تفسير رؤية الجبل في المنام

تفسير رؤيا الصعود في الجبل، ما معنى رؤية النزول من الجبل في الحلم، تفسير السقوط من الجبل في المنام

تفسير رؤية الجبل في الحلم – لابن سيرين

يقول محمد ابن سيرين: رؤية الجبل في المنام يدل على ملك، أو سلطان قاسي القلب، قاهر، أو رجل ضخم على قدر الجبل، وعظمه، وطوله، وقصره، وعلوه، ويدل على العالم، والناسك، ويدل على المراتب العالية، والأماكن الشريفة، والمراكب الحسنة. والله سبحانه وتعالى خلق الجبال أوتادًا للأرض حين اضطربت، فهي كالعلماء والملوك لأنهم يمسكون ما لا تمسكه الجبال الراسية، وربما دل على الغايات، والمطالب؛ لأن الطالع إليه لا يصعد إلا بجاهه.

فمن رأى في المنام نفسه فوق جبل، أو مسندًا إليه، أو جالسًا في ظله؛ تقرب من رجل رئيس، واشتهر به، واحتمى به، إما سلطان، أو فقيه عالم، عابد، ناسك، فكيف به إن كان فوقه يؤذن أذان السنة، مستقبل القبلة، أو كان يرمي عن قوس بيده؛ فإنه يمتد صيته في الناس على قدر امتداد صوته، وتنفذ كتبه، وأوامره إلى المكان الذي وصلت إليه سهامه.

ومن رأى في المنام نفسه فوق جبل، وكان خائفًا في اليقظة؛ أمن، وإن كان في سفينة؛ نالته في بحره شدة، وعقبة يرسي من أجلها، وكان صعوده فوقه عصمة؛ لقول الله سبحانه وتعالى في الآية 43 من سورة هود: {سآوي إلى جبل يعصمني من الماء}.

وقال محمد ابن سيرين: الجبل عصمة، إلا أن يرى في المنام كأنه فر من سفينة إلى جبل، فإنه يعطب، ويهلك؛ لقصة ابن نوح. وقد يدل ذلك لمن لم يكن في يقظته في سفينة، ولا بحر على مفارقة رأى الجماعة، والانفراد بالهوى، والبدعة، فكيف إذا كان معه وحش الجبال وسباعها، أو كانت السفينة التي فر منها إلى الجبل فيها قاض، أو رئيس في العلم، أو إمام عادل..

تفسير رؤية الصعود في الجبال في المنام:

قال ابن سيرين: وأما صعود الجبال؛ فإنه مطلب يطلبه، وأمر يرومه، فيُسأل عما قد هم به في اليقظة، أو أمله فيها، من صحبة السلطان، أو عالم، أو الوقوف إليهما في حاجة، أو في سفر في البر، وأمثال ذلك. فإن كان صعوده إياه كما يصعد الجبال، أو بدرج، أو طريق أمن؛ سهل عليه كل ما أمله، وخف عليه كل ما حاوله، وإن نالته فيه شدة، أو صعد إليه بلا درج، ولا سلم، ولا سبب؛ ناله خوف، وكان أمره غررًا كله، فإن خلص إلى أعلاه؛ نجا من بعد ذلك، وإن هب من نومه دون الوصول، أو سقط في المنام؛ هلك في مطلوبة، وحيل بينه وبين مراده، أو فسد دينه في عمله، وعندها ينزل به من الإتلاف والإصابة من الضرر، والمصيبة، والحزن على قدر ما انكسر من أعضائه.

تفسير رؤية السقوط من فوق الجبل في المنام:

قال ابن سيرين: وأما السقوط من فوق الجبل، والكوادي، والروابي، والسقوف، وأعالي الحيطان، والنخل، والشجر؛ فإنه يدل على مفارقة من يدل ذلك الشيء الذي سقط عنه في التأويل عليه من سلطان، أو عالم، أو زوج، أو زوجة، أو عبد، أو ملك، أو عمل، أو حال من الأحوال، يُسأل الرائي عن أهم ما هو عليه في يقظته مما يرجوه، ويخافه، ويقدمه، ويؤخره في فراقه له، ومداومته إياه، فإن أشكلت اليقظة لكثرة ما فيها من المطالب والأحوال، أو لتغيرها من الآمال؛ حكم له بمفارقة من سقط عنه في المنام على قدر دليله في التأويل، ويُستدل على التفرقة بين أمريه على قدر دليله، وإن علمه باستمكانه من الشيء الذي كان عليه، وقوته، وضعفه، واضطرابه، وبما أفضى إليه من سقوطه من جدب، أو خصب، أو وعر، أو سهل، أو حجر، أو رمل، أو أرض، أو بحر، وربما دل عليه في جسمه حين سقوطه.

