مقتطفات من رواية يوتوبيا – أحمد خالد توفيق


تدور أحداث رواية يوتوبيا في سنة 2023م، حيث تحولت مصر الى طبقتين، الأولى بالغة الثراء والرفاهية وهي يوتوبيا المدينة المحاطة بسور ويحرسها جنود المارينز التي تقع في الساحل الشمالي والثانية فقر مدقع وتعيش في عشوائيات ويتقاتلون من أجل الطعام والرواية تحكي قصة شاب غني من يوتوبيا يريد أن يتسلى ويقوم بمغامرة لكسر ملل الحياة ورتابتها وهي صيد إنسان فقير من سكان شبرا واللعب به مع أصحابه للحصول على متعة ثم قتله والاحتفاظ بجزء من جسده على سبيل الفخر وهي من الهوايات الجديدة للأغنياء الذين يعيشون في الساحل الشمالي تحديدا في يوتوبيا التي تشكل عالم الأغنياء.

الغلاف الخلفي من رواية يوتوبيا

“كنت أقول لهم: (ها أنتم أولاء يا كلاب قد انحدر بكم الحال حتى صرتم تأكلون الكلاب، لقد أنذرتكم ألف مرة. حكيت لكم نظريات مالتوس وجمال حمدان ونبوءات أورويل وويلز، لكنكم في كل مرة تنتشون بالحشيش والخمر الرخيصة وتنامون. إن غضبتي عليكم كغضبة أنبياء العهد القديم على قومهم.. ألعنكم) لكن ما أثار رعبي أنهم لا يبالون على الإطلاق. إنهم يبحثون عن المرأة التالية ولفافة التبغ التالية والوجبة التالية، ولا يشعرون بما وصلوا إليه”.

مقتطفات من رواية يوتوبيا

“قال لي سالم بيه: “أنت تقرأ كثيرا.. أنت مجنون!”.. قلت له إن القراءة بالنسبة لي نوع رخيص من المخدرات. لا أفعل بها شيئاً سوى الغياب عن الوعي. في الماضي - تصور هذا- كانوا يقرءون من أجل اكتساب الوعي!” 

“عندما تشم الحريق ولا تنذر من حولك.. فأنت بشكل ما ساهمت في إشعال الحريق”

“قلت لها إن الناس يجب ألا تتزوج إلا لكي تأتي للعالم بمن هو أفضل.. طفل أجمل منك، أغنى منك، أقوى منك. ما جدوى أن يتزوج الشقاء من التعاسة؟ الهباب من الطين؟ ما الجديد الذي سنقدمه للعالم سوى المزيد من البؤس؟”

“نعم.. لم يكن للمصريين ما يباع سوى الماضي.. وقد اشتريناه”

“ليست الثقافة دينا يوحد بين القلوب ويؤلفها, بل هي على الأرجح تفرقها، لأنها تطلع المظلومين على هول الظلم الذي يعانونه, وتطلع المحظوظين على ما يمكن أن يفقدوه”

“ليس فقركم ذنبنا! ألا تفهمين بعد أنكم تدفعون ثمن حماقتكم وغبائكم وخنوعكم؟ عندما كان أباءنا يقتنصون الفرص كان أباءكم يقفون أمام طوابير الرواتب في المصالح الحكومية، ثم لم تعد هناك مصالح حكومية. لم تعد هناك رواتب. أنتم لم تفهموا اللعبة مبكرا لهذا هويتم من أعلى إلى حيث لا يوجد قاع. ما ذنبنا نحن؟ عندما هب الجميع ثائرين في كل قطر في الأرض هززتم أنتم رءوسكم وتذرعتم بالإيمان والرضا بما قسم لكم. تدينكم زائف تبررون به ضعفكم”

“لا يتحمل الحياة بلا أحلام.. منذ طفولتي لم أجرب العيش بلا أحلام.. أن تنتظر شيئًا.. أن تُحرم من شيء.. أن تغلق عينيك ليلا وأنت تأمل في شيء.. أن تتلقى وعدًا بشيء..”

