف الخمسينات، ثم حركات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، الملتحفة بالفكر الاشتراكي المطلق، والتي تجعل البدء في إطلاق مشروعات اقتصادية أمراً شديد الصعوبة، في هذا المجتمع الوليد الذي يبدأ حريته بعد فترة طويلة من الاحتلال.

بدأ أسعد رحلته في الحياة كخبير في الحسابات، وأثبت براعة خاصة فافتتح أول مكتب خاص له في المحاسبة سنة 1968م، ثم انتقل منه ليدخل شريكا في مؤسسة صغيرة لتحويل الحديد.

حاز بعض الأموال، فتحرك بذكاء مرة أخرى ليستثمر أمواله في إعادة شراء أسهم شركائه الذين انسحبوا من الشركة. كانت هذه الخطوة تحديداً من أهم مفاتيح نجاح الرجل على الإطلاق.. إعادة الاستثمار المستمر، وتحويلها إلى أسهم وشراء حصص الآخرين، وزيادة استحواذه للملكيات.

في بداية التسعينات، كان لدى «أسعد» القدرة المادية والفنية والإدارية ليؤسس شركة حديد خاصة، وقام بالفعل بتأسيسها، ووظف فيها أكثر من (1000) موظف، وبدا أنه حقق حلمه الأول والأخير بافتتاح مصنع للحديد بهذا الحجم.

إلا أن حلمه طار فجأة، عندما تحول المصنع إلى رماد، بعد سنوات قليلة من تشغيله، إثر تفجير تم داخل المصنع، دمره بالكامل، في فترة الاضطرابات السياسية التي شهدتها الجزائر في التسعينات.

وفي نفس الفترة، تعرض الرجل لمحاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة، فذهب إلى فرنسا، واستمر في عمله التجاري باستيراد آلاف الأطنان من الحديد، وبيعها في الجزائر، وكون ثروة هائلة، رغم الأوضاع الأمنية السيئة.

لم يُضع «أسعد ربراب» وقته، ودخل شريكاً في محال لبيع اللحوم الحلال بأوروبا، ثم اشترى أسهم شريكه -كالعادة- وأصبح يمتلك عشرات المحال بفرنسا وأوروبا.. كان يحصل من ورائها على ثروات كبيرة، يقوم باستثمارها مرة أخرى في قطاعات مختلفة، دون أن يحصل على أية مبالغ كبرى على شكل سيولة.

استعادت الجزائر أمنها وعافيتها، فعاد «أسعد ربراب» إلى وطنه مرة أخرى، واستمر في سياسته بالاستثمار في قطاعات مختلفة، حتى أصبح اليوم مدير مجموعة سيفيتال الضخمة، ويسيطر بشكل كبير على استيراد المواد الأساسية مثل: السكر، والزيت في الجزائر.. ثم استثمر في السيارات، وصار الوكيل ألحصري لسيارات هيونداي بالجزائر.. ثم الأجهزة الإلكترونية، فصار الوكيل ألحصري لتوكيل سامسونج.. وغيرها من الشركات والمصانع.

وصل عدد الموظفين في مجموعة شركات «أسعد ربراب» إلى أكثر من 12 ألف موظف، رغم تضييقات مختلفة عليه بسبب الأوضاع في الجزائر، والسياسات الاقتصادية التي ما زالت تعطل له الكثير من المشروعات في العقارات والبناء، وتطوير المدن، وإطلاق الشركات الكبرى.

خارج الجزائر، واصل «أسعد ربراب» مسيرته في الاستثمار، حيث استمر على نفس طريقته في الاستثمار في فرنسا وأوروبا، وقام بالفعل بالاستحواذ على شركة (براندات- فاجور) الفرنسية بقيمة مائة مليون دولار، مما جعله واحداً من أهم المستثمرين العرب في أوروبا.

من أهم مقولات رجل الأعمال الجزائري أسعد ربراب الشهيرة:
«لا تأكل أكثر من طاقتك.. ولا تُبذر ولو حبة قمح صغيرة!»


في عالم الأعمال، السر كله في إعادة الاستثمار باستمرار هو: التدوير المستمر للمال، وإعادة توزيعه لبناء مشروعات أضخم وأكبر، هي الطريق الأسهل لبناء ثروة مليارية ضخمة، على طريقة أسعد ربراب!
أحدث أقدم