خف القطين فراحوا منك أو بكروا – الأخطل

قصيدة خف القطين فراحوا منك أو بكروا وأزعجتهم نوى في صرفها غير، كأنني شارب يوم استبد بهم من قرقف ضمنتها حمص أو جدر

قصيدة: خف القطين فراحوا منك أو بكروا

  • للشاعر: الأخطل التغلبي

خــفّ  الـقـطينُ فـراحـوا مـنك أوْ بـكروا
وأزعـجـتـهم نــوى فــي صـرفـها غـيـرُ

كـأنّـنـي شـــارِبٌ يـــوْم اسـتُـبِدّ بـهـم
مــن  قـرقـفٍ ضـمـنتها حـمصُ أو جـدرُ

جــادت بـهـا مِــن ذواتِ الـقـارِ مُـتـرعة
كـلـفاءُ يـنـحتُّ عــن خُـرطـومِها الـمدرُ

لـــــذٌّ  أصـــابــت حُــمـيّـاهـا مـقـاتِـلـهُ
فـلـم  تـكـد تـنـجلي عـن قـلبهِ الـخُمرُ

كــأنّــنـي ذاك أوْ ذو لـــوْعــة خــبـلـت
أوْصــالــهُ  أوْ أصــابــت قـلـبـهُ الـنُّـشـرُ

شــوْقـاً إلـيـهِـم ووجــداً يــوْم أُتـبِـعُهُم
طـرفـي  ومـنـهم بـجـنبيْ كـوكبٍ زُمـرُ

حــثّــوا  الــمـطـيّ فـولـتـنـا مـنـاكـبِـها
وفـــي الــخـدورِ إذا بـاغـمـتها الــصـوَرُ

يــبـرقـن  بـالـقـومِ حــتـى يـخـتـبِلنهُم
ورأيـــهُــنّ  ضــعــيـفٌ حــيــن يـخـتـبـرُ

يــــا  قــاتــل اللهُ وصـــل الـغـانـياتِ إذا
أيــقـنّ  أنـــك مــمـن قــد زهــا الـكـبرُ

أعـرضـن لـمـا حـنـى قـوسي مـوترها
وابــيَـضّ بــعـد ســوادِ الـلِّـمّة الـشّـعرُ

مــــا  يــرعـويـن إلــــى داعٍ لـحـاجـتِـهِ
ولا لــهُــنّ إلــــى ذي شــيْـبـة وطـــرُ

شــرقـن  إذ عــصـر الـعـيـدانُ بـارحُـهـا
وأيْـبـست غـير مـجرى الـسِّنّة الـخُضرُ

فـالـعـيـنُ عــانـيـة بــالـمـاء تـسـفـحهُ
مِــن  نـيّـة فــي تـلاقـي أهـلِـها ضــررُ

مـنـقضبين انـقـضاب الـحـبلِن يـتـبعهُم
مِـن الـشّقيقِ وعـينُ الـمقسمِ الـوَطرُ

ولا  الــضِّـبـاب إذا اخــضــرّت عُـيـونُـهُمُ
أرضـــاً  تــحُـلُّ بــهـا شـيْـبـانُ أوْ غُــبـرُ

حـتـى إذا هُــنّ ورّكــن الـقـضيم وقــد
أشـرقـن  أو قـلن هـذا الـخندقُ الـحفرُ

إلـــــى  امـــــرئٍ لا تـعـدّيـنـا نــوافـلـهُ
أظـــفــرهُ  اللهُ فـلـيـهـنا لــــهُ الــظـفـرُ

ألـخـائـضِ الـغـمـر والـمـيْـمونِ طــائِـرُهُ
خـلـيفة الـلّـهِ يُـسـتسقى بــهِ الـمـطرُ

والــهـمُّ بــعـد نــجـي الـنـفسِ يـبـعثه
بـالـحـزمِ والأصـمـعانِ الـقـلبُ والـحـذرُ

والـمـسـتمرُّ بـــهِ أمـــرُ الـجـميعِ فـمـا
يــغــتـرهُ  بـــعــد تــوكـيـدٍ لــــهُ غــــررُ

ومــــا الــفـراتُ إذا جــاشـت حـوالـبـهُ
فــي حـافـتيهِ وفــي أوسـاطهِ الـعشرُ

وذعـذعـتـهُ  ريــاحُ الـصّـيْفِ واضـطـربت
فــــوق  الـجـآجـئ مـــن آذيـــهِ غـــدرُ

مـسـحنفرٌ مــن جـبـال الــروم يـسترهُ
مِــنــهـا  أكــافـيـفُ فــيـهـا دونــــهُ زوَرُ

يــومـاً  بــأجـود مِــنـهُ حــيـن تـسـألُـهُ
ولا  بــأجــهـر مـــنــهُ حــيــن يـجـتـهـرُ

ولـــم  يـــزل بــك واشـيـهِم ومـكـرُهُمُ
حـتى أشـاطوا بـغيْبٍ لـحم من يسروا

فــلــم  يــكُـن طــاويـاً عــنّـا نـصـيـحتهُ
وفــــي  يــديْــه بـدُنـيـا دونــنـا حــصـرُ

