آيات وأحاديث عن العفو والتسامح

آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن العفو والتسامح

العفو والتسامح من الصفات الحميدة التي دعا إليها الإسلام، لما لها من آثار إيجابية على الفرد والمجتمع، وحث عليها الله تعالى في القرآن الكريم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية. فالعفو هو ترك حقٍّ أو ترك طلبه، والتسامح هو التغاضي عن إساءة أو أخطاء الآخرين وقبولها.

آيات قرآنية عن العفو والتسامح

حث الله تعالى على العفو والتسامح في العديد من الآيات القرآنية، منها:

قال تعالى: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 178].

قال تعالى: {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 237].

قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199].

قال تعالى: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} [الحجر: 85].

قال تعالى: {وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [التغابن: 14].

قال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].

قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 22].

قال تعالى: {فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 99].

قال تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40].

قال تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [الصافات: 34-35]

قال تعالى: {إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149].

قال تعالى: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46].

قال تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 13].

قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].

من هذه الآيات يتضح أن الإسلام يدعو إلى العفو والتسامح، ويحث على ترك الانتقام والسعي إلى الإصلاح. فالعفو والتسامح من الصفات التي ترفع من شأن الإنسان، وتجعل المجتمع أكثر سعادة واستقرارًا، وتنشر المحبة والوئام بين الناس.

أحاديث نبوية عن العفو والتسامح

حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على العفو والتسامح في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها:

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي خَادِمًا يُسِيءُ وَيَظْلِمُ أَفَأَضْرِبُهُ، قَالَ: تَعْفُو عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً» (رواه الألباني).

عن أبي هُريرة أَن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ» (رواه مسلم).

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ» (رواه السيوطي).

عن أنس قال: «مَا رُفِعَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرٌ فِيهِ الْقِصَاصُ إلَّا أَمَرَ فِيهِ بِالْعَفْوِ» (رواه الألباني).

عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلَاثٌ وَاَلَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ: لَا يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا وَلَا يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلِمَةٍ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ» (رواه أحمد).

عن عقبة بن عامر، قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ» (رواه الألباني).

عن عبد الله بن عمرو بن العاصي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللَّهُ لَكُمْ وَيْلٌ لأَقْمَاعِ الْقَوْلِ وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» (رواه أحمد).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الأنْصارَ كَرِشِي وعَيْبَتِي، وإنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ ويَقِلُّونَ، فاقْبَلُوا مِن مُحْسِنِهِمْ واعْفُوا عن مُسِيئِهِمْ» (الطبراني).

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا عَفَا رَجُلٌ عَنْ مَظْلِمَةٍ إلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا» (رواه أحمد).

عن عائشة رضيَّ اللهُ عَنْهَا قالت: «ما ضرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى» (رواه مسلم).

فهذه الأحاديث النبوية الشريفة تبين لنا أهمية العفو والتسامح، وأنهما من صفات المؤمنين.

آثار العفو والتسامح

للعفو والتسامح آثار إيجابية عديدة في حياة الفرد والمجتمع، ومن أهمها:

  • التخلص من الكراهية والضغينة: فالعفو والتسامح يساعدان على التخلص من المشاعر السلبية التي تؤدي إلى الانتقام والضغينة، والتي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان النفسية والجسدية.
  • تقوية العلاقات الاجتماعية: فالعفو والتسامح يساعدان على تقوية العلاقات الاجتماعية، وبناء مجتمع أكثر تعاونًا وتفاهمًا.
  • تحقيق السعادة والرضا: فالعفو والتسامح يساعدان الإنسان على الشعور بالسعادة والرضا، وتحقيق السلام الداخلي.

الخاتمة

العفو والتسامح صفات عظيمة ترفع من شأن الفرد والمجتمع، وهما من أهم ما دعا إليه الإسلام. فالعفو والتسامح لا ينقصان من قدر الإنسان، بل يزيدانه رفعة ومكانة.

اقرأ أيضًا:

أحدث أقدم