قصة نجاح موقع طلبات دوت كوم

قصة نجاح طلبات دوت كوم، هو موقع لطلب الطعام عبر الإنترنت في الشرق الأوسط،

طلبات دوت كوم، هي منصة لطلب الطعام عبر الإنترنت في الشرق الأوسط، تأسست في الكويت برأس مال (4000) دينار كويتي، توسع الموقع لكي يعمل في الخليج، وبعد عشر سنوات من تأسيسه، تم الاستحواذ على طلبات من قبل مجموعة التجارة الإلكترونية الألمانية العالمية Rocket Internet مقابل (170) مليون دولار أمريكي!

يعمل موقع طلبات دوت كوم في الكويت، والسعودية، والبحرين، والإمارات، وسلطنة عمان، وقطر، ومصر، والأردن، والعراق. ويعتبر طلبات أكبر شركة لطلب الطعام عبر الإنترنت في الشرق الأوسط.


طلبات.كوم..( talabat.com) سلم لا ينتهي من الأرباح


في العام 2004م، اجتمع أربعة شباب كويتيين على ضرورة بدء إطلاق عمل تجاري خاص، وقام كل منهم بالمساهمة بألف دينار كويتي.. أربعة أصدقاء متحمسين هم، بدأوا رحلتهم باستئجار مكتب صغير، وتأسيس موقعٍ إلكتروني.

موقع (طلبات دوت كوم).. هكذا اسمه، الذي لم يكن أحد يعرفه على الإطلاق من قبل.

بدأ ”خالد العتيبي“ ورفاقه رحلتهم بتوظيف موظفين براتب (150) دينار كويتي - وهو راتب متواضع في الكويت - ثم أخذوا في التحرك بصعوبة شديدة لإقناع المطاعم الكويتية بالاشتراك في الموقع لتقديم خدماتهم للعملاء.

وهو ما كانت نتائجه مخيبة للآمال بشدة، لأن المطاعم والشركات لم تكن تهتم بطلبات الإنترنت وقتها، حيث لم يكن منتشراً أو معروفاً عالمياً. وبات واضحاً أن المشروع سيفشل لا محالة..

كان الشباب أمام أحد خيارين، إما إغلاق المشروع والاكتفاء بحياة مملة في السعي وراء الوظائف، أو الاستمرار في المشروع ولكن بتغيير أسلوب التسويق.

أسلوب التسويق كان عبقرياً هذه المرة، وهي أن توجهوا للمطاعم مرة أخرى، وأخبروهم أن الاشتراك بالموقع مجاني.. وأنه سيتم تحصيل رسوم الخدمة عند الطلب الفعلي، وهي (200) فلس من كل زبون، ومثلها من المطعم. ووافقت الكثير من المطاعم بالفعل على هذا العرض الذي لا يمكن رفضه أبداً.

في بداية عمل الموقع، لم تكن الطلبات التي تصل إليهم عبر الموقع، تتجاوز (30) طلباً كحد أقصى يوميا، لمدة عام كامل.. في العام الثاني، تضاعف عدد الطلبات عبر الموقع إلى (60) طلب يومياً..

وبعد عامين وصل عدد الطلبات اليومية إلى (200) طلب يومياً.. وبدأت طلبات تحقق نجاحاً ملحوظاً في الكويت، حتى وصلهم بعد هذا النجاح عرض بالاستحواذ بقيمة (100) ألف دينار كويتي، رقم ضخم وهائل مقابل (4) آلاف دينار بدأ بها الموقع.

ومع العرض الكبير جداً، تحمس المؤسسون، ووافقوا على البيع بهذا المبلغ بالإجماع.. إلا واحد فقط، ”خالد العتيبي“، أحد المؤسسين، رفض أن يتم بيع الموقع لهذه الشركة، واشترى بنفسه حصص المساهمين من أصدقائه بنفس السعر المعروض، فوافقوا جميعاً، فقام بدفع (75) ألف دينار كويتي نظير حصص شركائه الثلاثة، واستحوذ على الموقع بالكامل لنفسه.

وتحت قيادته الكاملة، وصل عدد الطلبات اليومية التي ترد للموقع، سنة 2007م إلى حوالي ألف طلب يومياً، وهو الرقم الذي جعل الموقع مؤهلاً لكي يتوسع في الخليج، خارج الكويت.. فكان من الطبيعي أن يكون السوق السعودي الكبير هو الهدف الأساسي بعد الكويت.

وبالفعل، وصل (طلبات دوت كوم) إلى السعودية.. فارتفع سعره أكثر، حتى وصل عرض استحواذ للعتيبي بقيمة (360) ألف دينار.. أي بثلاثة أضعاف ونصف المبلغ الأول.

ووافق ”خالد العتيبي“ على بيع الشركة المدهشة إلى رجلي الأعمال ”عبد العزيز اللوغاني“، ودخل (موقع طلبات.كوم) مرحلة جديدة من التوسع، حيث ارتفع عدد الطلبات اليومية الواردة للموقع إلى أكثر من (1600) طلب بنهاية العام 2010م، وبعد الاستحواذ عليه، وزيادة الرسوم، وتهافت الشركات والمطاعم على الاشتراك به.

فارتفع سعر الموقع بشكل خيالي مرة أخرى بحلول العام 2010م، ليستحوذ عليه رجل الأعمال ”محمد جعفر“ بقيمة (880) ألف دينار كويتي، مما اعتبر مبلغاً هائلاً بضعف المبلغ الأول.

وبعد الاستحواذ، قرر رجل الأعمال ”محمد جعفر“ توسيع الموقع في أسواق خليجية أخرى، مستفيداً من تشابه الطباع في دول الخليج، فارتفع عدد الطلبات إلى أكثر من (20) ألف طلب يومياً في أواخر العام 2014م، بزيادة هائلة في الطلبات والعمل، جعل من الموقع واحداً من أشهر المواقع العربية على الإطلاق.

وفي بداية العام 2015م، استحوذت (روكيت إنترنت) الألمانية العملاقة على موقع (طلبات دوت كوم) بقيمة (170) مليون دولار أمريكي، مع احتفاظ ”محمد جعفر“ بجزء من الشركة.

طلبات دوت كوم برأس مال (4000) دينار كويتي من أربعة شباب متحمسين، يبحثون بأنفسهم عن مطاعم وشركات للتعاون معها، وكان الرفض هو الرد الحاضر دائماً.. وانتهى -بعد عشر سنوات- ببيعه لشركة ألمانية عملاقة، بمبلغ (170) مليون دولار أمريكي!

كلمة السر:
الفكرة مهمة.. ولكن التسويق الذكي للفكرة هو الأهم.. والتسويق الذكي لا يكون إلا عبر مبدأ (Win – Win) الشهير.. المكسب المتبادل والمصلحة المشتركة، هي التي تدفع الكل على التعاون معك، وخوض التجربة.
أحدث أقدم