أقوال عبد الرحمن الكواكبي

أشهر اقتباسات وأقوال عبد الرحمن الكواكبي، حكم وأقوال الكاتب السوري الكواكبي
عبد الرحمن الكواكبي

عبد الرحمن أحمد بهائي محمد مسعود الكواكبي، صحفي وكاتب سوري ولـد في 9 يوليو/تموز 1855م في مدينة حلب. يعد الكواكبي أحد رواد النهضة العربية ومفكريها في القرن التاسع عشر، وأحد مؤسسي الفكر القومي العربي، اشتهر بكتاب ”طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد“، الذي يعد من أهم الكتب العربية في القرن التاسع عشر التي تناقش ظاهرة الاستبداد السياسي.

توفي في مدينة القاهرة بمصر متأثراً بسم دس له في فنجان القهوة في 13 يونيو/حزيران 1902م. رثاه كبار رجال الفكر والشعر والأدب في سوريا ومصر ونقش على قبره بيتان لحافظ إبراهيم:
هُـنا رَجُـلُ الـدُنيا مَهبِطُ التُقى
هُنا خَيرُ مَظلومٍ هُنا خَيرُ كاتِبِ
قِفوا وَاِقرَؤوا أُمَّ الكِتابِ وَسَلِّموا
عَـلَيهِ فَهَذا القَبرُ قَبرُ الكَواكِبي