والسقوط من فوق الجبل في المنام يدل على السقوط في المعاصي، والفتن، والردى إذا كان سقوطه فيما يدل على ذلك، مثل أن يسقط إلى الوحش، والغربان، والحيات، وأجناس الفأر، أو إلى القاذورات، والحمأة، وقد يدل ذلك على ترك الذنوب، والإقلاع عن البدع؛ إذا كان فراره عن مثل ذلك، أو كان سقوطه في مسجد، أو روضة، أو إلى نبي، أو أخذ مصحف، أو إلى صلاة في جماعة.

وأما ما عاد إلى الجبل من سقوط، أو هدم، أو احتراق؛ فإنه دال على هلاك من دل الجبل عليه، أو دماره، أو قتله، إلا أن يرتفع في الهواء على رؤوس الخلق؛ فإنه خوف شديد، يطل على الناس من ناحية الملك، لأن بني إسرائيل رُفع الجبل فوقهم كالظلة؛ تخويفًا من الله لهم، وتهديدًا على العصيان.


وأما تسيير الجبال فدليل على قيامة قائمة؛ إما حرب تتحرك فيه الملوك بعضها على بعض، أو اختلاف واضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة، وشدة يهلك فيها العامة، وقد يدل ذلك على موت، وطاعون؛ لأنها من علامات القيامة.

وأما رجوع الجبل زبدًا، أو رمادًا، أو ترابًا؛ فلا خير فيه لمن دل الجبل عليه، لا في حياته، ولا في دينه، فإن كان المضاف إليه ممن عز بعد ذلته، وآمن بعد كفره، واتقى الله من بعد طغيانه؛ عاد إلى ما كان عليه، ورجع إلى أولى حالتيه؛ لأن الله سبحانه وتعالى خلق الجبال فيما زعموا من زبد الماء، والزبد: باطل كما عبر به تعالى في كتابه.

ورؤية الجبل الذي فيه الماء والنبات والخضرة في المنام؛ فإنه دال ملك صاحب دين، وإذا لم يكن فيه نبات، ولا ماء؛ فإنه ملك كافر طاغ؛ لأنه كالميت، لا يسبح الله تعالى، ولا يقدسه.

والجبل القائم غير الساقط؛ فهو حي، وهو خير من الساقط، والساقط الذي صار صخورًا؛ فهو ميت، لأنه لا يذكر الله، ولا يسبحه.

ومن رأى في المنام أنه ارتقى على جبل، وشرب من مائه، وكان أهلا للولاية؛ نالها من رجل ملك قاسي القلب، نفاع، ومالاً بقدر ما شرب، وإن كان تاجرًا؛ ارتفع أمره، وربح. وسهولة صعوده فيه؛ سهولة الإفادة للولاية من غير تعب، والعقبة: عقوبة وشدة، فإن هبط منه؛ نجا، وإن صعد عليه؛ فإنه ارتفاع، وسلطنة مع تعب.

والصخور التي حول الجبل والأشجار قواد ذلك المكان، وكل صعود رفعة، وكل هبوط ضعة، وكل طلوع يدل على هم، فنزوله فرج، وكل صعود يدل على ولاية، فنزوله عزل.

ومن رأى في المنام أنه حمل جبلاً يثقل عليه؛ فإنه يحمل مؤنه رجل ضخم، أو تاجر يثقل عليه، فإن خف؛ خف عليه.

ومن رأى في المنام أنه دخل في كهف جبل؛ فإنه ينال رشدًا في دينه، وأموره، ويتولى أمور السلطان، ويتمكن. فإن دخل كهف جبل في غار؛ فإنه يمكر بملك، أو رجل منيع، فإن استقبله جبل؛ استقبله هم، أو سفر، أو رجل منيع، أو أمر صعب، أو امرأة صعبة قاسية.

ومن رأى في المنام أنه صعد الجبل؛ فإن الجبل غاية مطلبه، يبلغها بقدر ما صعد، حتى يستوي فوقه.

ومن رأى في المنام أنه يأكل الحجر؛ فإنه ييأس من رجاء يرجوه، فإن أكله مع الخبز؛ فإنه يداري، ويحتمل بسبب معيشته صعوبة.

ومن رأي في المنام أنه يحذف الناس بالحجر؛ فإنه يلوط، لأن الحذف من أفعال قوم لوط.

وكل صعود يراه الإنسان، أو عقبة، أو تل، أو سطح، أو غير ذلك؛ فإنه نيل ما هو طالب من قضاء الحاجة التي يريدها.

والصعود مستويا مشقة، ولا خير فيه، فإن رأى أنه هبط من تل، أو قصر، أو جبل، فإن الأمر الذي يطلبه ينتقض ولا يتم.

