قصة نجاح رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد

رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد

مهاتير بن محمد وأصلها بالعربية محاضر بن محمد من مواليد (10 يوليو 1925) سياسي ماليزي وهو رئيس وزراء ماليزيا الحالي، وسبق أن تولى رئاسة الوزراء فكان رابع رئيس وزراء لماليزيا في الفترة من 1981 إلى 2003، وتعد أطول فترة لرئيس وزراء في ماليزيا، وكذلك من أطول فترات الحكم في آسيا. امتد نشاط مهاتير السياسي لما يقرب من 40 عاما، منذ انتخابه عضواً في البرلمان الإتحادي الماليزي عام 1964، حتى استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2003. كان لمهاتير محمد دور رئيسي في تقدم ماليزيا بشكل كبير، إذ تحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطاعا الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات.

كان خلال فترة حكمه من أكثر القادة تأثيراً في آسيا. كما يعتبر من أكثر المعارضين للعولمة. وبعد اعتزاله العمل السياسي أعلن عن خوضه من جديد للانتخابات العامة في ماليزيا ليفوز بأغلبية المقاعد ويعلن عن تشكيل الوزارة ليصبح بذلك سابع رئيس وزراء لماليزيا، وبعمر 92 عاماً يصبح أكبر الحكام أعماراً في العالم.

مهاتير محمد رابع رئيس وزراء لماليزيا، تميزت فترة حكمه بالنمو الاقتصادي وازدهار البنية التحتية في ماليزيا، مما حولها من دولة فقيرة إلى مصاف الدول المتقدمة وجعله بطلاً في نظر شعوب الدول النامية.

نبذة عن مهاتير محمد

يعد مهاتير محمد أحد أنجح رؤساء الوزراء في تاريخ ماليزي، وقد بدى على مهاتير أمارات القيادة والنجاح منذ صغره.

كان طبيباً ناجحاً قبل أن يُصبح سياسياً عقب انضمامه لحزب منظمة الملايو الوطنية المتحدة، ثم ترقى في المناصب السياسية من عضو بالبرلمان وحتى وصوله لرئاسة الوزراء. خلال فترة حُكمه الممتدة طوال 22 عاماً، كافح من أجل حقوق شعب الملايو والدول النامية، واتبع السياسات التي ساعدت على ازدهار الاقتصاد، وأتاح فرص التعليم لجميع أبناء الشعب الماليزي.

كما رحب بالاستثمارات الأجنبية، وأصلح نظام الضرائب، وخفض التعريفات التجارية، وخصخص عدة مؤسسات تابعة للدولة. لقد حصلت ماليزيا خلال فترة حكمه الطويلة على الاستقرار السياسي اللازم للنمو الاقتصادي، وانتقلت من دولة فقيرة إلى مصاف الدول المتقدمة.

الحياة الشخصية لمهاتير محمد

تزوج مهاتير محمد سنة 1956 من زميلة له في الجامعة، ورزق منها بأربعة أبناء، وقام بتبني ثلاثة أبناء أيضاً.

حقائق سريعة عن مهاتير محمد

حصل مهاتير محمد على أول وظيفة خاصة له في المجال الطبي كطبيب تابع للحكومة الماليزيّة، وفي نفس العام أنشأ عيادته الخاصة في المدينة التي ولد فيها، ليكون أول طبيب في المنطقة.

لم يُبعد الطب مهاتير محمد عن السياسة التي كان يعشقها، حيث كان يُشارك في أثناء دراستهِ في المظاهرات من أجل استقلال بلادهِ، وكان مؤيداً قوي لمنظمة الملايو الوطنية المتحدة.

ترشح مهاتير محمد لأول منصب في المجال السياسي سنة 1946، وانتخب كعضو داخل منصة البرلمان عن دائرة كوتا سِتار سيلاتان.

كتب مهاتير في شهر مايو لعام 1969 خطابه الشهير الذي تسبب في إقالته من الحكومة، حيث اندلعت في تلك الفترة أعمال العنف العرقيّة بين الصينيين وسكان الملايو والتي بدورها أسفرت عن مقتل المئات من كلا الفريقين، حيث انتقد انحياز رحمن للمصالح الصينية.