أشهر أقوال عبد الرحمن الكواكبي

  • أضر شيء على الإنسان هو الجهل، وأضر آثار الجهل هو الخوف.
  • أشد مراتب الاستبداد التي يُتعوذ بها من الشيطان، هي حكومة الفرد المطلق، الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية.
  • خلق الله الإنسان حرًا قائده العقل، فكفر وأبى إلا أن يكون عبدًا قائده الجهل.
  • قد استفادت أُمَمُ الغَرب من الإسلام أكثر مما استفاده المسلمون.
  • إنّ الله عادل مطلق لا يظلم أحداً، فلا يولي المستبد إلا على المستبدين.
  • العوام هم: أولئك الذين إذا جهلوا خافوا، وإذا خافوا استسلموا، كما أنهم هم الذين متى علموا قالوا، ومتى قالوا فعلوا.
  • ولا شكّ أن إعانة الظّالم تبتدئ من مجرّد الإقامة في أرضه.
  • لو كبرت نفوسكم لتفاخرتم بتزيين صدوركم بورد الجروح لا بوسامات الظالمين.
  • أن الاستبداد والعلم ضدان متغالبان؛ فكل إدارة مستبدة تسعى جهدها في إطفاء نور العلم، وحصر الرعية في حالك الجهل.
  • كلما زاد المستبد تعسفًا وجورًا زاد خوفه من رعيته.
  • أن النصح الذي لا إخلاص فيه هو بذر عقيم لا ينبت، وإن نبت كان رياء كأصله.
  • هل خلق الله لكم عقلاً لتفهموا به كلّ شيء، أم لتهملوه كأنّه لا شيء؟
  • الحُريّة هي رُوح الدين.
  • الخوف من التعب تعب، والإقدام على التعب راحة.
  • يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ماذا يستبدل به الاستبداد.
  • إن أصل الداء الاستبداد السياسي ودواءه دفعة بالشورى الدستورية.
  • لا يذل الله قط أمة عن قلة، إنما هو الجهل يسبب كل علّة.
  • الاستبداد أشد وطأة من الوباء، أكثر هولاً من الحريق، أعظم تخريباً من السيل، أذل للنفس من السؤال!
  • المجد: هو إحراز المرء مقام حب واحترام في القلوب، وهو مطلب طبيعي شريف لكل إنسان.
  • أقبح أنواع الاستبداد استبداد الجهل على العلم، واستبداد النفس على العقل، ويُسمّى استبداد المرء على نفسه.
  • الاستبداد ينبغي أن لا يُقاوم بالعنف، كي لا تكون فتنة تحصد الناس حصداً.
  • إن خوف المستبد من نقمة رعيته أكثر من خوفهم بأسه، لأن خوفه ينشأ عن علمه بما يستحق منهم، وخوفهم ناشئ عن جهل، وخوفه عن عجز حقيقي فيه، وخوفهم عن توهم التخاذل فقط.
  • للأمم المترقيّة علماً، ولاية طبيعيّة على الأمم المنحطّة.
  • الحكومة المستبدة تكون مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي إلى الفرَّاش إلى كنَّاس الشوارع.
  • المستبد في لحظة جلوسه على عرشه ووضع تاجه الموروث على رأسه يرى نفسه كان إنساناً فصار إلهاً.
  • الأمة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحرية.
  • ما هي الإرادة؟ هي أمّ الأخلاق، هي ما قيل في تعظيمها، لو جازت عبادة غير الله، لاختار العقلاء عبادة الإرادة!
  • النصح لا يفيد شيئًا إذا لم يصادف أذنا تتطلب سماعه.
  • الشرقي أكثر ما يغار على الفروج كأن شرفه كله فيها، والغربي أكثر ما يغار على حريته واستقلاله.
  • إن الحكومة، من أي نوع كانت، لا تخرج عن وصف الاستبداد، ما لم تكن تحت المراقبة الشديدة، والمحاسبة التي لا تسامح فيها.
  • إن الصدق لا يدخل قصور الملوك.
  • القوة كانت للعصبية، ثم صارت للعلم، ثم صارت للمال.
  • الإنسان الحر مالك لنفسه تماماً ومملوك لقومه تماماً.
  • لا يوجد في الدين الإسلامي نفوذ ديني مطلقاً في غير مسائل إقامة الدين.
  • طبائع الاستبداد أن الأغنياء أعداؤه فكرًا وأوتاده عملا، فهم ربائط المستبد يذلهم فيئنون، ويستدرهم فيحنون، ولهذا يرسخ الذل في الأمم التي يكثر أغنياؤها.
  • هي كلمة حق وصرخة في واد، إن ذهبت اليوم مع الريح، قد تذهب غداً بالأوتاد.
  • تبقى الأديان في الأمم المأسورة عبارة عن عبادات مجردة صارت عادات فلا تفيد في تطهير النفوس شيئًا.
  • كما أنه ليس من صالح الوصي الخائن القوي أن يبلغ الأيتام رشدهم، كذلك ليس من غرض المستبد أن تتنور الرعية بالعلم.
  • الاستبداد يد الله القوية الخفية، يصفع بها رقاب الآبقين من جنة عبوديته إلى جهنم عبودية المستبدين الذين يشاركون الله في عظمته ويعاندونه جهاراً!
  • الظالم سيف الله ينتقم به ثم ينتقم منه.
  • المستبدّ: يتجاوز الحدّ ما لم يرَ حاجزاً من حديد، فلو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفاً لما أقدم على الظلم، كما يقال: الاستعداد للحرب يمنع الحرب.
  • الناس وضعوا الحكومات لأجل خدمتهم، والاستبداد قلب الموضوع، فجعل الرعية خادمة للرعاة، فقبلوا وقنعوا.
  • كل المدققين السياسيين يرون أن السياسة والدين يمشون متكاتفين، ويعتبرون أن إصلاح الدين هو أسهل وأقوى وأقرب طريق للإصلاح السياسي.
  • المستبدون لا تهمهم الأخلاق إنما يهمهم المال.
  • الاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان فعلاً أو حكماً، التي تتصرف في شؤون الرعية كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محققين.
  • الثورة الحمقاء هي الثورة التي غالباً ما تكتفي بقطع شجرة الاستبداد ولا تقتلع جذورها، فلا تلبث أن تنبت وتنمو وتعود أقوى مما كانت أولاً.