فـــهــو  فــــداءُ أمــيــرِ الـمـؤمـنـين إذا
أبـــدى  الـنـواجـذ يـــومٌ بــاسـلٌ ذكــرُ

مـفـتـرشٌ  كـافـتـراشِ الـلـيـث كـلـكلهُ
لــوقــعـة  كــائــنٍ فــيـهـا لــــهُ جــــزرُ

مُــقــدِّمـاً  مــائــتـيْ ألـــــفٍ لـمـنـزِلِـهِ
مـــا  إن رأى مـثـلـهم جـــنّ ولا بـشـرُ

يـغـشـى الـقـنـاطِر يـبـنـيها ويَـهـدِمُها
مُـــســوَّمٌ  فــوْقــه الــرّايــاتُ والــقـتـرُ

قــــوْمٌ  أنــابـت إلـيـهِـم كـــلُّ مُـخـزيـة
وبـالـثـويـة  لــــم يــنـبـض بــهــا وتـــرُ

وتــسـتـبـيـنُ  لأقــــــوامٍ ضــلالــتُـهُـم
ويـسـتـقيمُ الـــذي فــي خــدهِ صـعـرُ

ثـــم  اسـتـقـلّ بـأثـقـال الـعـراقِ وقــد
كــانـت  لـــهُ نـقـمـة فـيـهـم ومــدخـرُ

فــي نـبـعة مِــن قُـريشٍ يـعصِبون بـها
مــا إن يــوازى بـأعـلى نـبـتِها الـشّجرُ

تـعـلو  الـهـضابِ وحـلّـوا فــي أرومـتـها
أهــلُ الـرّيـاء وأهــلُ الـفـخرِ إن فـخروا

حُـشدٌ عـلى الـحقّ عيّافو الخنى أُنُفٌ
إذا ألــمّــت بــهِــم مـكـروهـة صــبـروا

وإن تــدجـت عــلـى الآفــاقِ مـظـلمة
كـــان لــهُـم مــخـرجٌ مِـنـهـا ومُـعـتصرُ

أعــطـاهُـمُ الله جــــداً يــنـصـرون بـــهِ
لا  جـــــدّ إلاّ صــغــيـرٌ بــعــدُ مُـحـتـقـرُ

لـــم يــأشـروا فــيـهِ إذ كـانـوا مـوالـيَهُ
ولـــوْ يــكـونُ لــقـومٍ غـيـرهـم أشــروا

شـمـسُ الـعداوة حـتى يـستقاد لـهم
وأعــظـمُ الــنـاس أحــلامـاً إذا قـــدروا

لا  يـسـتـقـلُّ ذوو الأضــغــانِ حـربـهـمُ
ولا  يــبــيـنُ فــــي عـيـدانـهـم خــــورُ

هُـــــمُ  الــذيــن يُــبــارون الــرّيــاح إذا
قــلّ  الـطّـعامُ عـلـى الـعافين أوْ قـتروا

بـــنــي  أمـــيّــة نُــعـمـاكُـم مُـجـلِّـلـة
تــمّــت  فــــلا مِــنّــة فـيـهـا ولا كـــدرُ

بــنــي  أُمــيّـة قـــد نـاضـلـتُ دونــكُـمُ
أبــنـاء قـــومٍ هـــمُ آووا وهُـــم نـصـروا

أفـحمتُ عـنكُم بـني النجار قد علمت
عُـلـيـا  مــعـدّ وكــانـوا طـالـمـا هــدروا

حتى استكانوا وهُم مني على مضضٍ
والــقــولُ  يـنـفـذُ مـــا لا تـنـفـذُ الإبـــرُ

بــنــي  أُمــيّــة إنّــــي نــاصِــحٌ لــكُـمُ
فـــــلا  يـبـيـتـنّ فــيـكُـم آمِــنــاً زُفــــرُ

وأتــــخِـــذوهُ  عــــــدوّاً إنّ شـــاهِـــدهُ
ومــــا  تــغـيـب مــــن أخــلاقـهِ دعـــرُ

إن الـضـغـيـنـة تـلـقـاهـا وإن قــدُمــت
كــالـعـرّ  يـكـمُـنُ حـيـنـاً ثـــمّ يـنـتـشِرُ

وقـــد نُــصِـرت أمــيـر الـمـؤمـنين بِــنـا
لــمّـا  أتـــاك بـبـطـنِ الـغـوطـة الـخـبـرُ

يـعـرفـونك  رأس ابـــن الـحُـبـابِ وقـــد
أضـحـى ولـلسيفِ فـي خـيشومهِ أثـرُ

لا يـسـمعُ الـصّـوْت مُـستكّاً مـسامِعُهُ
ولـيـس يـنـطقُ حـتـى يـنـطق الـحجرُ

أمـست إلـى جـانبِ الـحشاكِ جـيفتُهُ
ورأســــهُ  دونــــهُ الـيـحـمومُ والــصُّـوَرُ