ومن رأى في المنام أنه يهدم جبلاً؛ فإنه يهلك رجلاً.

ومن رأى في المنام أنه يهتم بصعود جبل، أو يزاوله، كان ذلك الجبل حينئذ غاية يسمو إليها، فإن هو علاه؛ نال أمله، فإن سقط عنه؛ يغترب حاله.

والصعود المحمود على الجبل أن يعرج في ذلك كما يفعل صاعد الجبل، وكل الارتفاع محمود إلا أن يكون مستويًا، لقوله سبحانه وتعالى في الآية 17 من سورة المدثر: {سأرهقه صعودا}.


تفسير رؤية الجبل في الحلم – للنابلسي

قال عبد الغني النابلسي: رؤية الجبل في المنام يدل على ملك رفيع الشأن قاس، ذو صوت منيع، مدبر لأمره، ثابت، أو رجل رئيس، أو ولد، أو تاجر، أو امرأة صعبة قاسية إذا كان مستديرًا منبسطًا، أو هم، أو غم، أو غاية همة الإنسان، أو سفر، أو عهد. فإن كان تأويله ملكًا وكان منقطعًا عن الجبال قائمًا؛ فهو أشد. وإذا كان جبلاً ينبت عليه النبات، ويكون فيه ماء؛ فإنه ملك صاحب دين، وإذا لم يكن فيه نبات ولا ماء؛ فإنه ملك كافر طاغ، لأنه كالميت، لا يسبح الله تعالى، ولا ينتفع به الناس.

فمن رأى في منامه أنه سقط من الجبل؛ فإنه يخطئ خطيئة، ويصيبه ضرر في بدنه، أو يقع فيه إنسان، فيناله ضرر بقدر ما أصابه، أو يسقط عن مرتبته ويتغير حاله التي كان فيها، فإن انكسرت رجله؛ فإنه يسقط من عين ذلك الملك، ويصيبه ضرر في ماله.

ومن رأى في منامه أنه ارتقى في جبل فلما بلغ نصفه بقي فلم يمكنه الصعود فيه، ولا النزول منه؛ فإنه يموت في نصف عمره، والعمر الواحد أربعون سنة.

ومن رأى في منامه أنه ارتقى في جبل فقعد عليه؛ فإنه يولد له ولد ضخم، وكل صعود رفعة، وكل هبوط ضعة، فإذا كان الصعود يدل على هم فإن النزول دليل الفرج، وكل صعود دل على الولاية، فإن الهبوط دليل عزل.

ومن رأى في المنام أن الجبل احترق، أو سقط؛ فإنه يموت رجل عظيم الخطر، أو يغلبه سلطان ويهرسه، لأن النار سلطان، فإن رجف جبل ثم استقر؛ فإن ملك تلك الأرض؛ تصيبه مصيبة، أو شدة، ثم يصلح أمره وأمر أهل مملكته. فإن قهر جبلاً؛ فإنه يقهر رجلاً عظيم الخطر. فإن استند إليه؛ فإنه يستند إلى ملك رفيع الخطر، فإن قعد في ظله؛ فإنه يعيش في كنفه، ويستريح إليه.

ومن رأى في منامه جبلاً نزل من السماء؛ قدم والي تلك البلدة، فإن صعد إلى السماء؛ عزل.

ومن رأى في منامه أنه يرمى من الجبل؛ فإنه يرمى بكلام، فإن رأى هناك عليه كسوة، أو هيئة حسنة؛ فإن سلطانه أقوى وأهنأ بقدر ما يرى من الرمي ونفاره عنه.

ومن رأى الجبل من مكان بعيد؛ سافر، أو أصابه هم. وقيل: إن الجبل عهد.

وقال ابن سيرين رحمه الله تعالى: من رأى في منامه أنه على جبل؛ فإنه عاق قد اقترب أجله، فإن استوى على الجبل؛ فهو موته، فإن رأى أنه في سفح جبل فله مدة وبقاء، فإن رأى أن جبلاً تحرك؛ فإن ملك تلك الأرض يسافر.

وقيل: من رأى في منامه أنه يصعد في جبل نال دولة ورفعة.
وقيل: من رأى في منامه جبلاً من الجبال؛ فإنه ينال خيرًا وبركة.

ومن رأى في منامه كأن الجبال تزلزلت ثم استقرت؛ فإنه يدخل في تلك البلدة هول شديد ثم يؤمن الله تعالى قومها من خوفهم.

ومن رأى في منامه أشجارًا على جبل؛ فإنه ينال جاهًا، ورفعة، وشرفًا، وذكرا، وصيتا بين الناس.

ومن رأى في منامه كأن الرؤساء اجتمعوا على قُلة جبل؛ فإنهم يموتون في تلك البلدة دون أهلها، أو في محلة منها، أو يصيبهم غم من جهة إن سألوا الله تعالى شيئًا منكرا.