اقتباسات عبد الرحمن الكواكبي

العوام هم قوَة المستبد وقوته، بهم عليهم يصول ويطول، يأسرهم فيتهللون لشوكته، ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم، ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريمًا، وإذا قتل منهم ولم يمثل يعتبرونه رحيمًا.
ولو ملك الفقهاء حرية النظر لخرجوا من الاختلاف في تعريف المساكين الذين جعل لهم الله نصيباً من الزكاة فقالوا: هم عبيد الاستبداد، ولجعلوا كفّارات فك الرقاب تشمل هذا الرقّ الأكبر.
اللهم إن المُستبدين وشركائهم قد جعلوا دينك غير الدين الذي أنزلت، فلا حول ولا قوة إلا بك!
الاستبداد أعظم بلاء يتعجل الله به الانتقام من عباده الخاملين، ولا يرفعه عنهم حتى يتوبوا توبة الأنفة.
ومن يدري من أين جاء فقهاء الاستبداد بتقديس الحكام عن المسؤولية حتى أوجبوا لهم الحمد إذا عدلوا، وأوجبوا الصبر عليهم إذا ظلموا، وعدوا كل معارضة لهم بغيًا يبيح دماء المعارضين؟!
فالمستبد لا يخاف من العلوم الدينية المتعلقة بالمعاد لاعتقاده أنها لا ترفع غباوة ولا تزيل غشاوة وإنما يتلهى بها المتهوسون.. لكن ترتعد فرائص المستبد من علوم الحياة مثل الحكمة النظرية والفلسفة العقلية وحقوق الأمم أو سياسة المدنية.. وغيرها من العلوم الممزقة للغيوم، المبسقة للشموس، المحرقة للرؤوس.
وقد سلك الأنبياء عليهم السلام في إنقاذ الأمم من فساد الأخلاق مسلك الابتداء.. أولًا بفك العقول من تعظيم غير الله والإذعان لسواه، وذلك بتقوية حسن الإيمان المفطور عليه وجدان كل إنسان، ثم جهدوا في تنوير العقول بمبادئ الحكمة، وتعريف الإنسان كيف يملك إرادته، أي حريته في أفكاره واختياره في أعماله، وبذلك هدموا حصن الاستبداد وسدّوا منبع الفساد.
الاستبداد السياسي يفضي إلى تخلف العقل، وتخلف العقل يؤدي إلى تخلف التربية، وتخلف التربية يؤدي إلى نقد التراث والدين، وهكذا نظل ندور في حلقة مفرغة متنقلين من المشاكل الثقافية إلى المشاكل السياسية والاجتماعية والتاريخية دون أن نستطيع حسم أي منها.
وإذا تتبعنا سيرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع الأمة، نجد أنهما مع كونهما مفطورين خير فطرة، ونائلين التربية النبوية لم تترك الأمة معهما المراقبة والمحاسبة ولم تعطهما طاعة عمياء.
ولهذا قرر الحكماء أن الحرية التي تنفع الأمة هي التي تحصل عليها بعد الاستعداد لقبولها، وأما التي تحصل على أثر ثورة حمقاء فقلما تفيد شيئًا، لأن الثورة غالبًا ما تكتفي بقطع شجرة الاستبداد ولا تقتلع جذورها، فلا تلبث أن تنبت وتنمو وتعود أقوى مما كانت أولًا.
الاستبداد لو كان رجلاً وأراد أن يحتسب وينتسب لقال: أنا الشرُّ، وأبي الظلم، وأمّي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسْكَنة، وعمي الضُّرّ، وخالي الذُّلّ، وابني الفقر، وبنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أما ديني وشرفي فالمال المال المال.
يا قوم: جعلكم الله من المهتدين، كان أجدادكم لا ينحنون إلا ركوعاً لله، وأنتم تسجدون لتقبيل أرجل المنعمين ولو بلقمة مغموسة بدم الإخوان، وأجدادكم ينامون الآن في قبورهم مستوين أعزاء، وأنتم أحياء معوجّة رقابكم أذلاء! البهائم تود لو تنتصب قاماتها وأنتم من كثرة الخضوع كادت تصير أيديكم قوائم، النبات يطلب العلو وأنتم تطلبون الانخفاض، لفظتكم الأرض لتكونوا على ظهرها وأنتم حريصون على أن تنغرسوا في جوفها، فإن كانت بطن الأرض بغيتكم، فاصبروا قليلًا لتناموا فيها طويلًا.
