أفضل روايات الأديب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز


يعد غابرييل غارسيا ماركيز من أشهر كتاب الواقعية العجائبية، فيما يعد عمله مئة عام من العزلة هو الأكثر تمثيلًا لهذا النوع الأدبي. وبعد النجاح الكبير الذي لاقته الراوية، فإنه تم تعميم هذا المصطلح على الكتابات الأدبية بدءًا من سبعينات القرن الماضي.

وفي عام 2007، أصدرت كل من الأكاديمية الملكية الإسبانية ورابطة أكاديميات اللغة الإسبانية طبعة شعبية تذكارية من الرواية، باعتبارها جزءًا من الكلاسيكيات العظيمة الناطقة بالإسبانية في كل العصور. وتم مراجعة وتنقيح النص من جانب غابرييل غارسيا ماركيز شخصيًا.

وتميز غابرييل ماركيز بعبقرية أسلوبه ككاتب وموهبته في تناول الأفكار السياسية. وقد تسببت صداقته مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الكثير من الجدل في عالم الأدب والسياسة. وعلى الرغم من امتلاك غابرييل غارسيا ماركيز مسكنًا في باريس وبوغوتا وقرطاجنة دي إندياس، إلا أنه قضى معظم حياته في مسكنه في المكسيك واستقر فيه بدءًا من فترة الستينات.

تمكن غابرييل غارسيا ماركيز من الحصول على جائزة نوبل للآداب عام 1982م، وذلك تقديرًا للقصص القصيرة والروايات التي كتبها، ومن أهم مؤلفاته ما يلي:


مائة عام من العزلة


تعتبر رواية مائة عام من العزلة من أهم الأعمال الإسبانية الأمريكية خاصة، ومن أهم الأعمال الأدبية العالمية. ومن أكثر الروايات المقروءة والمترجمة للغات أخرى. طبع منها قرابة “30 مليون نسخة”، وترجمت إلى 30 لغة, تمثل هذه الرواية التي حازت على جائزة نوبل في الأدب عام 1982 إحدى الشوامخ في الفن الروائي الغربي قديمة وحديثه وقد برز مؤلفها كواحد من أهم أعلام الأدب اللاتيني المعاصر.

في هذه الرواية يمتد الزمان ليتقلص ضمن أوراقها وسطورها حيث يحكي غارسيا ماركيز حكاية لأسرة أوريليانو على مدار عشرة عقود من الزمان، ململماً هذا الزمان باقتدار وبراعة بالغين بما فيه من غرائب الأحداث وخوارق الوقائع ودخائل المشاعر ودقائق التحليلات وعظائم المفاجآت، أتى بها لتروي قصة هذه الأسرة التي كانت الغواية هي القاسم المشترك في حياتها نساءً ورجالاً حتى امتدت لعنتها إلى آخر سليل منهم.


الحب في زمن الكوليرا


تروي أحداث الرواية قصة حب رجل وامرأة منذ المراهقة، وحتى ما بعد بلوغهما السبعين، وتصف ما تغير حولهما وما دار من حروب أهليه في منطقة الكاريبي وحتى تغيرات التكنولوجيا وتأثيراتها على نهر مجدولينا في الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتى العقود الأولى من القرن العشرين. كما أنها ترصد بدقة الأحوال في هذه المنطقة من العالم من حيث الأحوال الاقتصادية والأدبية والديموغرافية دون التأثير على انتظام الأحداث وسيرها الدقيق مما يضعنا أمام كاتب يمسك بأدواته على أحسن ما يكون.


قصة موت معلن


قصة موت معلن هي توثيق لقصة حقيقة جرت أحداثها عام 1951م في الريف الكولومبي, مسقط رأس غابرييل غارسيا ماركيز.. وتروى حيثيات جريمة قتل سانتياغو نصار على يد الإخوة فيكاريو انتقاماً لشرف العائلة بعد أن أعيدت أخت القتلة أنخيلا إلى أهلها من قبل زوجها ليلة الزفاف عندما اكتشف أنها ليست عذراء. لكل من الأبطال في هذه الرواية أكثر من وجه وكلاهما مروى بحرفية وكأن كل وجه هو الحقيقة بعينها, كالبطل سانتياجو الغادر ربما والمغدور به علنا, وأخيرا العروس التي فسدت حياتها بضلوعها في جريمة الشرف.


خريف البطريرك


بعد نجاح رواية مائة عام من العزلة للروائي الكولومبي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز، أراد أن يقدم عملاً يلفت الانتباه فكانت روايته خريف البطريرك، والتي اعتبرها من أصعب أعماله، حيث ذكر في إحدى حواراته أنه كان بعد كتابة خمسة أسطر منها يلقى بها بسلة القمامة، ثم يعود ليبدأ من جديد. 

تدور احداث الرواية حول طاغية خيالي عجوز من طغاة إحدى جمهوريات الكاريبي، نسجه خيال ماركيز من مزيج من طغاة أمريكا اللاتينية الحقيقيين، من بينهم الديكتاتور الكولومبي غوستابو روخاس بينيا، والإسباني فرانسيسكو فرانكو والفنزويلي خوان بيثنتي غوميث.


