الخير والشر عادات وأهواء – أبو العتاهية

الخير والشر عادات وأهواء وقد يكون من الأحباب أعداء

قصيدة: الخير والشر عادات وأهواء

  • للشاعر: أبو العتاهية

الــخــيـرُ والـــشــرُّ عـــــاداتٌ وأهـــــواءُ
وَقــــد يــكــونُ مِـــن الأحــبـابِ أعـــداءُ

لِـلحِكمِ شـاهِدُ صِـدقٍ حـين ما غضبٌ
وَلِـلـحـلـيـمِ عــنِ الـعـوراتِ إغــضـاءُ

كُـــلٌّ لــهُ سـعـيُهُ والـسـعيُ مُـخـتلِفٌ
وَكُــلُّ نـفـسٍ لـهـا فــي سـعـيِها شـاءُ

لِـــكُــلِّ داءٍ دواءٌ عِــــنــد عـــالِـــمِــهِ
مـن لـم يـكُن عـالِماً لـم يـدرِ مـا الـداءُ

الـحـمـدُ لِــلّـهِ يـقـضـي مـــا يــشـاءُ ولا
يُـقـضى عـليهِ ومـا لِـلخلقِ مـا شـاؤوا

لـــم يُـخـلـقِ الـخـلـقُ إلّا لِـلـفـناءِ مـعـاً
نــفـنـى وتــفـنـى أحــاديـثٌ وأســمـاءُ

يــا بُـعـد مـن مـات مِـمّن كـان يُـلطِفُهُ
قـــامــت قــيـامـتُـهُ والـــنــاسُ أحــيــاءُ

يُـقـصـي الـخـلـيلُ أخـــاهُ عِـنـد مـيـتتِهِ
وَكُــــلُّ مــــن مــــات أقـصـتـهُ الأخِـــلّاءُ

لـــم تــبـكِ نـفـسك أيّــام الـحـياةِ لِـمـا
تـخـشى وأنــت عـلـى الأمــواتِ بـكّاءُ

أسـتغفِرُ الله مِـن ذنـبي ومِـن سرفي
إنّــــي وإن كُــنــتُ مــسـتـوراً لـخـطّـاءُ

لم تقتحِم بي دواعي النفسِ معصيةً
إلّا وبــيــنـي وبـــيــن الـــنــورِ ظــلــمـاءُ

كــم راتِــعٍ فــي ظِــلالِ الـعيشِ تـتبعُهُ
مِـــنــهُــنّ داهـــيَـــةٌ تـــرتـــجُّ دهـــيـــاءُ

ولِـــلــحــوادِثِ ســــاعـــاتٌ مُـــصــرفــةٌ
فــيــهِــنّ لِــلــحـيـنِ إدنــــــاءٌ وإقـــصــاءُ

كُــلٌّ يُـنـقّلُ فــي ضـيـقٍ وفــي سـعـةٍ
وَلِـــلــزمــانِ بِـــــــهِ شـــــــدٌّ وإرخـــــــاءُ

الــحــمــدُ لِـــلّـــهِ كُــــــلٌّ ذو مُــكــاذبــةٍ
صــار الـتـصادُقُ لا يُـسـقى بِــهِ الـماءُ


اقرأ أيضًا:
أحدث أقدم