والجبال والروابي في الرؤيا تدل على غم شديد، وفزع، واضطراب، وبطالة، وتدل في العبيد، وفيمن كان يعمل عمل سوء، وفي الشرار على عذاب وضرر، وفي الأغنياء على مضار.

ومن رأى في منامه كأنه ابتلع جبلاً طوله أكثر من خمسمائة فرسخ؛ فإنه سيصير رجال شداد أقوياء تحت يده ويطيعونه، ويمضي فيهم ما يريد.

ومن رأى في منامه كأنه يصعد عقبة كؤودًا إلى مكان واسع؛ فإنه سيعتق الرقاب، أو يقرب الأيتام، أو يُمرض المرضى ويحسن إليهم.

ومن رأى في منامه كأنه دخل في غار؛ فإنه يصيب أمنًا، وتوكلاً على الله تعالى، وسكينة.

وربما دلت رؤيا الجبل في المنام على المرسى الذي تثبت فيه السفينة بمن على ظهرها.

وربما دلت رؤيا الجبل في المنام على من يأوي الإنسان إليه ويستظل بظله، ويحتمي به كالسيد والوالد، ويستدل على خير الإنسان وشره بما في الجبل من ماء وشجر وفاكهة، أو بعلوه وعدم خيره، ويدل الجبل على الوعد.

وربما دلت رؤيا الجبل وسيره في المنام على الشدة والخوف.

وربما دلت رؤيا الجبل في المنام على الغرق للمسافر في البحر، فإن رأى الجبل قد تشامخ وصار كالظلة؛ دل على حدوث ما يوجب العذاب.

ومن رأى في منامه أنه طلع إلى الجبل، فإن وجد فيه ماء عذبًا، وفاكهة، أو شيئًا مما يقتاته الآدمي؛ تحصن بزوجة ذات خير، أو تعلم علمًا يسلمه من الجهل، أو يتعلم صناعة ويرزق فيها حظًا، أو ينال منصبًا، أو يسافر سفرًا مفيدًا، أو يخدم سلطانًا، أو يوعد بوعد تكون نتيجته خيرًا.

ومن رأى في منامه أنه طلع إلى الجبل من طريق مستقيم؛ أتى الأشياء من وجهها، واعتبر ما طلع عليه من الجبال، فإن كان جبلاً شريفًا كجبل عرفات، أو جبل قاف، أو جبل الجودي، أو جبل أحد، أو جبل لبنان، أو جبل قاسيون، أو جبل الطور، أو جبل المقطم وما أشبهها؛ فإنه يسعى في خدمة السادات من العلماء والصلحاء، وربما سافر إلى تلك الجهة وبلغ منها مقصوده.

ومن رأى في منامه كأن الجبل قد دك؛ مات، أو عزل من دل الجبل عليه، وربما نال الرائي خشوعًا ونسكًا.

والجبال تدل على الملوك، والأمراء، والصالحين، والعلماء، وربما دل الجبل على صاحب دين ودنيا.

ومن رأى في منامه كأنه حفر بئرًا في جبل، أو نقل منه حجارة إلى مكان آخر؛ فإنه ينازع إنسانًا قاسي القلب، ويحاول أمرًا صعبًا، ومشقة وتعبًا.

ومن رأى في منامه كأنه قائم على جبل؛ فإنه يعتمد على رجل كبير ينال على يديه شرفًا وخيرًا ومنزلة، ومن رأى أنه متعلق به؛ فإنه يتعلق برجل كذلك.

ومن رأى في منامه أنه هدم جبلاً؛ فإنه يُهلك رجلاً بقدر الجبل، وقيل: ينهدم عمره.

ومن رأى في منامه كأنه رمى نفسه من الجبل؛ نفد كتبه وكلامه في سلطان يصيبه.

ومن رأى في منامه أنه في جبل، أو يصعد جبلاً وبيده سيف، أو عليه درع، أو كسي هناك ثوبًا، أو معه صاحب سلطان؛ فإنه يصيب سلطانًا، أو ينال خيرًا ورفعة.

ومن رأى في منامه أنه يريد صعود الجبل؛ فإنه يريد التملق برجل قاسي القلب، بعيد الهمة، أو يريد أمرًا، فإن الجبل حينئذ غاية في نفسه يبلغها بقدر ما رأى أنه صعد منه حتى يستوي فوقه، وعلى قدر صعوبته عليه، أو سهولته، فإذا استوى عليه؛ فإنه ينال غاية رجائه من ذلك وأمله الذي كان يؤمله.

ومن رأى في منامه كأن الجبل غاص في الأرض؛ فإنه يموت سلطان تلك الأرض أو كبيرها.
أحدث أقدم