الأم الكبيرة


مجموعة قصصية تتكون من 8 قصص مختلفة الطول كتبها غابرييل غارسيا ماركيز جميعاً عام 1962 وهي:

قيلولة يوم الثلاثاء: هي قصة امرأة فقيرة تستقل القطار مع ابنتها العنيدة لتزور قبر ابنها الوحيد الذي قتل منذ أسبوع في بلدة غير تلك التي يعيش فيها ثلاثتهم، (وقد قتل هذا الابن وهو يحاول تحت جمح الظلام أن يفتح بوابة بيت سيدة غنية اسمها “ربيكا” بقصد السرقة برصاصة أطلقتها عليه هذه السيدة.

يوم من هذه الأيام: هذه الأقصوصة تصف زيارة يقوم بها عمدة بلدة كولومبية إلى عيادة طبيب أسنان ليخلع له الطبيب ضرس العقل الذي يؤلمه منذ خمسة أيام. ويقول المؤلف في هذه القصة: إن طبيب الأسنان لا يحمل شهادة، ويصف العيادة فيقول: إنها عيادة فقيرة، سقفها متهدم. ويصف المؤلف كذلك ألم الضرس المبرح الذي يجعل حياة العمدة جحيماً واستعدادات طبيب الأسنان لخلع الضرس ثم عملية الخلع ذاتها وما سببه للعمدة من ألم شديد، لأنها تمت بدون تخدير.

ليس في هذه القرية لصوص: هي قصة صعلوك شاب اسمه “دامازو”، يعيش في بلدة صغيرة ليس له من المؤهلات سوى وسامته وأناقته وعينيه الجميلتين. وقد تزوج من امرأة تشتغل بغسل الملابس وكيها، وهي تنفق عليه، وخطر لدامازو أن يسرق “صالون البلياردو” الذي كان يتردد عليه، فكسر قفل باب الصالون ليلاً، ثم تسلل إلى داخله وفتح درج الخزانة...

قصة بلتزار العجيبة: قصة نجار رقيق الحال اسمه “بلتزار” طلب منه ابن رجل غني اسمه “خوزيه مونتييل” أن يصنع له قفصاً كبيراً، وصنع بلتزار القفص، وتفنن في صنعه، وذهب إلى بيت “مونتييل” ولكن هذا الأخير رفض أن يشتري القفص، ولام بلتزار لأنه نفذ طلب ابنه بدون أن يرجع إليه.

أرملة مونتييل: هذه القصة إن جاز أن نصفها بهذا الوصف - لتكمل القصة السابقة وقد أطلق المؤلف عليها اسم “أرملة مونتييل” وكان بإمكانه أن يسميها “ثروة مونتييل” فإن محورها في الواقع هو هذه الثروة: كيف تكونت، وما الذي ترتب على جمعها فيما يتعلق بأسرة صاحبها وبالمجتمع الذي يحيط به، وما آلت غليه، وأحوال أرملة صاحبها بعد وفاة زوجها.

يوم بعد يوم السبت: تثير هذه القصة لدى القارئ عدة تساؤلات: أهي من القصص الخرافية التي كان مركيز يسمعها من قريباته ومن خادمات بيت جده الهنديات الحمر وهو حفيد؟ أن هي قصة مستلهمة من الكتاب المقدس الذي يتحدث عن بلاد ابتلى الناس فيها بالضفادع والجراد والقمل؟ أم هي قصة متأثرة بفيلم “هتشكوك” الذي تغير فيه أسراب من الطيور المتوحشة على إحدى المدن الأمريكية الصغيرة؟ أن هي ترمز إلى شيء آخر!

زهور صناعية: فمن المحتمل أن تكون في خطوطها العريضة على الأقل قد بنيت على واقعة حقيقية شاهدها المؤلف وهو طفل في بيت جده لأمه، الذي كانت تعيش فيه جدته الكفيفة مع بناتها، والذي كانت تفد إليه قريبات كثيرات. وهي قصة فتاة وجدتها الكفيفة، و تكمن طرافة القصة أساساً في أن بين الفتاة والجدة ما يشبه الصراع.

جنازة الأم الكبيرة: هي قصة أشبه بالأحلام، أو بالأساطير، وهي قصة ليس في أحداثها من الواقع شيء، وإن كانت خلفيتها تعد واقعاً حقيقياً، وهي كالأساطير والأحلام، وتلغى فروق الزمان والمكان في مجرى الأحداث، كما لا تتقيد بطبيعة الأشياء، فتجمع بين المتناقضات، أو تربط بين أمور لا يربط بينها رباط، وتتخطى المسافات والأحجام، وتعمد إلى التهويل والمبالغة، وتجافي المنطق، وتطلق العنان للخيال.


في ساعة نحس


في ساعة نحس تحدث في قرية كولومبية بلا اسم، شخص ما يضع قصاصات هجائية حول البلدة، يلخص أسرار الناس المحليين المخزية، وعندما يقتل رجل حبيب زوجته المفترض بعد معرفة خيانتها، يقرر رئيس البلدية بأن ينسب الموضوع كله إليه، يعلن حكما عرفيا ويرسل الجنود للقيام بدورية في الشوارع، يستعمل أيضاً “حالة الاضطرابِ” كعذر لاتخاذ اجراءات صارمة ضد أعدائه السياسيين.

اقرأ أيضًا: أفضل أقوال غابرييل غارسيا ماركيز

أحدث أقدم