الاستبداد يقلب الحقائق في الأذهان، فيسوق الناس إلى اعتقاد أن طالب الحق فاجر، وتارك حقه مُطيع، والمُشتكي المُتظلم مُفسِد، والنبيه المُدقق مُلحد، والخامل المسكين صالح، ويُصبح -كذلك- النُّصْح فضولا، والغيرة عداوة، الشهامة عتوّا، والحميّة حماقة، والرحمة مرضا، كما يعتبر أن النفاق سياسة والتحيل كياسة والدنائة لُطْف والنذالة دماثة!
إنه ما من مستبدّ سياسي إلى الآن إلا ويتخذ له صفة قداسة يشارك بها الله أو تعطيه مقام ذي علاقة مع الله، ولا أقل من أن يتخذ بطانة من خدمة الدين يعينونه على ظلم الناس باسم الله.
الناظر في القرآن حق النظر يرى أنه لا يكلف الإنسان قط بالإذعان لشيء فوق العقل، بل يحذره و ينهاه من الإيمان اتباعاً لرأي الغير أو تقليداً للآباء.
أجمع الأخلاقيون على أن المتلبس بشائبة من أصول القبائح الخلقية لا يمكنه أن يقطع بسلامة غيره منها، وهذا معنى: إذا ساءت فعال المرء ساءت ظنونه.
من الأمور المقررة طبيعةً وتاريخياً أنه ما من حكومة عادلة تأمن المسؤولية والمؤاخذة بسبب غفلة الأمة أو التمكن من إغفالها إلا وتسارع إلى التلبس بصفة الاستبداد، وبعد أن تتمكن فيه لا تتركه وفي خدمتها إحدى الوسيلتين العظيمتين: جهالة الأمة، والجنود المنظمة.
على الرعية أن تعرف مقامها؛ هل خُلقت خادمة لحاكمها، تطيعه إن عدل أو جار، وخلق هو ليحكمها كيف شاء بعدل أو اعتساف؟ أم هي جاءت به ليخدمها لا ليستخدمها؟
المستبد يخاف من هؤلاء العاملين الراشدين المرشدين، لا من العلماء المنافقين أو الذين حفر رؤوسهم محفوظات كثيرة كأنها مكتبات مقفلة!
إن خير ما يستدل به على درجة استبداد الحكومات هو تغاليها في شأن الملوك وفخامة القصور وعظمة الحفلات ومراسيم التشريفات وعلائم الأبهة ونحو ذلك من التمويهات التي يسترهب بها الملوك رعاياهم عوضًا عن العقل والمفاداة.
إن الصدق لا يدخل قصور الملوك؛ بناء عليه؛ لا يستفيد المستبد قط من رأي غيره، بل يعيش في ضلال وتردد وعذاب وخوف، وكفى بذلك انتقاما منه على استعباده الناس وقد خلقهم ربهم أحرارًا.
والخلاصة أن الاستبداد والعلم ضدان متغالبان؛ فكل إدارة مستبدة تسعى جهدها في إطفاء نور العلم، وحصر الرعية في حالك الجهل. والعلماء الحكماء الذين ينبتون أحيانا في مضايق صخور الاستبداد يسعون جهدهم في تنوير أفكار الناس، والغالب أن رجال الاستبداد يطاردون رجال العلم وينكلون بهم، فالسعيد منهم من يتمكن من مهاجرة دياره، وهذا سبب أن كل الأنبياء العظام - عليهم الصلاة والسلام وأكثر العلماء الأعلام والأدباء والنبلاء- تقلبوا في البلاد وماتوا غرباء.
الغربيون يستحلفون أميرهم على الصداقة في خدمته لهم والتزام القانون. والسلطان الشرقي يستحلف الرعية على الانقياد والطاعة!
الغربيون يمنون على ملوكهم بما يرتزقون من فضلاتهم، والأمراء الشرقيون يتكرمون على من شاؤوا بإجراء أموالهم عليهم صدقات!
الغربي يعتبر نفسه مالكا لجزء مشاع من وطنه، والشرقي يعتبر نفسه وأولاده وما في يديه ملكا لأميره!
الغربي له على أميره حقوق، وليس عليه حقوق؛ والشرقي عليه لأميره حقوق وليس له حقوق!
الغربيون يضعون قانونا لأميرهم يسري عليه، والشرقيون يسيرون على قانون مشيئة أمرائهم!
الغربيون قضاؤهم وقدرهم من الله؛ والشرقيون قضاؤهم وقدرهم ما يصدر من بين شفتي المستعبدين!
الشرقي سريع التصديق، والغربي ينفي ولا يثبت حتى يرى ويلمس.
الشرقي أكثر ما يغار على الفروج كأن شرفه كله مستودع فيها، والغربي أكثر ما يغار على حريته واستقلاله!
الشرقي حريص على الدين والرياء فيه، والغربي حريص على القوة والعز والمزيد فيهما!
والخلاصة: أن الشرقي ابن الماضي والخيال، والغربي ابن المستقبل والجد!
أحدث أقدم