“الخروف الذي يفكر، يصير خطرا على نفسه وعلى الآخرين”

“عندما تخترق اخر حدود التعقل تشعر بأن العقل يتمدد ليضم لنفسه حدودا اخرى يسيطر عليها الاعتياد والملل والرتابة”

“يتوقف الامر على قيمة ما يدافع المرء عنه بالنسبة له وليس بشكل مطلق”

“فقط أذكر أن الأمور كانت تسوء بلا انقطاع.. وفي كل مرة كان الفارق بين الوضع أمس واليوم طفيفاً، لذا يغمض المرء عينه كل ليلة وهو يغمغم: أهي عيشة.. مازالت الحياة ممكنة.. مازال بوسعك أن تجد الطعام والمأوي وبعض العلاج.. إذن فليكن غد.. ثم تصحو ذات يوم لتدرك أن الحياة مستحيلة، وأنك عاجز عن الظفر بقوت غد أو مأواه.. متى حدث هذا؟.. تسأل نفسك فلا تظفر بإجابة..”

“ما قيمة الأسماء عندما لا تختلف عن أي واحد آخر؟”

“الخلاصة التي توصلت لها بعد دقيقة في هذا العالم هو أن هؤلاء القوم يتظاهرون بأنهم أحياء”

“أفضل الغشاشين طرا هو من يغش المخدرات.. هذا الرجل قديس يعمل لمصلحة الناس في رأيي.. انه مصلح اجتماعي ينعم بالمال!”

“الطبقة الوسطى التي تلعب في أي مجتمع دور قضبان الجرافيت في المفاعلات الذرية.. انها تبطئ التفاعل ولولاها لانفجر المفاعل.. مجتمع بلا طبقة وسطى هو مجتمع قابل للانفجار”

“لماذا كان قياصرة روما وعامة الشعب يحبون رؤية العبيد وهم يقطعون بعضهم بعضاً؟ لماذا لم يمنح الفقر الفقراء بعض الرحمة؟ على قدر علمي فإن مزاج الأباطرة يختلف تماماً عن مزاج العامة.. فلماذا اتفق المزاجان على شيء واحد - القسوة؟”

“لقد تحول هؤلاء القوم إلى مخلوقات أبعد ما تكون عن البشر.. قشرة مخ لم تعد تؤدى أي دور معهم.. فقط يتحركون للجنس أو للعنف.. الاغتصاب يمنح الشيئين معاً”

“أنا رأيت كل شيء يتهدم أنذرتهم ألف مرة ولم يصدقوا أو صدقوا ولم يبالوا أحياناً أشعر أن المصريين شعب يستحق ما يحدث له شعب خنوع فاقد الهمة ينحني لأول سوط يفرقع في الهواء”

“إنها أخلاقيات الزحام.. ضع ست دجاجات في عشة ضيقة وراقب كم تصير مُهذبة.. لو أن دجاجة واحدة لم تفقأ عين جارتها أو تلتهم أحشاءها فأنا مخطئ”

“الأخلاق تتآكل في الفقر كما يتآكل المعدن الذي يقطر فوقه الماء”

“ليست الثقافة دينا يوحد بين القلوب ويؤلفها: بل هي على الأرجح تفرقها، لأنها تطلع المظلومين على هول الظلم الذي يعانونه، وتطلع المحظوظين على ما يمكن أن يفقدوه”

“أغلب الناس يحبون أن يروا الأغنياء المتغطرسين يفقدون كرامتهم، السبب أن معظم الناس في الحقيقة فقراء”

نبذة عن المؤلف


أحمد خالد توفيق هو طبيب وأديب مصري، ويعتبر من أشهر الكتاب في مجال أدب الرعب وأدب الشباب. ولد في مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية في مصر. تخرج أحمد خالد توفيق في كلية الطب في جامعة طنطا عام 1985م، وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997م. ونشر له العديد من الكتب والقصص القصيرة مثل سلسلة “ما وراء الطبيعة” وروايته الأولى التي نشرة له كانت رواية “أسطورة مصاص الدماء”، وقد قام بترجمة عدد من الروايات الأجنبية ضمن سلسلة روايات عالمية للجيب. كما قدّم الترجمة العربية الوحيدة لرواية نادي القتال “fight club” للروائي الأمريكي تشاك بولانيك.
أحدث أقدم