يـسـألُهُ الـصُّبرُ مِـن غـسّان إذ حـضروا
والـحـزنُ كـيـف قــراك الـغلمة الـجشرُ

والـحـارث بــن أبــي عــوفٍ لـعـبن بـهِ
حــتــى تــعــاورهُ الـعـقـبـانُ والـسـبـرُ

وقــيـس عـيـلان حـتـى أقـبـلوا رقـصـاً
فــبـايـعـوك  جــهــاراً بــعـدمـا كــفــروا

فــلا هــدى الـلّهُ قـيساً مِـن ضـلالتِهِم
ولا  لــعــاً لــبـنـي ذكـــوان إذا عــثـروا

ضـجّوا مـن الـحرب إذا عـضّت غواربهم
وقـيـسُ  عـيـلان مــن أخـلاقها الـضجرُ

كــانـوا  ذوي إمـــة حــتـى إذا عـلـقت
بــهــم حـبـائـلُ لـلـشـيطانِ وابـتـهـروا

صُـكّـوا عـلـى شــارِفٍ صـعبٍ مـراكبُها
حــصّـاء لــيْـس لــهـا هُــلـبٌ ولا وبـــرُ

ولـــم  يـــزل بِـسُـلـيْمٍ أمـــرُ جـاهِـلِـها
حــتـى  تـعـايـا بــهـا الإيـــرادُ والـصـدرُ

إذ  يـنـظُـرون وهُــم يـجـنون حـنـظلهُم
إلــى  الـزوابـي فـقـلنا بـعـد مـا نـظروا

كــــروا  إلــــى حـرتـيـهم يـعـمُـرونهُما
كــمــا  تــكــرُّ إلــــى أوطـانـهـا الـبـقـر

وأصــبـحـت  مِـنـهُـمُ سِـنـجـارُ خـالـيَـة
والـمـحـلـبـياتُ  فــالـخـابـورُ فــالـسـررُ

ومـــا  يُــلاقـون فــرّاصـاً إلـــى نـسـبٍ
حـتـى يُـلاقـيَ جــديَ الـفـرقدِ الـقـمرُ

ومـــا  ســعـى فـيـهم ســاعٍ لـيـدرِكنا
إلا  تــقــاصـر عـــنــا وهـــــوَ مــنـبـهـرُ

وقـــد  أصــابـت كــلابـاً مـــن عـداوتـنا
إحـدى الـدّواهي التي تُخشى وتُنتظرُ

وقــــد  تــفـاقـم أمــــرٌ غــيــر مـلـتـئمٍ
مــــا  بـيْـنـنـا رحِــــمٌ فــيــهِ ولا عِـــذرُ

أمــا  كـلـيبُ بــن يـربـوعِ فـلـيس لـهم
عِـــنــد الــتّــفـارُطِ إيـــــرادٌ ولا صــــدرُ

مـخـلـفون ويـقـضـي الــنـاسُ أمـرهـمُ
وهُــم بـغـيْبٍ وفـي عـمياء مـا شـعروا

مُـلـطّـمـون بــأعـقـارِ الــحـيـاضِ فــمـا
يــنـفـكّ  مــــن دارمــــي فـيـهـم أثـــرُ

بـئس الـصحاة وبـئس الشربُ شربهُمُ
إذا  جــــرى فـيـهـمِ الــمـزاءُ والـسـكـرُ

قـــوم  تـنـاهـت إلـيـهم كــل فـاحـشة
وكــــل  مـخـزيـة ســبـت بــهـا مــضـر

عـلـى الـعـياراتِ هـدّاجـون قــد بـلغت
نــجـران أوْ حُــدّثـت سـوءاتِـهـم هـجـرُ

الآكــلــون  خــبـيـث الــــزادِ وحــدهُـمُ
والـسـائلون  بـظـهرِ الـغـيبِ مــا الـخبرُ

واذكـــــر  غـــدانــة عـــدانــاً مــزنـمـة
مِـــن الـحـبـلّقِ تُـبـنى حـوْلـها الـصِّـيَرُ

تُـمـذي إذا سـخنت فـي قُـبلِ أذرُعِـها
وتـــزرئِـــمُّ  إذا مـــــا بــلــهـا الــمــطـرُ

ومـــا غُــدانـة فـــي شــيء مـكـانهُمُ
الـحابسو الـشاء حـتى يـفضل الـسؤرُ

يــتــصــلــون  بـــيــربــوعِ ورفــــدهـــمُ
عِـــنــد  الــتّـرافُـدِ مــغـمـورٌ ومُـحـتـقـرُ

صُـفـرُ الـلِّحى مِـن وقـودِ الأدخِـنات إذا
ردّ  الــرفــاد وكــــفّ الــحـالـبِ الــقــررُ

وأقــسـم  الـمـجـدُ حــقـاً لا يـحـالفهم
حـتـى يـحـالف بـطـن الـراحـة الـشعرُ

أحدث أقدم