غشيت ديار الحي بالبكرات – امرؤ القيس

غشيت ديار الحي بالبكرات، فعارمة فبرقة العيرات

قصيدة: غشيت ديار الحي بالبكرات

  • للشاعر: امرؤ القيس

غـشـيتُ ديــار الـحـيِّ بِـالبكراتِ
فـــعــارِمــةٍ فــبــرقــةِ الــعــيَــراتِ

فــغـولٍ فـحِـلّيتٍ بِـأكـنافِ مُـنـعجٍ
إلـى عـاقِلٍ فـالجُبِّ ذي الأمراتِ

ظـللتُ رِدائي فوق رأسيَ قاعِد
أعُدُّ الحصى ما تنقضي عبراتي

أعِـنّي عـلى الـتهمامِ والـذِكراتِ
يَـبِتن عـلى ذي الـهمِّ مُـعتكِراتِ

بِـلـيـلِ الـتـمامِ أو وصـلـن بِـمِـثلِهِ
مُــقــايَــسـةً أيّــامُــهــا نـــكِـــراتِ

كـأنّي ورِدفـي والقِراب ونُمرُقي
عـلـى ظـهـرِ عـيـرٍ وارِدِ الـخبِراتِ

أرنّ عـلـى حُـقـبٍ حـيالٍ طـروقةٍ
كــذودِ الأجـيـرِ الأربــعِ الأشــراتِ

عـنيفٍ بِـتجميعِ الـضرائِرِ فـاحِشٍ
شـتـيمٍ كـذِلقِ الـزُجِّ ذي ذمـراتِ

ويَـأكُـلن بُـهمى جـعدةً حـبشيَّةً
وَيَشربن برد الماءِ في السبراتِ

فــأوردهــا مــــاءً قـلـيـلاً أنـيـسُـهُ
يُـحـاذِرن عـمـراً صـاحِب الـقُتُراتِ

تـلِـثُّ الـحصى لـثّاً بِـسُمرٍ رزيـنةٍ
مـــــوازِن لا كُـــــزمٍ ولا مـــعِــراتِ

ويُــرخـيـن أذنــابـاً كـــأنّ فُــروعـه
عُـــرا خِــلـلٍ مـشـهورةٍ ضـفِـراتِ

وعــنـسٍ كــألـواحِ الإرانِ نـسـأتُه
عـلى لاحِبٍ كالبُردِ ذي الحبراتِ

فـغـادرتُها مِــن بـعـدِ بُــدنِ رذيَّــةٍ
تُـغـالي عـلـى عـوجٍ لـها كـدِناتِ

وأبـيَـض كـالـمِخراقِ بـلّيتُ حـدّهُ
وَهـبّـتهُ فـي الـساقِ والـقصراتِ


أحدث أقدم