قام بتأليف 16 كتابًا إلى جانب اشتغاله بالسياسة.

نشر مهاتير كتابه الأوَّل في عام 1970 والذي أطلق عليه اسم مُعضِلة الملايو ليستكمل فيه مسيرة انتقاده لإدارة رحمن لشعب الملايو ودعمهم لهم، كما انتقد فيه كسل الملايو والذي ترتب عليه تخلفهم عن الدول الاخرى، وقد تم حظر هذا الكتاب لفترة.

عاد مهاتير من جديد للعمل في السياسة في عام 1973، بعد أن تم تعيينه عضواً بالمجلس الأعلى للبرلمان، وذلك بعد أن تولى عبد الرزَّاق حُسين إدارة رئيس الوزراء الجديد لبلاده، ثم عمل كوزيراً للتعليم، ليعود بعدها لمنصبه في البرلمان.

تولي مهاتير منصب رئيس للوزراء عام 1981، حيث ارتفعت وتيرة الصراع ولمدة عامين مع العائلة الملكية، وهذا بسبب زيادة سُلطاته، ولكنه اكمل مسيرته لينهض بالبلاد حيث حكم بلاده مدة 22 عام بعد أن فاز بالانتخابات خمس مرات متتالية برضى شعبه بعد أن عاش فترة نهضة كبيرة من شتى الجوانب، مما جعله أكثر رؤساء وزراء ماليزيا بقاءً في الحُكم.

كان أول رئيس وزراء لماليزيا من عائلة متواضعة اجتماعياً، حيث أن جميع من سبقوه كانوا أعضاءً في العائلة الملكية.

وتحت حُكمه، شَهِدَت ماليزيا نمواً اقتصادياً كبيراً. فقد بدأ بخصخصة المؤسسات التابعة للدولة، ومن ضمنها: شركات الطيران والخدمات والاتصالات، مما زاد من دخل الدولة وساهم في تحسين ظروف العمل للكثير من الموظفين، وأنشأ طريقاً سريعاً يربط ما بين حدود تايلاند في الشمال إلى سنغافورة في جنوب البلاد، والذي يُعَدُ أحد أهم مشاريعه للبنية التحتية.

ما بين 1988 و1996 شَهدت ماليزيا نمواً اقتصادياً بمقدار 8%، وأصدر مهاتير خطة اقتصادية بعنوان: المُضِي قُدماً أو رؤية 2020 مؤكداً أنّ ماليزيا ستصير في عِداد الدول المتقدمة بحلول عام 2020، ساهم مهاتير في تحويل الاعتماد الاقتصادي في ماليزيا من الزراعة والموارد الطبيعية إلى الصناعة والتصدير، وتضاعف دخل الفرد بشكلٍ كبير.

خلال فترة ممارسته للسياسة طوال 40 عامًا، تولَّى مناصب: وزير الاقتصاد، ووزير الداخلية، ووزير الدفاع، ووزير التجارة، ووزير التعليم.

وأعظم إنجازاته خلال فترة حكمه كرئيسٍ للوزراء كانت استراتيجية الانتعاش الاقتصادي التي اتبعها عقب الأزمة الاقتصادية الآسيوية في عام 1998، فقد خالف آراء مستشاريه وربط سعر صرف العملة بالدولار الأمريكي، وكانت هذه الخطوة الجريئة سبباً في تعافي اقتصاد ماليزيا أسرع من الدول الأخرى.

أسس شركة بروتون Proton في عام 1983، وهي الشركة الماليزية الوحيدة لصناعة السيارات.

حصل مهاتير على العديد من الجوائز والأوسمة المحلية والدولية، من ضمنها: جائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي عام 1994، وجائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام عام 1997، وفي عام 2007 تم ترشيحه لجائزة نوبل للسلام، لدوره في إعادة إعمار البوسنة والهرسك عقب الحرب الطائفية التي شهدتها.

مصادر: 1 ، 2 ، 3
أحدث أقدم